يحلو الحديث عن الذكريات المليئة بالتجارب والعبر.. وما كان يؤدي في الأيام الخوالي. وفي احد احاديث المركاز التقت (الندوة)) بمجموعة من ابناء العاصمة المقدسة ليحدثونا عن رمضان المبارك من خلال كيفية استقبالهم قديماً للعشر الاواخر من هذا الشهر الفضيل وكيف كانوا يتحرون ليلة القدر وبالتالي استقبالهم لعيد الفطر المبارك. ذكريات لا تنسى | في البداية يقول ابو هاني العم توفيق محمد امام فهاهي قد اظلتنا العشر الاواخر وهي أهم ايام شهر رمضان المبارك فالواجب على المسلم ان يجتهد فيها غاية الاجتهاد وان يغتنم الفرص ومواسم الخير، قد تفضل الله عليه بأن مكن من شهد هذه الايام فليجتهد في عبادة الله على الوجه الذي يرضيه عنه. ومن الأعمال المشروعة في العشر الاواخر، احياد هذه العشر بالانقطاع لعبادة الله تعالى والابتعاد عن فضول الكلام وفضول النظر وما لا ينفع المسلم في آخرته. واضاف : وفي الليلة الآخيرة من شهر رمضان يبدأ الناس في تحري هلال العيد عيد الفطر السعيد، وتذكرنا هذه الليلة بليلة تحري هلال رمضان التي تتم فيها نفس العادات والاساليب المعروفة لتحري الهلال وابلاغ الناس في المناطق النائية بثبوت الرؤية وذلك بواسطة لمدافع لعدم توفر وسائل الاتصالات المعروفة اليوم. ويقول الشيخ توفيق عن تحري هلال العيد والعادات والتقاليد الخاصة باستقبال العيد ايام زمان : يتبع الناس الوسائل الاعتيادية التي يقومون بها مع تحري هلال العيد مثل ما يقومون بتحري هلال رمضان وبشاشة وبهجة فرحة العيد تكاد تكون متشابهة لاستقبال رمضان، فهناك استعدادات خاصة يقوم بها الناس عند استقبالهم العيد، وفي اول ايام العيد يذهب الناس الى المسجد الحرام والى المساجد في الاحياء لصلاة العيد وكل حارة تذهب في جماعات وهم يمرون في الشوارع وهم يكبرون. وكانوا يرددون التكبيرات في جماات يخرجون في جماعات يخرجون لتأدية صلاة العيد ويسلكون الطرق والشوارع وهم في جماعات وهم يكبرون فرحين بقدوم العيد ويتجمع الناس في المسجد الحر ام وفي مساجد الاحياء للصلاة والمعايدات وتضرب المدافع قبل صلاة العيد ثم تبدأ بعد الصلاة الزيارات والمعايدات بين الاهل والاقارب وهي عادة اساسية وضرورية كل الناس يخرج للعواد ايضاً بشكل جماعي حيث تجمع كل اسرة في مكان معين وينطلقون بعدها لمعايدات فيما بينهم من بيت الى بيت وهذه العادة الجميلة لا زالت موجودة الى يومنا هذا، وكانت الاسر تجتمع عند كبير العائلة تقديرا له كما كانت الاحياء تقيم الصوالين والبرزات لاستقبال المعايدين وتقام الالعاب بأنواعها وتلقى الكلمات والمجسات والاغاني وتستمر الافراح لمدة ثلاثة ايام .. بل كانت عادات ايام زمان حيث الاجداد يعيشون حلاوتها ومرارتها رغم ظروف الحياة الا ان الخوض في ذكرياتها له نكهة ومذاق خاص ولما اختلفت الظروف من تطورات كانت السبب في اختفاء كثير من العادات والتقاليد الطيبة وكانت سبباً آخر في عزوف الناس عن ممارسة الثكير منها باعتبارها عادات وتقاليد سادت ثم بادت وفي قرارة انفسهم ان مثل هذه العادات والتقاليد لا تتماشى مع الزمن الذي نعيشه اليوم غير ان لسان حال الكثير من يقول الذي ليس له ماضٍ ليس له حاضر ونحن نعتز بهذا الموروث الشعبي الذي هو جزء من تاريخنا سنظل