يعتبر مركز الملك فهد الوطني لأورام الاطفال ومركز الابحاث اول مركز طبي متخصص لعلاج مرضى سرطان الاطفال وتتجاوز نسبة علاج الحالات السرطانية لدى الاطفال بنجاح 70٪ من الحالات الواردة للمركز ويشير الاستاذ صالح آل الشيخ المدير التنفيذي للمركز أثناء حواره مع «الرياض» بأن عدد الحالات التي راجعت المركز منذ بداية تشغيله وحتى الآن تصل إلى «2800» حالة مبدياً في نفس الوقت امتعاضه الشديد من عدم تفاعل رجال الأعمال مع اهداف المركز الانسانية وعدم دعمه مادياً. «الرياض» التقت بالمدير التنفيذي للمركز وبعض الاطفال المرضى للحديث عن هذا الصرح الطبي وابرز العقبات التي تواجههم. في البداية التقينا بالمدير التنفيذي لمركز الملك فهد لأورام الأطفال ومركز الأبحاث الأستاذ صالح آل الشيخ، فكشف لنا عبر هذا الحوار القصير عن احتياجات المركز والتوسعة الجديدة التي تتطلب دعماً كبيراً من رجال وسيدات الأعمال والمسؤولين في وزارة المالية. «400 مليون من ناصر الرشيد» نود تقديم نبذة تعريفية عن المركز منذ إنشائه وحتى الآن؟ - مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ومركز الأبحاث هو أول مركز طبي متخصص تخصصاً دقيقاً لعلاج مرضى سرطان الأطفال، وأسس بالكامل كعمل خيري، وأسسه أحد رجال الأعمال السعوديين وهو معالي الدكتور ناصر الرشيد بمبلغ «400,000,000» أربع مائة مليون ريال وقدمه هدية للوطن عام 1412ه، وتبنت الدولة تشغيله عام 1417ه، وكلف مستشفى الملك فيصل التخصصي بتشغيله والإشراف عليه، وحسب علمي فهو الوحيد على المستوى العربي والآسيوي، ويتولى تشغيله كادر وظيفي يبلغ عددهم «514» من أطباء وممرضين ومشرفين وفنيين وإداريين من الجنسين. ٭كم تبلغ التكلفة التشغيلية السنوية للمركز؟ - تبلغ التكلفة التشغيلية للمركز قرابة «140,000,000» مائة وأربعين مليون ريال سنوياً، فمن المعلوم أن علاج السرطان ذا تكلفة عالية، وتصل تكلفة علاج المريض الواحد في كثير من الحالات قرابة المليون ريال سنوياً «حالات النجاح تصل الى 70٪» ٭ كم تبلغ نسبة نجاح العلاج بالمركز للأطفال المصابين بالسرطان؟ وعدد الحالات التي عولجت بنجاح؟ -تتجاوز نسبة علاج الحالات السرطانية لدى الأطفال بنجاح 70٪ من الحالات الواردة للمركز، يتم اكتشاف حوالي 400 إلى 500 حالة جديدة سنوياً عدا حالات أمراض اضطرابات الدم غير الخبيثة التي يتولى المركز علاجها مع مستشفى الملك فيصل التخصصي، كما يبلغ عدد الحالات التي راجعت المركز منذ بداية تشغيله وحتى الآن قرابة «2800» حالة. ٭ كم تبلغ عدد غرف العمليات والوحدات والأسرة التي تعلم الآن؟ وكم يتراوح عدد الحالات التي يستقبلها المركز يومياً؟ - يعتمد المركز على مستشفى الملك فيصل التخصصي لإجراء العمليات لعدم وجود غرف عمليات جاهزة في الوقت الحاضر، ويتم إعداد غرفتين لإجراء عمليات متطورة في التوسعة الجديدة التي سوف تنتهي بإذن الله بداية العام القادم، وقد تكفل بتجهيزها للمرحلة المبدئية مؤسس المركز معالي الدكتورناصر الرشيد حفظه الله بمبلغ وقدره «22,430,000» مليون ريال، ويبلغ عدد الأسرة المشغلة حالياً 36 سريراً للتنويم و 16 سريراً لعلاج اليوم الواحد، ويستقبل المركز معدل 100 مراجع يومياً. ٭ لا شك أن المرضى وأولياء أمورهم يمرون بحالات يأس وإحباط من العلاج الكيماوي من السرطان.. ما دور المركز في ذلك؟ - لدى المركز أخصائيون اجتماعيون يتعاملون مع تلك الحالات بمستوى متميز يجد القبول من المرضى وأولياء أمورهم مما يخفف من معاناتهم وتفهمهم بشكل أكبر للمرض. ٭ ما أوجه المقارنة فيما يتعلق بالعلاج بين ماهو موجود هنا بالمركز وما هو موجود في المستشفيات الأمريكية والأوروبية؟ - يطبق المركز أفضل المعايير العلاجية الموجودة في المستشفيات الأمريكية المتقدمة، ولا يقل المركز في مستواه العلاجي والكادر الطبي والطبي المساعد عن أرقى المستشفيات المتخصصة هناك ولله الحمد. ٭ هل هناك تعاون بين المركز وسائر المراكز والمستشفيات المتقدمة الخارجية ذات العلاقة في مجال الأورام بقصد التنسيق وتبادل الخبرات؟ - لا شك أن هناك تعاوناً بين المركز ومستشفى الملك فيصل التخصصي مع مستشفيات عالمية متقدمة سواء في أمريكا أو أوروبا أو في الدول الأخرى التي لديها مستويات علاجية متقدمة. ٭ تعداد سكان المملكة ينص على أن النسبة العمرية للأطفال هي نسبة عالية جداً حيث تبلغ نسبة مادون 18 سنة أكثر من 63٪ من تعداد المملكة، ومن الملاحظ عدم وجود مستشفى متخصص في أمراض الأطفال المستعصية، والمملكة مقدمة على تضخم سكاني غالبيته من الأطفال، فما هو رأيكم؟ - هذا صحيح مع الأسف الشديد، والحقيقة أن المملكة في حاجة ماسة لمثل هذا المستشفى في الوقت الحاضر، وسوف نواجه مشكلة كبيرة في علاج الحالات خلال العشر سنوات القادمة إذا لم يتم الانتباه لهذه الحيثية، ويجب الإسراع في إنشاء مثل هذا المستشفى التخصصي، حيث لا يوجد البتة مستشفى متخصص لعلاج الأمراض المستعصية لدى الأطفال، كما أن عدد الأسرة المتناثرة بين مستشفيات الأطفال العامة في المملكة محدودة جداً ولا تفي بالغرض في الوقت الحاضر؛ فما بالك مع الزخم العمري الصغير القادم خلال السنوات العشر القادمة، وإن إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي تنبه إلى هذه الحاجة منذ فترة فقد وجه الدكتور قاسم القصبي بتشكيل فريق عمل لدراسة الموضوع من جميع جوانبه وهي في مراحله الأخيرة لتقديمها لولاة الأمر. ٭ إذاً ما الخطط المستقبلية للمركز حول كيفية مواجهة الأمراض المستعصية بالمملكة للأطفال؟ والتعامل مع أمراض السرطان بصفة خاصة وأورام الأطفال على وجه الخصوص؟ - لدينا طموح كبير نأمل من الله أن يوفقنا على تنفيذه وهو إنشاء مستشفى متخصص لعلاج الأمراض المستعصية للأطفال بسعة لا تقل عن 250 سريراً، حيث لا يوجد في المملكة مثل هذا النوع من المستشفيات المتخصصة على هذا المستوى من الدقة؛ خصوصاً والمملكة مقبلة على جيل لا يقل عن 60٪ من التعداد السكاني دون 15 سنة، والجدير ذكره في هذا المجال هو أن الأرض والبنية التحتية متوفرة في المركز. ٭ علمنا أن الطفل المنوم داخل المستشفى يستطيع مواصلة تعليمه داخل المستشفى، فيا حبذا لو تحدثونا حول آلية ذلك الإجراء خصوصاً بأنه مستجد على الساحة الطبية؟ - تقوم الخدمات الاجتماعية -بدعم من جميعة سند الخيرية- بعمل بعض البرامج التعليمية للمرضى الذين ينومون أثناء العام الدراسي ويطلبون المساعدة في تعليمهم، ونسعى الآن لعمل برنامج تطوعي للحصول على الدعم من المعلمات المتطوعات الدعم هذا البرنامج في العام القادم لكي لا يفقد الطالب المريض أي صلة بينه وبين تعليمه في المدرسة، وسوف نحاول أن تكون تلك البرامج بالتنسيق بين مدرسة المريض وبين قسم الخدمات الاجتماعية. ٭تطبق في المستشفى خدمة فريدة من نوعها عن باقي المستشفيات وهي أن الطفل المريض يستطيع أن يطلب ما يشاء من الغذاء من المطعم الخاص. ماهي الآثار الإيجابية التي لمستموها من تطبيقكم لهذا النوع من الخدمة؟ - لاحظنا في العامين الأولين لتشغيل المركز أن المرضى -نتيجة لحالتهم الصحية- يفقدون الشهية ولا يأكلون ما يقدم لهم من طعام في الأوقات المحددة لتوزيع الطعام المتبعة عادة في المستشفيات في فترة الفطور والغداء والعشاء، وأن هناك كميات كبيرة من الأكل ترمى يومياً لعدم تقبل نفسية المريض لها، وهذا كذلك يؤثر على نفسيات مرافقيهم، فأجرينا دراسة لإمكانية تغيير خطة تقديم ونوعية الطعام الذي يروق لهم ويتمشى مع حالاتهم الصحية وفي أي وقت يروق لهم، ونتيجة لتلك الدراسة التي امتدت لمدة ستة أشهر؛ تبين لنا أن المريض أصبح أكثر قابلية للأكل لأنه يختار مايريده ويحدد كميته في الوقت الذي يشتهي الأكل فيه، وبذلك قلت كميات الطعام غير المستفاد منه، وقلت بالتالي تكلفة ما يقدم من طعام إلى حوالي 30٪ مع ارتفاع في الجودة والنوعية، كما يقدم الطعام في أوان خاصة صممت خصيصاً للمستشفيات تحفظ الطعام ساخناً لأكثر من 40 دقيقة منذ وصوله للمريض، كما يتم طلب الوجبة عبر خط تليفوني ساخن خلال 24 ساعة في مدة لا تتجاوز 30 دقيقة من طلبه. العلاج بالفن ٭ حدثنا عن علاج الأطفال بالفن عن طريق الرسومات؟ وما هي الآثار الايجابية على صحة الطفل؟ - العلاج بالفن عبارة عن برنامج علاجي نفسي وترفيهي للمريض يخفف من انطوائيته حيث خصصت صالتا ألعاب في المركز؛ الاولى خاصة بالمرضى مراجعي العيادات الخارجية والثانية للمرضى المنومين، وهما تحت اشراف اخصائيتين للعلاج الترفيهي. وفي الصالتين يتم اشغال فكر المريض باللعب؛ اما بالرسم التشكيلي أو من خلال تعلم الكمبيوتر وألعابه أو قراءة القصص. ومن خلال هذا البرنامج الذي تشرف عليه إدارة الخدمات الاجتماعية وتسانده بكل قوة جمعية سند، ويعده علمياً الدكتور المتعاون مع المركز عوض اليامي ومجموعة من الاخصائيين النفسيين؛ لوحظ أن نفسيات المرضى خلال تواجدهم في المستشفى لمدد طويلة تحتاج إلى راحة أكثر وتقبل لمتابعة العلاج. ٭ هل تعانون شحاً أو فقراً في بنك الدم؟ وما هي - إن وجدت - الفصيلة النادرة؟ - النقص في كميات الدم مشكلة مزمنة لدى أي مستشفى؛ فما بالنا بمستشفى يعنى بأمراض سرطان الدم أو أمراض الدم الاخرى، نعم نحن نعاني من قلة المتبرعين وعدم وجود بنك دم خاص بالمركز؛ ولكن - ولله الحمد - حصلنا على الموافقة المبدئية لاحد رجال الأعمال لبناء وتأثيث بنك دم خاص على حسابه الخاص وعلى الأرض التابعة للمركز ليكون رافداً للمركز وغيره من مستشفيات الأطفال، ويجري الآن اعداد المخططات اللازمة لذلك. تعاون كبير مع جمعية سند الخيرية ٭ هناك تعاون لديكم مع جمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان، لو تحدثونا عن أبرز برامج التعاون فيما بينكم من انشاء الجمعية وحتى الآن؟ - هناك تعاون مشترك بين جمعية سند الخيرية التي انطلقت اصلاً من داخل هذا المركز حيث بدأت بجهود شخصية محدودة من مجموعة من سيدات المجتمع، وكان لي شرف مشاركتهن في تأسيسها كلجنة خيرية متخصصة في دعم المركز ومرضاه، ثم لوحظ الحاجة الماسة لخدمات تلك اللجنة بشكل يفوق قدراتها كلجنة، وتقرر تسجيلها كجمعية رسمية تعنى بشؤون مرضى السرطان الأطفال في المملكة بشكل عام، وتمت الموافقة - ولله الحمد - من خلال الجهد الكبير الذي بذلته سموالأميرة عادلة بنت عبدالله رئيسة الجمعية، وهذه الجمعية تعتبر احدى الجمعيات الأساسية والمهمة في المملكة والتي تحتاج إلى الكثير من الدعم المادي والمعنوي نظير ما تقدمه من خدمة متميزة لتلك الفئة العزيزة على قلوبنا. 60 سريراً فقط! ٭ هل تعتقد أن المركز أصبح حالياً - قبل التوسعة الجديدة - متكاملاً من حيث الامكانات التكنولوجية والطبية والكوادر البشرية المؤهلة، بمعنى أن يستقبل كافة الحالات المرضية ويفي بمتطلبات مرضى الاورام عند الأطفال بالمملكة؟ - قدرات المركز في الوقت الحاضر - وحتى بعد التوسعة - سوف تكون محدودة وتركز على التخصص المباشر، وهو يعتمد على مستشفى الملك فيصل التخصصي في التخصصات المرادفة لعلاج مرضى السرطان، اما من ناحية اكتماله من الناحية الفنية والقدرات البشرية فيما يخص التخصص، فنعم بنسبة لاتقل عن 80٪ والتوسعة سوف تضيف غرفتين للعمليات و24 سريراً للعلاج اليومي و30 سريراً اضافياً لقسم التنويم الطاقة الأساسية لأسرة التنويم 70 سريراً عدا اسرة العلاج اليومي؛ مما يجعل المركز الأكبر طاقة سريرية متخصصة لسرطان الأطفال في العالم، فأكبر مركز حالياً لا يتجاوز عدد أسرته 60 سريراً وهو (سانت جود) في الولاياتالمتحدةالامريكية. ويستقبل مركز الملك فهد النسبة الكبرى من المرضى المصابين بالسرطان في المملكة وبعض الدول المجاورة، ويستقبل جميع الحالات التي لا تتمكن المراكز الاخرى في المملكة من علاجها. دعم محدود لرجال الأعمال!! ٭ يلاحظ أن كثيراً من رجال وسيدات الأعمال لا يتفاعلون مع مفهوم الأعمال الخيرية في المجال الصحي بالشكل المطلوب، فما هي أهم العوائق؟ وهل من كلمة توجهونها في هذا الخصوص؟ - موضوع تفاعل رجال وسيدات الأعمال مع الأعمال الخيرية بشكل عام لا أستطيع التحدث عنه، ولكن بالنسبة للتفاعل مع المركز ومرضاه فهو في الحقيقة محدود جداً بعدد محدد من رجال وسيدات الأعمال، وأعتقد أن أهم العوائق هي: اولاً: أن مركز الملك فهد لاورام الأطفال واقع بين واقعين أساسيين، الاول: انه بُني وجهز خيرياً وقدم للدولة، وكلف مستشفى الملك فيصل التخصصي بتشغيله والاشراف عليه، وهذا واقع لا يمكن تجاهله وبين واقع انه لايزال يحتاج إلى الكثير من الدعم الخيري حتى يتسنى له القيام بكامل واجباته بدون أي عوائق. ثانياً: عدم وجود آلية مقبولة داخل المؤسسات العامة لقبول الدعم الخيري من المجتمع سبب كثيراً من التخوف من طلب الدعم الخيري أو حتى قبوله لدى قياديي تلك المؤسسات التي تحتاج إلى دعم المجتمع، علماً أن الدعم الخيري للمستشفيات موجود في جميع أنحاء العالم المتقدم، خذ على سبيل المثال في أمريكا وبريطانيا: كثيراً من الحدائق العامة ومؤسسيها والقائمين عليها من