أنهى ما يزيد عن 100 من المجتمعين من مشائخ واعيان ومثقفي قبائل قريش لقائهم مساء أمس بأحد القصور الخاصة وذلك اعتراضا على مسلسل عمر والذي أعلن عن بثه على قناة mbc خلال شهر رمضان المبارك . وأكد المجتمعون أن المسلسل سبيل إلى زعزعة ثقة الناس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخف هيبتهم وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم وعقيدتهم لأن الصحابة رضي الله عنهم هم نقلة وحي الكتاب والسنة ورواته وحملته , مشيرين إلى أن هذا المسلسل وأمثاله انتقاص وقدح فيهم وحط من قدرهم رضي الله عنهم . وفيما يلي نص البيان الذي حصلت "سبق" على نسخة منه : الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : فإن من أصول أهل الإسلام المتفق عليها وجوب محبة الصحابة رضي الله عنهم وتعظيم قدرهم وإجلاهم وحرمة الطعن فيهم أو الإنتقاص منهم وقد أثنى عليهم ربهم ورضي عنهم قال تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) وقال سبحانه ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) إلى غير ذلك من الآيات وأثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم فقال ( لاتسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا مابلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) رواه البخاري .. وقال عليه الصلاة والسلام ( وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) رواه مسلم وتوعد عليه الصلاة والسلام من انتقصهم أو سبهم فقال ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) رواه الطبراني وصححه الألباني. وقد علمنا أن بعض القنوات الفضائية تنوي عرض مسلسل الفاروق رضي الله عنه في شهر رمضان مع أن أهل العلم قد أفتوا بتحريم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم ومنعوا منه منذ أكثر من ثلاثين سنة وصدرت بذلك الفتاوى من الهيئات العلمية والمجامع الفقهية ومن ذلك : - هيئة كبار العلماء ولجنتها الدائمة في المملكة العربية السعودية - المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي - مجمع البحوث العلمية بالأزهر - المنظمات الإسلامية العالمية وقد حرم أهل العلم تمثيل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنعوا منه لأسباب كثيرة منها : - أن الله أثنى على الصحابة رضي الله عنهم وبين مالهم من الفضل والمنزلة وقد دلت الفطرة والعقل على أن في تمثيلهم وتجسيدهم منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله به عليهم وتنزيل لهم من منزلتهم العالية التي جعلها الله لهم - أنه لايمكن لأحد أن يطابق ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السمت والهدى والصلاح فما بالكم وقد اجتمع في هذا المسلسل وأمثاله عدة أمور منها : أ- تمثيل خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه وهم أفضل الصحابة هديا ودلا رضي الله عنهما وقد قال عليه الصلاة والسلام ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) وقال ( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ). ب- أن من يمثلهم لم يعرف بصلاح وفضل بل ربما عرف بخلاف ذلك. ج- ما يحتويه العمل من أمور اتفق أهل العلم على تحريمها كسفور النساء واختلاطهن بالرجال والخضوع بالقول والموسيقى المحرمة ، وتصوير أن ذلك يمثل حال الصحابة رضي الله عنهم وهو كذب عليهم في طريقة حياتهم ومعاشهم فلايشك أحد بعد هذا أن في هذا المسلسل وأمثاله انتقاص لهم وقدح فيهم وحط من قدرهم رضي الله عنهم. - أن ذلك سبيل إلى زعزعة ثقة الناس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخف هيبتهم وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم وعقيدتهم لأن الصحابة رضي الله عنهم هم نقلة وحي الكتاب والسنة ورواته وحملته. - أن من القواعد المقررة في الشريعة أن ماكان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه فمفسدته راجحة ، فرعاية للمصلحة وسد للذريعة وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك. فكيف إذا علمنا أن جميع مايذكر من الفوائد والمصالح في إخراج هذا الفلم يمكن تحقيقه على وجه السلامة والحسن بطرق أخرى اتفق أهل العلم على مشروعيتها وجوازها دون أن يكون في ذلك انتقاص لمنزلة الأصحاب أو حط من قدرهم وليس إخراج مثل هذا الفلم محل ضرورة حتى يقال إن هذا من باب ارتكاب أخف الضررين ودفع أعلى المفسدتين.
وأخيرا : لقد أنكر هذا الفلم العلماء والأمراء وعامة الناس وقبيلة قريش وأبناؤها يوكدون على هذا الإنكار ويقفون معه ، كما أن إنكار ذلك ومنعه آكد في حق أهل العلم وولاة الأمر من الجميع فإن العلم أقوى سببا من النسب في مثل هذا كما أن ولاة الأمر هم وكلاء الأمة في الذب عن عقيدتها ودينها وصحابة نبيها صلى الله عليه وسلم وإن الله ليزع ويمنع بالسلطان مالا يزع بالقرآن . والحمدلله رب العالمين