( الأولى ) متابعات : أكدت رابطة العالم الاسلامي ووزارات الاعلام والثقافة في الدول الاسلامية بما صدر عن المجامع الفقهية والهيئات الشرعية بمنع التمثيل السينمائي لشخصيات الأنبياء عليهم السلام ، والصحابة رضي الله عنهم. وأوضح معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، الأمين العام للرابطة، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، أن المجامع الفقهية ودور الافتاء والهيئات الشرعية العلمية ، درست موضوع قيام ممثلين بتمثيل حياة الأنبياء والصحابة وأفعالهم وأقوالهم وخلصت إلى حرمة هذا العمل. وذكر د.التركي بأن المجمع الفقهي الاسلامي في رابطة العالم الاسلامي أصدر في دورته الثامنة المنعقدة عام 1408ه قراراً يتضمن فتوى باستنكار تصوير النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الرسل والأنبياء، حيث يحرم في حقهم ما يحرم في حق النبي صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً، وأن ذلك يمنع في حق الصحابة ، رضي الله عنهم - فإن لهم من شرف الصحبة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن الدين وحمله إلينا ما يوجب تعظيم قدرهم واحترامهم واجلالهم واختتم المجمع قراره ب(أن تصوير أي واحد من هؤلاء حرام ولا يجوز شرعاً ويجب منعه). وبين د.التركي أن مؤتمر المنظمات الاسلامية العالمية الذي عقدته الرابطة في مكةالمكرمة عام 1390م، استنكر تمثيل الصحابة ، مذكراً كذلك بأن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية أفتت بأن (في تمثيل الصحابة مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم، وذريعة إلى السخرية منهم والاستهزاء بهم ، وفي هذا منافاة للكرامة التي أكرمهم الله بها ، ومناقضة للثناء الذي أثننى به عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكفى بهذا مانعاً من الدخول لهم هذا المدخل الكريه). وأنه قد صدر عن هيئة كبار العلماء في المملكة تحريم تصوير رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، لما في ذلك من تعريض مقام النبوة وجلال ارسالة، وحرمة الاسلام، وأصحاب رسول الله للازدراء والاستهانة والسخرية. وأن العلامة المحدث الفقيه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله ذكر في اجابته على سؤال بهذا الشأن أن في اخراج حياة أي واحد من الصحابة على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة للثناء الذي أثنى الله تعالى عليهم وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها ، لأن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعاً للسخرية والاستهزاء به، ويقوم بالتمثيل أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى والأخلاق الاسلامية مكان في حياتهم العامة ، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة للكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فسوف يشتمل على الكذب والغيبة كما يؤدي تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم إلى زعزعة مكانتهم في نفوس المسلمين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم ويتضمن ضرورة أن يقف أحد المسلمين، موقف أبي جهل وأمثاله من الكفار، ويجرى على لسانه سب بلال ، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به الاسلام ، ولا شك أن هذا منكر عظيم. وما يقال عن وجود مصلحة وهي الدعوة إلى الاسلام واظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ، فهذا مجرد فرض وتقدير ، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع الممثلين ورواد التمثيل، ويأباه أيضا شأنهم في حياتهم وأعمالهم، ومن القواعد المقررة في الشريعة الاسلامية أن الشيء إذا كان فيه مصلحة ومفسدة ، وكانت مفسدته أعظم من مصلحته فإنه يحرم ، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه فمفسدته أكثر من مصلحته ، فرعاية للمصلحة، ومنعاً للمفسدة وحفاظاً على كرمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك ، وبناء على ما سبق يخلص سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله إلى أنه يحرم تمثيل أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الأفلام أو المسرحيات أو غيرها. يجدر بالذكر أن مجموعة الإم بي سي أعلنت عن البدء في إنتاج مسلسل ضخم يحكي