لن يكون في مقدور اطباء النساء والولادة او اطباء الغدد والهرمونات تحديد أقل مدة للحيض ولا أكثرة وانما يتفق الجميع على ان متوسط مدة الحيض عند معظم النساء هي 4 أيام وتتراوح مدة الحيض في الحالات الطبيعية ما بين (2-8) أيام أي اقلها يومان وأكثرها ثمانية أيام وعندما تحدث اضطرابات في الدورة الشهرية او نزف رحمي قد يكون بسبب مرض عضوي او قد يكون ناتجاً عن اضطراب في افراز الهرمونات ولذلك تزداد المدة او تقل ولكن المشكلة التي تواجه المرأة المسلمة هي ماذا تعمل خلال اضطراب الدورة الشهرية وزيادة النزف او استمراره عن المدة المقدر لها والمتعودة عليها ماذا تعمل خلال تلك الفترة في اداء شعائرها الدينية كالصلاة والصوم والجماع وغيره. أن الإجابة على هذه الحاله لا يكون طبياً والا لقلنا أنها في حيض طالما استمر الدم ينزل من الرحم بغض النظر عن سببه ولكن هذا الاضطراب قد يطول ولا ينتهي مما يحرم المرأة كثيراً من شعائرها الدينية والاسرية والاجر والثواب وللاجابة على ذلك نقرأ في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال لفاطمة بنت ابي حبيش المستحاضة « دعي الصلاة قدر الايام التي كنت تحيضين فيها ثم اغتسلي وصلي»، ومن هذا الحديث نتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم ان على المرأة ان تقدر مدة حيضها الى الايام التي اعتادتها وما زاد عن ذلك اعتبر استحاضة وهذا هو الصواب فالمرأة في حياتها ما بين البلوغ وسن اليأس دورات كثيرة منتظمة تعودت هي على ايامها ومدتها ويعرف كل النساء متوسط أيام الدورة الشهرية عندهن وما يحدث غير ذلك من اضطرابات في الدورة الشهرية هو استحاضة فلا تمنعها الاستحاضة عن الرجوع الى التزاماتها الشرعية كالصلاة والصوم والطواف الخ. ذهب الامام مالك الى القول بأن لاحد لاكثر مدة الحيض وقال مالك واصحابه ان اكثر مدة الحيض خمسة عشر يوماً وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل ( اقل ما يكون الحيض للجارية الثيب والبكر جميعاً ثلاثة أيام وأكثر ما يكون من الحيض عشرة ايام وما زاد فهو استحاضة ) والمقصود بمدة الطهر هي المدة الزمنية بين الحيضين اي المدة التي تكون فيها المرأة خالية من الحيض والاجماع بين العلماء بأن اقل مدة الطهر خمسة عشر يوماً ولا حد لاكثره والجدير بالذكر ان مدة الطهر تختلف من امرأة الى اخرى وتختلف من وقت لآخر عند المرأة نفسها ومن المعروف ان لكل امرأة دورات شهرية منتظمة تعرفها وتستطيع ان تجعلها مدة لدوراتها التي تقيس عليها حساباتها عندما تريد ان تفرق بين حيضها واستحاضتها ومدة طهرها والله اعلم.