( الطلاق .. نقطة سوداء في حياة الرجل ) ( قضايا الأولى ) سحر خان : الطلاق ذلك المعول الذي حطم حياة العديد من الأسر ...يترك آثاره ورواسبه في حياة المرأة والرجل ، لكن الرجل أكثر تأثرا بالانفصال عن المرأة خاصة لو كان الانفصال بعد عشرة سنوات أو حب صادق ... المرأة غالبا ماتقاوم آثار الطلاق يساعدها في ذلك عودتها لأسرتها ووجود كم من التعاطف والمؤازرة من قبل أسرتها وخاصة إن لم تكن هي التي طلبت الطلاق ...بعض النساء لايقبلن الإستسلام للحزن والندم فيبحثن عن شريك جديد أووظيفة تشغل فراغها العاطفي الجديد ... بينما الرجل يحتاج لضعف الزمن الذي تحتاجه المرأة لعلاج نفسها من جرح الطلاق ... فالمرأة تعاني من آثار نفسية لا أكثر بينما يعاني الرجل من آثار وخسائر مادية ومعنوية .. فمن المعروف التكلفة المادية التي يتكبدها الرجل المقدم على الزواج من مهر وتأثيث مسكن واقامة العرس ...إنها مبالغ لايستهان بها تكلفت الوقت والعرق لجمعها... وكل ذلك ليحقق الرجل هدف الاستقرار ويعيش مع شريكة حياته التي اختارها تحت سقف واحد ليبدآ معا في السير معا في ظل المودة والحب ... إن الرجل لايستهلك المادة والوقت فقط ليرتبط بشريكة حياته بل هو يستهلك جزءا كبيرا من طاقته للتعبير عن مكنونات نفسه وعواطفه لشريكة حياته ... ومهما كانت شخصية الزوجة فإن الرجل بعد الزواج يتأقلم مع حياته الجديدة ويرتبط ارتباطا ذهنيا وعاطفيا بزوجته وأطفاله ...ومن الأشياء التي يتأثر بها الزوج بعد الطلاق وجوده في نفس عش الزوجية مأسورا بذكريات الماضي وصوت الأسرة التي كانت ...وحتى لو غير الرجل مكان معيشته فهو يظل متعلقا عاطفيا وذهنيا بزوجته السابقة .... بعض الرجال يهرب من خيال زوجته السابقة بالزواج السريع من امرأة أخرى ليسترد جزءا من اعتباره وكبرياءه المحطم ... ولكن الحقيقة التي لامناص منها أن الزوج يدخل في دوامة المقارنة مابين طليقته وزوجته الجديدة خاصة لو كان مغرما بطليقته ... إن أكثر الرجال عذابا ومعاناة من آثار الطلاق هم الرجال الذين تطلب منهم زوجاتهم الطلاق فالوضع يختلف كثيرا بين أن يطلق الزوج برغبته وبين أن يطلب منه التطليق ... ويقع الرجل بين المطرقة والسندان عندما تطلبه زوجته التي يحبها أن يطلقها ...بعض الأزواج يؤجل طلب زوجته مرات ومرات وهي لاتدرك أنها تطعنه وتعذبه بدون ترك أي خيارات ... ومهما كان الزوج محبا لزوجته فهو يرفض أن يعيش مع زوجه لاتحبه وتفضل الانفصال عنه ومع ذلك يظل زمنا طويلا مأسورا لذكراها وذكرياتها وكأنها ماتت .... الأسوء من اطار الذكريات والآثار النفسية والخسائر المادية التي يعانيها الرجل هو تعلق بعض الرجال بطليقاتهم لدرجة الجنون وارتكاب الحماقات ... صحيح أن الرجل طلق زوجته وانفصل عنها في المسكن إلا إنها ماتزال تسكن كيانه وخياله لدرجة أنه يعتقد أنها ملك له وأنها ستعود في أقرب وقت ...ولكن يجن جنون الرجل عندما يسمع أن طليقته قد أعلنت خطبتها على رجل آخر وعما قريب ستكون زوجة لرجل غيره... هناك رجل طلق زوجته بعد عشرة سنوات وعدد من الأطفال وهو الذي انفصل عنها وعندما سمع أنها عقدت قرانها على آخر لم يصدق واتصل بها ليسمع منها الحقيقية فصدم لما سمع فبكي وتوسلها أن تعود إليه وتطلب الطلاق من زوجها الجديد ولكنها رفضت إنها تزوجته للتو ولإنه تركها فترة طويلة بدون أن يحاول استرجاعها ... هل تعلمون ماذا فعل لقد أصبح مجنونا وهو يتخيل أن يلمس رجل غيره زوجته لدرجة أنه هدد زوجها الجديد بالقتل وحرم زوجته من أطفالها ...ولم يترك طريقة إلا وفعلها ليسترد زوجته وفي النهاية طار الزوج الجديد ليعود الزوج القديم محله في حياة المرأة التي لم يستطع نسيانها.... إنها قصة ليست فريدة بل هناك العديد مثلها ممايثبت أن الرجل يظل متمسكا بزوجته حتى بعد الإنفصال لعدة سنوات ... وأن ذاكرة الرجل تحمل كل دقائق الحياة الزوجية التي عاشها مع زوجته ... الرجل المطلق يعاني في صمت ويتألم بدون جرح ظاهر ويعيش في الماضي زمنا طويلا لإن المجتمع ونظرة الرجال لبعضهم البعض جعلت الرجل لايجسر على البوح بآلامه وخسائره مع إن الرجل المطلق هو الشريك الأكثر خسارة في شركة الزوجية المتحطمة وهو الذي يحتاج لوقت أطول إعادة الهيكلة والبناء ليقف من جديد .. ومضة أمل ... الطلاق نقطة سوداء في أعين الرجل تجعله أحيانا يخطيء تقدير ذاته ... لذلك عليك أيها الرجل أن تزيل تلك النقطة السوداء بنسيان الماضي والبدء من جديد بكثير من الثقة ............