الشركات والمؤسسات الخاصة بل وأفراد، كراسي في الجامعات، أسرة في مستشفيات، دراسات وبحوث علمية وطبية وكثير غير ذلك، وخير مثال على ذلك مستشفى (سانت جود) في الولاياتالمتحدةالامريكية وهو أفضل مستشفى بالعالم لعلاج مرضى سرطان الأطفال قائم تماماً على العمل الخيري وميزانيته السنوية تتجاوز ملايين الدولارات وكلها من الدعم الخيري سواء من الأفراد أو المؤسسات والشركات الخاصة. ٭ هل هناك نية لدى مستشفى الملك فيصل التخصصي لتحويل مركز الأطفال للاورام السرطانية إلى وقف خيري يدعم من قبل رجال الأعمال وأعمال الخير فقط دون تشغيل حكومي؟ وما تقييمكم حول هذه الفكرة؟ - الفكرة موجودة لدي شخصياً، وأعمل على بلورتها وعرضها على المستشار والمشرف العام على أعمال الإدارة. ٭ علمنا أن رجل الأعمال الشيخ ناصر الرشيد قد تكفل بعمل (التشطيبات) الجديدة للمركز.. ماذا عن توفير الأجهزة الطبية والأسرة وتشغيل المركز بشكل متكامل؟ - صحيح، فعندما انتهى بنا عظم مبنى التوسعة؛ لم تكن هناك مبالغ مرصودة لتشطيب المبنى والاسراع في استخدامه لاستقبال أكبر عدد ممكن من المرضى، وتقليل فترة انتظارهم التي كنا نعاني منها، فدعونا معالي الشيخ ناصر الرشيد لزيارة المركز، واقترحنا عليه اكمال التوسعة على نفقته الخاصة؛ فوافق على التكفل بكافة تكاليف التشطيب التي تجاوزت 22 مليون ريال جعلها الله في موازين أعماله الصالحة، وهذا لم يكن مفاجأة لنا؛ فلمعاليه مواقف كثيرة لدعم الأعمال الخيرية الهادفة. أما سؤالك عن تجهيز التوسعة؛ فنحن بصدد تحديد الاحتياجات اللازمة من أسرَّة وأجهزة وغرف عمليات وغير ذلك من مستلزمات التشغيل، وسوف نعرض على وزارة المالية في الميزانية القادمة تلك الاحتياجات ونحن واثقون بدعم الوزارة دون تردد. ٭ إذاً ما هي الرسالة التي تودون توجيهها لرجال الأعمال وأهل الخير حول استكمال التوسعة الجديدة للمشروع من تجهيزات إدارية وطبية؟ - الرسالة التي أوجهها لرجال وسيدات الأعمال والمجتمع السعودي الخير هي انه يوجد هنا مركز عالمي متميز لعلاج مرضى سرطان الأطفال (فلذات أكبادنا) وهو مركز تجاوزت نسبة الشفاء فيه 70٪ ولله الحمد، وأن أبواب المركز مفتوحة لهم لزيارته والاطلاع على ما يقدمه من خدمات قلَّ أن توجد في أي مستشفى آخر، وأن المركز يستقبل جميع أنواع الدعم العيني أو المادي، وان دعمهم سوف لن يذهب هباءً أو يساء استخدامه، بل سوف يستخدم مباشرة في علاج المرضى ودعم المرضى الفقراء غير القادرين على الاستمرار في العلاج دون الدعم المادي لتنقلهم بين أماكن سكنهم والمركز للعلاج، وأحب أن أنوه هنا أن الدولة أعزها الله لم تقتصر في دعم وتشغيل المركز بكل المقاييس؛ ولكن الحاجة موجودة للدعم الخيري ودعم الدولة لا يتناقض مع وجوب الدعم الخيري. قصور من الاعلام!! ٭ هل تعتقدون أن الاعلام بكافة أشكاله مقصر تجاه المركز ومرضى السرطان بشكل عام والأطفال بشكل خاص؟ وهل يقوم بالشكل المطلوب في توعية وتثقيف المجتمع صحياً من حيث الوقاية أو علاج الأمراض؟ - في البداية هناك نوع من ضعف التواصل بين الاعلام والمركز، وقد يكون لنا جزءاً كبيراً في ذلك نتيجة لإيماننا أن أفضل وسيلة لابراز المركز هي مستوى ما يقدمه من خدمة طبية وإدارية واجتماعية للمستفيدين من خدماته مباشرة من المرضى وأهاليهم. ٭ ما مدى استفادتكم من الابحاث التي تجرى في مركز الأبحاث؟ وهل توافقون على اجراء أبحاث على مرضاكم؟ - لا تجرى في مركز الأبحاث التابع للمركز أي أبحاث على المرضى بشكل مباشر؛ وانما على حيوانات مخصصة للبحث العلمي. تعاون مع المستشفيات الاخرى ٭ هل سنسمع مستقبلاً عن تدشين فروع للمركز على أرجاء المملكة تخفيفاً لمعاناة أولياء أمورالمصابين بالمرض من خارج الرياض؟ - ليس من المصلحة تدشين مركز آخر بنفس التخصص في المملكة؛ فمثل هذه المراكز مكلفة جداً، ولكن يجب أن يكون هناك تعاون بين مركز الملك فهد والمستشفيات الأساسية في جميع مناطق المملكة بحيث يكون هناك تعاون بين مركز الملك فهد والمستشفيات الأساسية في جميع مناطق المملكة بحيث تكون هناك عيادة متخصصة وعدد أسرة محدود في المستشفى الرئيسي في كل مدينة وتعمل بالتعاون مع مركز الملك فهد بطاقم مؤهل، بحيث يأتي أو يحوّل المريض إلى المركز في بداية اكتشاف المرض لديه، ثم يحدد المركز الرئيسي العلاج وخطته، ومن ثم يقوم المستشفى المختص في المدينة التي يسكنها المريض أويتبع لها بتطبيق خطة العلاج التي رسمت من المركز الرئيسي، وهذا ما نقوم به في الوقت الحاضر مع عدد محدود من مناطق المملكة، ولكي يقوم المركز بواجباته بشكل أكثر فعالية في تغطية جميع مناطق المملكة؛ يجب أن يحصل على الدعم المالي اللازم سواء من الجهات المعنية أو من جهات أخرى خيرية. ٭ هناك فتوى شرعية من سماحة الشيخ الدكتور عبدالله بن جبرين بجواز دفع الزكاة للمركز ولصرفها على أهدافه العلاجية والخيرية.. لماذا لم تفعل هذه الفتوى في حملة إعلامية مثلاً لتمويل المركز؟ - صحيح الفتوى موجودة ولم تعلن بشكل كبير في الماضي؛ ولكن نقوم الآن بوضع خطة رسمية ومسموح بها من الجهات المعنية، وقد قال سماحته حينما وجهت إليه السؤال حول جواز صرف الزكاة لمساعدة أحد المراكز الطبية المتخصصة في علاج سرطان الأطفال في المملكة وبالمجان وذلك للمساعدة في شراء الأدوية ودفع مرتبات وأجور الأطباء وغيرهم والمساعدات المادية والعينية للمرضى أنفسهم من ذوي محدودي القدرة؟ فأجاب الشيخ قائلاً: (يجوز صرف تلك التبرعات في حاجة المركز ولو كانت من الزكاة أو الصدقات لاعتبار هذا العلاج من الضروريات كالمطعم والملبس، واعتبار أغلب أولياء الأطفال من الفقراء أهل الزكاة وغير القادرين على تكاليف العلاج حيث إن الأثرياء قادرون على علاج أبنائهم في أمريكا ولندن... ولا يهمهم ما دفعوه من مال في سبيل علاج أطفالهم كثيراً أو قليلاً، فأما الفقراء والضعفاء فيعوزهم ثمن المأكل واللباس والسكن فكيف بأجرة الطبيب وقيمة العلاج وتكاليف تنويم المرضى والإشراف على علاجهم، لذا يجوز الصرف على حاجات المركز لشراء الاجهزة الطبية والاجهزة المساعدة على حسن الأداء والأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى وأجرة العاملين والمشرفين على المركز من الزكاة والصدقات والتبرعات الأخرى للحاجة الماسة. والله اعلم) الفتوى موقعه بتاريخ 17/2/1420ه. ٭ ماهي الخدمات التي يقدمها (نزل المطوع الخيري) وعلى ماذا يشتمل النزل؟ - أولاً نزل المطوع هو عمل خيري تكفل به الأخ المهندس ناصر المطوع العتيبي صاحب شركة (سمامة)، هذا العمل عبارة عن فندق يتكون من 48 غرفة مؤثثة بالكامل وتستوعب بحد أعلى 42 مريضاً ومرافقين بحد أعلى لكل مريض، وقد خفف هذا النزل على المرضى وأهاليهم معاناة كبيرة خصوصاً للقادمين من مدن وقرى خارج الرياض، وتدفع جمعية سند - مشكورة - تكاليف تشغيل النزل عن طريق أحد الفنادق المعروفة بالرياض، كما يتولى المركز موضوع الإعاشة اليومية للمستفيدين من النزل من المرضى ومرافقيهم. ٭ علمنا أن المركز يعالج عدداً من أطفال العراق المصابين بأورام السرطان.. كم يبلغ عددهم؟ وماذا عن باقي الجنسيات الأخرى؟ - عدد الأطفال العراقيين الذين تم علاجهم في المركز 7، كما أن هناك قائمة أخرى من جنسيات أخرى مثل: (اليمن، الكويت، البحرين، سوريا، لبنان، الأردن، مصر، باكستان، بنقلاديش، السودان) وغيرها. (الاطفال المرضى) بداية التقينا بالطفل عيد بن عايض إبراهيم القحطاني (14 سنة) والذي قطع حتى الآن 3 أشهر من العلاج، فأعرب عن سعادته بما رآه من خدمات ورعاية واهتمام من قبل أطباء وممرضي المركز، مشيراً في هذا الخصوص إلى حريته في اختيار ما يشتهي من مأكولات، إضافة إلى مشاهدته لبرامج الأطفال على شاشة التليفزيون أثناء علاجه الكيماوي، وقد كان برفقته - في ذلك اليوم - عمه عبدالله بن ابراهيم القحطاني الذي أوضح أن ابن اخيه اكتشف الورم في ركبته بمستشفى عسير العام، وطلبوا نقله إلى مركز متخصص كمركز الملك فهد الوطني لأورام الاطفال بالرياض؛ ولكنه صدم من تأخر نقله إلى الرياض، حيث أمضى أكثر من شهرين في المراجعات لكي يوفر له سرير، فالأورام السرطانية لا تحتمل الانتظار والتأخر في تقديم العلاج، ومسؤولو المركز يرجعون سبب التأخير إلى عدم وجود أسرة كافية، ويطمئنون المريض بأنه على قائمة الانتظار. ونحن نتساءل - يتابع عم الطفل - عن تأخر المركز في عدم توفير سرير للمريض في الوقت المحدد لأخذ جرعات العلاج، ذلك أن الجرعة محددة في يوم معين؛ ولكننا فوجئنا بعدم توفر سرير علاج لأبن أخي؛ مما يضطررنا أحياناً الانتظار لأربعة أيام حتى يشغر سرير، وهذا يؤثر على مسار أو مرحلة العلاج الطويلة، ولذا نطالب إدارة المركز الإسراع في استكمال التوسعة الجديدة وتوفير أسرة للأطفال حتى لا يؤثر ذلك على مراحل العلاج أو يسبب الضيق في أنفسهم. كما التقينا بالطفل سعيد بن محمد الغامدي (11 عاماً) والذي بدا - ولله الحمد - في معنويات جيدة، وأظهر طموحاً وتطلعاً إلى بلوغ حال أفضل، وتجلى ذلك حينما ارتسمت بسمات خفيفة على شفتيه أكثر من مرة خلال فترة تواجدنا معه، فكان يحدثنا تارة وينظر بعينيه البريئتين تجاه أفلام الكرتون عبر الشاشة الصغيرة. وحينما سألنا عن ما يواجهه من مشكلات وعقبات خلال فترة علاجه..؟ أجاب بكل براءة: التأخير والانتظار هو ما يضايقني ويضايق والدتي التي ترافقني في علاجي، فنحن ننتظر أسبوعاً كاملاً حتى يشغر سرير واحد لعلاجي، ودائماً ما يعتذر الأطباء بعدم وجود أسرة كافية، وقال إنه ظل يتلقى العلاج في المستشفى قرابة الخمسة أشهر بعد أن اكتشف الورم في فخذه بمستشفى الملك فهد بالباحة، ومن ثم نقل إلى مركز الملك فهد بعد مراجعته للمركز الرئيسي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.