نتذكره ونذكر به اجيال اليوم والغد. فرحة وبهجة | وتحدث وليد صالح خياط قائلاً : نستقبل العشر الاواخر من رمضان بكل راحة بال ونشاط وحيوية لما لها من عتق من النيران وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. | اما استقبال ليلة القدر المباركة فكنا نستقبلها بالصلاة والذكر والادعية وفعل الخير وقراءة القرآن الكريم والتضرع الى الله عز وجل ان يتقبل منا الصيام والقيام. | اما استقبال العيد السعيد فكان استقبالنا له بالفرحة لأنه عيد المسلمين في كافة انحاء العالم لما فيه من المعايدة للوالدين والاقارب والجيران، كما نقوم باستقبال الضيوف في المنزل من الأقارب والجيران والاصحاب، كما نقوم بزيارة الاصدقاء في مكةالمكرمة والذهاب الى الملاهي ليلعب الاطفال ويستمتعوا بالعيد السعيد. أيام لا تمحى من الذاكرة | ومن جهته قال جميل محمد الشاطر من الليالي الرمضانية ليلة تعوضنا عن ألف شهر وكم نتمنى من الله العلي القدير أن يبلغنا ويكرمنا برؤيتها وهي من خيرة الليالي في هذا الشهر الكريم فهي ليلة طيبة مباركة وكنا نتحرى هذه الليلة في الأيام الفردية من العشر الأواخر بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن الكريم وشد المئزر كما قال لنا ديننا الحنيف. | اما استقبال العيد السعيد فكنا نستقبله بالفرحة والبهجة والحبور وكنا في ذلك الوقت نلعب في المراجيح والمداريه ولعبة الشدة والبربر وكنا نلعب ونفرح ونسهر مع الأهل والاقارب والاصحاب ونزور الأعمام والعمات والاخوال والخالات والاجداد كنا نجمع العيدية والحلوى التي تعطى لنا بهذه المناسبة السعيدة. اما الحلويات فكانت مثل (طبطاب الجنة والمشبك والفستق والملبن واللوزية والمكسرات والحمص. وكنا نذهب للحدائق والملاهي مع الاهل كما اننا كنا نشتاق للأكلات المكية مثل الدبيازة والزلابية.. ايام لا تنسى على الاطلاق. أيام لا تعوض | وقال محمد جميل الشاطر في الحقيقة كنا نستقبل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بكل خشوع وروحانية عالية وتحري ليلة القدر والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بشتى الوسائل من الصدقة والصلاة والدعاء والاستغفار وفعل الخير وقراءة القرآن الكريم والصلاة على خير الانام صلى الله عليه وسلم. | اما استقبال ليلة القدر فكان الواحد منا يستقبلها بكل فرحة وبهجة فهي ليلة خير من ألف شهر لعل الله يجعلنا من المقبولين عنده وان يغفر لنا ذنوبنا ونسعى الى التوبة من الذنوب والاثام ونردد الدعاء المأثور. (اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا). | اما استقبال عيد الفطر المبارك فنستقبله بالفرحة والسعادة بعد ان بلغنا الله عز وجل شهر رمضان المبارك ونتبادل التهاني مع افراد العائلة والاقارب والارحام والاصدقاء والجيران ونذهب لصلاة العيد. كما ان من المأكولات التي يمتاز بها عيد الفطر المبارك مثل الدبيازة والزلابية والجبن والزيتون والحلاوة والأمبة. كما يقوم اهل الحارة او الحي وفي مقدمتهم عمدة الحي بالمعايدة وتقديم التهاني بالعيد السعيد ويلعبون معاً لعبة المزمار والرقصات الجميلة صغاراً وكباراً بعد ان يكونوا قد لبسوا الجديد. انها أيام جميلة لم نجد ما يعوضنا عنها اليوم.