أوضحت دراسة علمية أجراها أستاذ الإعلام الجديد (البديل) المساعد في جامعة أم القرى الدكتور أسامة بن غازي المدني دراسة بعنوان «النخب السعودية واعتمادها على المواقع الإلكترونية للصحف المطبوعة فى الحصول على المعلومات.. دراسة ميدانية»، تمخض عنها أن صحيفة الجزيرة أون لاين السعودية جاءت متفوقة محلياً وعربيا في مجال الصحف السعودية والعربية على الشبكة العنكبوتية، حيث اعتبرت عينة كبيرة من المبحوثين الذين شملتهم الدراسة أن صحيفة الجزيرة أون لاين من الصحف الالكترونية الأكثر تفاعلية كوسيلة إعلامية جماهيرية في نشر وتبادل المعلومات بأشكالها المتعددة وتحوي نسختها الالكترونية مستويات مختلفة من التفاعل مع المتلقي. كما أشارت نتائج الدراسة التي نشرت مؤخرا أن موقع الجزيرة على الشبكة العالمية يستغل كافة مميزات وتقنيات الانترنت مما يجعل من الخبر الصحفي موجها نحو الجمهور، وما يهم الجمهور، وتصفية الأخبار، ووصلات الأرشيف، بحيث يحصل القارئ على ما يهمه، وهذا بفضل استخدامها للوسائط المتعددة التي جعلت منها صحافة الكترونية تفاعلية.وأوضح الباحث أن عينة من المبحوثين أشار إلى انفراد صحيفة الجزيرة السعودية بتقنية حديثة وهي خدمة الجزيرة سناب «Al Jazirah Snap» وهي إحدى تقنيات الواقع الافتراضي Augmented Reality التي تقدم خدمات تفاعلية من خلال الوسائط المتعددة (الفيديو والصوت والصور المتحركة وصفحات الإنترنت) باستخدام أجهزة الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية وربطها بالصحيفة الورقية. وتأتي أهمية الدراسة في رصدها ودراستها للصحافة الإلكترونية التي أصبحتْ وسيلةً إعلاميَّة جديدة، واعِدة ومؤثِّرة، حيث أن الصحافة الالكترونية بقدراتها وإمكانياتها أهلتها لإعادة تشكيل مفهوم جديد للإعلام والاتصال، كما أن الدراسة تناولت شكل العلاقة المستقبلية بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية في ظل التحديات التي تواجهها الصحافة المطبوعة على صعيد بقائها واستمراريتها والتبني الكامل مع القراء. واستهدفت الدراسة التي شملت عينة مكونة من (503) فرد، منهم (422) ذكورا و(81) إناثا التعرف على مدى اعتماد النخب السعودية على المواقع الإلكترونية للصحف المطبوعة (السعودية والعربية) للتعرف على أسباب وأهداف الاعتماد على هذه المواقع والآثار المعرفية والسلوكية المترتبة عن ذلك، كما استهدفت المقارنة بين المواقع الإلكترونية للصحف المطبوعة من حيث معدل التعرض، ودرجة الاعتماد عليها في الظروف العادية وفي أوقات الأزمات العالمية، وأسباب التفضيل ودرجة الثقة بها كمصدر للمعلومات، والأشكال التفاعلية التي تفضلها النخب السعودية في هذه المواقع والتي لاقت إقبالا كبيرا من جانب رواد الانترنيت الذين وجدوا فيها ضالتهم المنشودة واستغنوا بها عن الصحف الورقية المأثورة، ويعود سبب رضاهم وإقبالهم على الصحافة الإلكترونية إلى توفرها على مدار الساعة، ولا يحتاج تصفحها إلى دفع رسوم، كما أنها تمكنهم من متابعة الأخبار من أي مكان حول العالم. واستنتجت الدراسة أيضا إلى أن هناك صحافة انترنت باتت تشكل نواة حقيقية منافسة للصحافة التقليدية، والتي صارت تجلب إليها أعدادا كبيرة من المستخدمين ممن لهم القدرة على النفاذ للشبكة العنكبوتية, وأشار المبحوثون إلى أن المواقع الإخبارية والصحف الالكترونية أصبحت مرجعية إخبارية في الظروف الجادة والأزمات، كما رجح المبحوثون إلى أن صمود الصحيفة الورقية أمام الالكترونية يعود إلى أسباب عدة منها أن الالكترونية لا تستفيد بالقدر الكافي من مصادر التمويل التقليدية كالإعلانات والاشتراكات والتوزيع. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان أهمها أن أحد أهم دوافع استخدام أفراد النخب السعودية للصحافة الإلكترونية هي الفورية في نقل المعلومات عن الأحداث المختلفة التي تحدث حول العالم، وتميزها بسرعة تحديثها وتعديلها وتجديدها للخبر فوريا في كل مرة تتغير فيها الأحداث، مما يسمح للقارئ الوصول غير مكلف والسهل إلى المحتوى الالكتروني لمتابعتها؛ وجاءت الموضوعات السياسية والاقتصادية أهم الموضوعات التي يُقبل عليها قراء النخب السعودية في الصحافة الإلكترونية؛ كما أنها تُغني وبنسبة عالية عن الاعتماد على الصحف الورقية وتوفر وسائل لإبداء الرأي وتوفر أساليب للتفاعل مع النص سواء بالانتقال إلى موضوعات أخرى مرتبطة به أو باستخدام الوسائط المتعددة (الفيديو والصوت والصور المتحركة) التي تدعم الخبر وتزيد من مصداقيته لدى القارئ.