سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المسؤولون الباكستانيون يثمنون عالياً وقفة المملكة السخية إلى جانبهم في كارثة الفيضانات أكد أن حجم المساعدات السعودية دفعت دول العالم لزيادة مساعداتها.. السفير الغدير ل «الرياض»:
أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان الإسلامية الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير في حديث خاص ل "الرياض" بأن وقفات المملكة إلى جانب الشعب الباكستاني زادت من مشاعر الحب والاحترام لدى الباكستانيين تجاه المملكة حكومة وشعباً. مشيراً إلى أن معظم المسؤولين الباكستانيين يصفون خادم الحرمين الشريفين بأنه قائد للأمة الإسلامية وملك للإنسانية بفضل وقفاته الكريمة أيده الله تجاه الأمة والشعوب المنكوبة حول العالم دون تمييز، وتضمنت المقابلة ما يلي: * كيف تنظرون إلى العلاقات بين المملكة العربية السعودية وباكستان ؟ بالطبع العلاقات السعودية الباكستانية هي علاقات عريقة تستند على أواصر الأخوة وتنبع من قيم دينية وثقافية وتاريخية مشتركة، فقد تجاوزت العلاقات بين الشعبين السعودي والباكستاني العديد من الامتحانات الصعبة، فقد حرصت القيادة السعودية الرشيدة منذ تأسيس باكستان في عام 1947 على مد يد الصداقة مع هذا البلد الإسلامي الشقيق ، واهتمت بالوقوف بجانب الشعب الباكستاني كلما مرت به ظروف صعبة خلال العقود الماضية، لا سيما أثناء وقوع كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب باكستان في الثامن من أكتوبر عام 2005 أو عندما ابتليت باكستان بأكبر عملية نزوح داخلي عام 2009 في مناطق سوات الشمالية الغربية من باكستان وهو أكبر نزوح بشري ما بعد الحرب العالمية الثانية ، والآن نشاهد المملكة العربية السعودية على رأس الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية المتنوعة للأشقاء الباكستانيين الذين يواجهون حالياً أكبر الكوارث الطبيعية في العالم من جراء السيول والفيضانات التي ضربت باكستان من الشمال إلى الجنوب، وشردت الملايين ودمرت منازل وأراض زراعية واسعة. * ما هي المساعدات التي قدمتها المملكة لمتضرري الفيضانات؟ المملكة تكون في مقدمة الدول التي تسعى لتقديم المساعدات الإغاثية الإنسانية في أي مكان حول العالم، وذلك من واجب ديني وأخلاقي وإنساني. فريق الإنقاذ السعودي بذل جهوداً كبيرة ونجح في إنقاذ مئات المنكوبين والسفارة منذ حصول كارثة الفيضانات وتطورها منذ اليوم الأول عملت على إنشاء خلية عمل تعمل على مدار الساعة لمتابعة تطورات الفيضانات في باكستان. ومنذ مناشدة الحكومة الباكستانية للمجتمع الدولي لمساعداتها لمواجهة آثار الفيضانات، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتسيير جسر جوي إغاثي لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة إلى المتضررين إلى مناطقهم. كما قامت السفارة بزيارات متعددة إلى المناطق المنكوبة للاطلاع على أوضاعها عن كثب، وذلك تمهيداً لتوجيه المواد الإغاثية إلى تلك المناطق. وشاركتُ شخصياً مع فرق توزيع المساعدات الإغاثية التي وصلت من خلال الجسر الجوي الإغاثي السعودي ، التي وجهت إلى جميع المطارات الباكستانية القريبة من مناطق الفيضانات مثل بشاور وكويتا ولاهور وملتان وكراتشي بهدف إيصال المواد الغذائية والإغاثية والخيام بالإضافة إلى المواد التي يستخدمها المتضررون يومياً في مواقعهم. وتوالت المساعدات السعودية، ووصلت فرق بحث وإنقاذ للمشاركة جنباً إلى جنب مع فرق الإغاثة التابعة للجيش الباكستاني في المناطق التي غمرتها الفيضانات، حيث عملت فرق البحث والإنقاذ السعودية التابعة للدفاع المدني وحرس الحدود بتفان، وأنقذت المئات من العالقين والمحصورين والمتضررين من مياه الفيضانات في العديد من المدن والقرى في إقليم السند الجنوبي، كما صدرت توجيهات سامية بإرسال مستشفيين ميدانيين سعوديين مزودين بأحدث المعدات الطبية يرافقهما كادر طبي كبير لتشغيلهما لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للأشقاء المتضررين. وفي غضون ذلك أمر خادم الحرمين الشريفين بقيام حملة شعبية لمؤازرة الشعب الباكستاني ساهم فيها أيده الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. ودعا الشعب السعودي للمشاركة فيها، وتم جمع أكثر من 402 مليون ريال لمساعدة متضرري باكستان، حيث دشنت حملة خادم الحرمين الشريفين جسراً برياً لتقديم المواد الغذائية لمئات الآلاف من الأسر المتضررة في مناطقهم، كما أقامت الحملة مخيم خادم الحرمين الشريفين في مدينة "تاتا" بإقليم السند الجنوب الشرقي من باكستان، لإيواء المشردين وتقديم وجبات غذائية لهم. كما ساهم سمو ولي العهد بإرسال جسر جوي يحمل أكثر من ثلاثمائة طن من التمور الفاخرة من مزارعه الخاصة لتوزيعها على المتضررين. ولا تزال المملكة تواصل إرسال مساعداتها الإنسانية، حيث استقبلنا فريقاً من الأطباء الاستشاريين المتطوعين لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمتضررين، كما استقبلنا فريقاً من المتطوعين السعوديين من طلاب وعاملين ومدرسين يساهمون مع إخوانهم العاملين في حملة خادم الحرمين الشريفين في توزيع المساعدات والأغذية على المتضررين في المناطق البعيدة، كما تواصل حملة خادم الحرمين الشريفين أيده الله إطلاق قوافل الخير إلى المناطق البعيدة والمقطوعة لإيصال الغذاء للمتضررين، كما أود أن أبين أن المملكة هي أول من وفر الحليب للأطفال المهددين بسوء التغذية والجوع في المناطق المتضررة. * كيف ترون سير عملية توزيع المساعدات السعودية في المناطق المتضررة ؟ الحمد لله وبكل فخر نؤكد أن المملكة لم تقدم المساعدات الإنسانية فحسب بل إنها تقوم بإيصال المساعدات إلى المتضررين في مناطقهم فقد قمت شخصياً بالإشراف على عملية توزيع المساعدات في مختلف أنحاء باكستان وخاصة المناطق البعيدة والمقطوعة بقيادة قوافل المساعدات والوصول إلى المناطق المحاصرة بمياه الفيضانات بالطائرات المروحية، وقد أكد العديد من المسؤولين الباكستانيين أن سفير خادم الحرمين الشريفين هو أول دبلوماسي يصل إلى المناطق المتضررة البعيدة، وإلى المناطق التي لم يتمكن الكثير من المسؤولين الوصول إليها، وقد تم ذلك بفضل من الله ثم انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه على تقديم الدعم اللازم للأشقاء الباكستانيين. * ما هو وضع السعوديين المقيمين في باكستان وبخاصة الطلبة والمبتعثين في المناطق المتضررة ؟ كارثة الفيضانات التي ضربت أنحاء مختلفة من باكستان وصلت إلى بعض المناطق التي يدرس فيها طلبة سعوديون، فقد قمنا بإجلائهم (احترازياً) قبل وصول الفيضانات إليها ونقلهم إلى مناطق آمنة ، كما قمتُ شخصياً بعدة زيارات إلى المدن الباكستانية التي يتواجد فيها الطلبة والمبتعثين السعوديين للدراسة، واجتمعت بهم لتفقد أوضاعهم والاطلاع على ما يحتاجون إليه ، ونؤكد والحمد لله أن جميع الرعايا السعوديين في باكستان بخير وسلام ولم يتعرضوا لأي أذى وأن السفارة على اتصال مستمر بهم. * سعادة السفير أمضيتم يوم العيد مع المتضررين في مخيماتهم ، كيف كانت مشاعر المتضررين ؟ بالفعل قمت بزيارة إلى مدينة "تاتا" وأمضيت يوم عيد الفطر المبارك مع المتضررين في مخيم خادم الحرمين الشريفين والمستشفى الميداني السعودي والتقيت بالمتضررين والمرضى، وأكدت لهم أن القيادة السعودية تستشعر الألم الذي يمرون به، وأنها تقف معهم جنباً إلى جنب في هذه الظروف الصعبة ، وقد كان لهذه الزيارة الأثر الطيب لدى المتضررين والمسؤولين الذين وصفوا خادم الحرمين الشريفين بأنه ملك للإنسانية وقائد الأمة الإسلامية لما يوليه من حرص واهتمام خاص تجاههم وتجاه الأمة الإسلامية وقضاياها. * ما هو صدى الوقفة الإنسانية التي وقفتها المملكة العربية السعودية مع الشعب الباكستاني؟ المساعدات السعودية المتتالية والمتنوعة ووقوف المملكة حكومة وشعباً جنباً إلى جنب مع الشعب الباكستاني في محنته الحالية، كان له الأثر الطيب والاستحسان لدى الباكستانيين حكومة وشعباً، فقد أعرب فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية السيد آصف علي زرداري ودولة رئيس الوزراء سيد يوسف رضا جيلاني وحكام ورؤساء الأقاليم الباكستانية عن شكرهم وامتنانهم على الوقفات الإنسانية التي تقفها المملكة دائماً إلى جانب باكستان كلما مرت به ظروف صعبة، كما تلقيت العديد من الاتصالات ورسائل الشكر من الوزراء وكبار المسؤولين والقيادات السياسية، الذين طلبوا مني رفع شكرهم وتقديرهم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على ما يوليه من اهتمام ورعاية إنسانية لأبناء الشعب الباكستاني. كما أحب أن أنوه أن صدور الأمر الملكي بإنشاء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية يأتي امتداداً للعمل الإغاثي الخيري والإنساني الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ويجسده أيده الله في استمرارية أعماله الخيرية والإنسانية انطلاقاً من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للتسامح والسلام في أنحاء العالم. من جهة أخرى فقد أوضح السفير أن بعض المسؤولين الباكستانيين وصفوا وقفة خادم الحرمين الشريفين أنها شجعت بقية الدول على رفع حجم مساعداتها، وذلك نظراً لحجم المساعدات السعودية وتنوعها واستمرارها وطريقة توزيعها. بينما وصف مسؤولون في المؤسسات الحكومية التي تشرف على عملية توزيع المساعدات، أن المساعدات السعودية تميزت عن غيرها من المساعدات المقدمة للمتضررين لدقة تطابقها مع حاجة المتضررين مع تطور مراحل الفيضانات، وأن وصولها إلى المناطق المتضررة بإشراف مسؤولي حملة خادم الحرمين الشريفين يعد دعماً آخر من المملكة خفف من التحديات التي تواجهها المؤسسات الإغاثية في توصيل تلك المساعدات إلى المناطق المتضررة بسبب انقطاع شبكة الطرق وخطوط التمويل. وهذا يدل على أن المملكة سباقة للخير ولديها الخبرة في تقديم المساعدات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة.