نشطت في الآونة الاخيرة أساليب نقل الاخبار المعتادة من الطريقة التقليدية الى نوع جديد ينتهجها عدد من هواة العمل الصحفي، والذي يشابه الى حد قريب، "صحافة المواطن" من خلال قيام عدد من المواطنين بقراءة الصحف اليومية ومتابعة مواقع الجهات الخدمية بشكل مستمر للحصول على أخبار يتم نقلها الى المتابعين، عبر برامج التواصل الاجتماعي، والتي يبتدئونها منذ ساعات الصباح الاولى، وتستمر على طريقة نشرات ومتابعات، وتُختتم في منتصف الليل بنشرة أخيرة تلخص أبرز احداث اليوم. ويحكي موسى العروي أحد المهتمين بهذا المجال، أنه اعتاد وبشكل يومي على متابعة أبرز ما تنشره الصحافة اليومية، بالإضافة الى المواقع الرسمية للجهات الحكومية والخاصة، للحصول على ما يهم ويفيد المواطن، مشيراً الى أنه يقوم بتلخيصها بما تتناسب مع متطلبات مواقع التواصل الاجتماعي كالتويتر، ثم إرسالها الى متابعيه سواء عبر حسابه وحتى برنامج الواتساب. موسى العروي وأوضح العروي أنّ تحري الأخبار والعمل على التأكد من صحتها يستوجب في بعض الاحيان الاتصال مباشرة بمصدر الخبر الرئيسي قبل نشره، مبيناً أنّ ذلك زاد من اعداد المتابعين، إضافة الى ثقة مصادر الاخبار به، مما دعاهم الى إرسالهم للأخبار الخاصة والحصرية له. وتعليقا على ذلك أوضح أستاذ الاعلام المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور فهد بن عبدالعزيز الخريجي، أنّ هذه الظاهرة، هي ببساطة أن يمارس الأفراد ما يفعله صحفيين محترفين بتقديم المعلومات والتقارير، وأنّ هذه المعلومات يمكن أن تتخذ أشكالا متعددة مثل صيغة الخبر بادعاء النقل عن مصدر موثوق لتقرير أو بث تحليل أو توقعات أو أشاعه، مضيفاً أنه من مميزاتها هو وجودها على شبكة العنكبوتية، وأعطى الناس العاديين القدرة على نقل المعلومات على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي، مبيناً أنّ هذه السلطة كانت منحة التطور التقني في مجال الاتصال، مما حرم الدول وكبرى شركات وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية من أن يكونوا "حارس البوابة" وفكرة السيطرة والهيمنة على مصادر الخبر والنشر. ولفت الخريجي أنّ من عيوبها هو أنك لا تعرف جودة ومصداقية ما تحصل عليه من اخبار وتقارير، ولا تعرف ما إذا كان المراسل الفردي في موقع الحدث، أو أن لديه التزام بنفس اخلاقيات المهنية والمبادئ الصحفية، مشيراً الى أنّ أي شخص يمكن أن يرفع الاخبار على شبكة الإنترنت، ولكن هذا لا يجعله صحفيا، وأنّ ما يقوم به هل هي صحافة مسؤولة، أي أن ما يفعله من تقارير والحصول على المعلومات اللازمة لإنتاج قصة ذات قيمة تحقق الفائدة المرجوة من العمل الإعلامي المتاح لهذا الشخص.