المواقف الإنسانية النبيلة تجاه قضايا شعوب الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء في أنحاء المعمورة كافة ولا سيما في الكوارث والأزمات والملمات هي سمة السياسة التي تتبعها المملكة دائماً في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، وهي سياسة أخلاقية رفيعة تمد يد العون والمساعدة لكل المحتاجين والمعوزين من خلال اهتمامها بمساعدة الدول المتضررة بالتبرعات وتمويل عمليات الإغاثة انطلاقاً من إيمانها بمسؤوليتها التاريخية والأخلاقية والإنسانية.. ولقد أشار تقرير صادر من مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تربع المملكة في صدارة دول العالم في مجال التبرعات لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية للعام 2008م.. وتشير الإحصائيات أن المملكة قد قدمت خلال العقود الثلاثة الماضية ما يقدر بمائة مليار دولار كمساعدات استفاد منها نحو 95 دولة، ويمثل هذا المبلغ 4% من إجمالي الناتج الوطني. وهذا هو موقف المملكة حكومة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين، إلى جانب الشعب الباكستاني الشقيق المتأثر بالفيضانات.. لا تدخر المملكة فيه وسعا من منطلق ديني وأخلاقي وإنساني.. حيث بدأت بإطلاق جسر جوي لتقديم المساعدات بشكل عاجل ومتواصل وما يحمله هذا الجسر من مساعدات مادية وعينية ومستشفيات ميدانية وطواقم للإنقاذ والإسعاف.. ففي أقل من شهر واحد وتنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وبإشراف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المشرف العام على حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق، انطلقت قافلة الخير الرابعة ضمن الجسر الإغاثي البري الذي تسيره الحملة من العاصمة إسلام آباد إلى مختلف المناطق الباكستانية المتأثرة بالفيضانات وبما يخفف من آثارها على الشعب الباكستاني. وكانت إغاثة الشعب الباكستاني إحدى المواضيع الرئيسية على جدول أعمال مجلس الوزراء الذي انعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (6رمضان 1431ه ) حيث أكد مجلس الوزراء أن الحملة الشعبية الشاملة التي وجه خادم الحرمين الشريفين بإقامتها لمؤازرة الشعب الباكستاني تأتي ضمن جهود المملكة التي تسخرها لعون المتضررين من الكوارث داعياً الجميع إلى الإسهام بما تجود به أنفسهم في هذه الأيام المباركة والحرص على بذل المساعدات لإخوانهم المسلمين لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى، وافتتح خادم الحرمين حملة التبرعات ب 20 مليون ريال، كما تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعشرة ملايين ريال، وتبرع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على هذه الحملة بخمسة ملايين ريال.. وهذا النداء الانسانى يأتي تعبيراً عن المساهمة الشعبية من قبل المواطنين والمقيمين والمؤسسات المالية والشركات لصالح المنكوبين في باكستان الشقيقة. وكانت حملة خادم الحرمين الشريفين قد تمكنت وبفضل الله من توصيل مساعدات الشعب السعودي إلى المتضررين في مختلف أنحاء باكستان، وبخاصة إلى المناطق البعيدة والمقطوعة التي لم تصلها أي مساعدات أخرى، وذلك من خلال القوافل الثلاث التي انطلقت خلال الأسابيع الماضية ضمن الجسر البري الذي تسيره الحملة، والتي وصل عدد شاحناتها مع القافلة الرابعة التي انطلقت مؤخرا إلى 600 شاحنة محملة بالمواد الغذائية. بهذا تقف المملكة لتساند قضايا المسلمين ملتزمة بواجبها الذي يمليه عليها موقفها في قلب العالم الإسلامي.. والمملكة مدرسة متفردة في الإنسانية وخدمة البشرية فهي دائما سباقة في مواقفها الإنسانية في مساندة المحتاجين والمتضررين في أرجاء الأرض كافة ودعمهم ومساعدتهم والوقوف إلى جوارهم ولا سيما في الكوارث والأزمات والملمات.. وهى ترجمة صادقة من مملكة الإنسانية لمبدأ صون حقوق الإنسان وخدمة الإنسانية بما يؤكد تعاون البشرية وتكاملها ووحدتها.