سيرة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجاء ذلك في خبر إليكم تفاصيله : أعلنت "مجموعة MBC " اليوم الخميس، عن تعاون مشترك مع "المؤسسة القطرية للإعلام" لإنتاج وعرض أضخم عمل درامي تلفزيوني تاريخي يتطرّق لإحدى أهم حقبات التاريخ الإسلامي، إذ يجسّد سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك حضره رئيس مجلس إدارة "مجموعة MBC " الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، والشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني والسيد محمد عبدالرحمن الكواري- مدير تلفزيون قطر، بالإضافة إلى المشرف العام على "مجموعة MBC " الأستاذ علي الحديثي، وكبار المسئولين لدى الطرفيْن. وقال آل إبراهيم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بإمارة دبي الإماراتية: "يَسرّني أن أرحّب بكم للإعلان، بكل فخرٍ واعتزاز، عن إنتاج وعرضِ أضخمِ عملِ دراميٍّ تلفزيونيٍّ تاريخيٍّ يتطرّق لأهم حِقبةٍ في التاريخ الإسلامي، ويعود لسيرة ثاني الخلفاء الراشدين الفاروق عمر بنِ الخطاب (رضي الله عنه). وأضاف: "تكمُنُ أهميةُ هذا العمل الدرامي التلفزيوني التاريخي الإسلامي الضخم في رمزيّته والأسباب الموجبة التي أدّت إلى التصميم على إنتاجه فعرضه، إذ أنه يُقدّم مثالاً رائعاً للمسلم المؤمن، ساعياً في الوقت نفسه لإعادة عرض التاريخ وتصحيحهِ وحفظِهِ قدْرَ الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقةً وتدقيقاً لتلك المرحلة، داحضاً تعدد الروايات من قِبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع، عن قصد أو غير قصد، ومن مختلف الأطراف، في وقتٍ يدور فيه الجدل لدى بعضهِم حولَ القضايا أو المفاهيم المتعلقة بالإسلامِ أو حاضرهِ ومستقبلهِ ودورِه في الحياة العامة". وتابع: "كذلك، تكمن الأهمية المُضافة لهذا العمل في توقيته ودَلالاته إذ أنه يُبرز الأهمية القصوى لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة العادل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، ليكون مرجعاً مرشداً وهادياً في عصرِنا هذا، وكذلك أُنموذجاً سامياً للحاكم المتواضع والحُكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطَنَة، والوسطية في الإسلام دون تطرّفٍ أو عنف... تلك الشخصية التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في يومنا هذا، أكثرَ مِن أي وقتٍ مضى، لاستلهامِها واقتفاءِ أثَرِها". وأشار آل إبراهيم إلى "أننا نهدفُ إلى عرض مسلسل سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مبدئياً خلال شهر رمضان المقبل، دون أن يعني ذلك بالضرورة أننا سنضحّي بعامل الجودة الإنتاجية العالية على حساب الالتزام بوقت العرض، بل على العكس.. إذ أننا لن نوفّر جهداً أو وقتاً أو إمكانات كي يأتي هذا العمل الضخم على قدر الطموحات، ويَفي بالرسالة السامية التي يحملها". وأعرب رئيس مجلس إدارة "مجموعة MBC "، عن سعادته بأن "هذا العمل الضخم المُزمَع إنتاجُه وعرضُهُ يأتي بالتعاون مع الإخوة في قطر - الذين أخص منهم الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، وكذلك كل من الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني والأستاذ محمد عبد الرحمن الكواري الحاضريْن بيننا اليوم، والذين لمسنا لديهم جميعاً اهتماماً بالأعمال الدرامية التلفزيونية التاريخية الإسلامية، وتوافقت الرؤى في ما بيننا للمُضيّ قُدُماً في مبادرتنا هذه". وأضاف: "كما يأتي العمل بالتعاون مع الدكتور وليد سيف، الكاتب المُلهَم صاحب التجربة الدرامية العريقة، والمخرج حاتم علي، بخبرته الواسعة في الأعمال الدرامية التاريخية؛ وكذلك مع الهيئة الكريمة القائمة بمُراجعة النص التاريخي والتي تتألفُ من السادة الأجلاء: العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور سلمان العودة، والدكتور عبد الوهاب الطريري، والدكتور على الصلابي المؤلف التاريخي الشهير، والدكتور سعد مطر العتيبي، والدكتور أكرم ضياء العمري؛ وهم أستاذة متخصّصون في الشريعة والتاريخ الإسلامي". وأنهى آل إبراهيم حديثه، بأنه ستتم دبلجة المسلسل باللغات الإسلامية المختلفة كالفارسية والأوردوية والمالاوية والتركية وغيرها، وكذلك باللغات الحيّة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية وغيرها.