قامت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين بزيارة ياد فاشيم، النصب التذكاري لضحايا المحرقة النازية، وذلك في اطار زيارتها الى اسرائيل التي ستلقي خلالها خطابا لا سابق له امام الكنيست. ورافق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وعدة وزراء المان واسرائيليين ميركل التي اضاءت الشعلة الابدية في قاعة الذكرى قبل ان تضع اكليلا من الزهر وتقف دقيقة صمت. والمستشارة التي كانت ترتدي بزة سوداء تقوم بزيارتها الثالثة الى ياد فاشيم منذ توليها مهامها. ثم توجهت الى نصب الاطفال ووقعت سجل الضيوف. وقالت "نظرا لمسؤوليتها في المحرقة، تؤكد الحكومة الالمانية تصميمها على بناء مستقبل" مع اسرائيل. وبعد هذه الزيارة، ترأست ميركل التي يرافقها وفد من سبعة وزراء، مع اولمرت اجتماعا وزاريا اسرائيليا-المانيا لا سابق له في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي. وفي ختام الاجتماع قال اولمرت "لقد تناولنا مطولا موقف المانيا واسرائيل المشترك بخصوص الجهود المبذولة لمنع ايران من حيازة ترسانة نووية". واضاف ان "اسرائيل والمانيا تتقاسمان القلق الشديد عينه حيال استمرار انشطة ايران في سبيل حيازة السلاح النووي". وتابع "نحن ايضا متفقان على ضرورة الاستمرار في تطبيق سلسلة اجراءات تعيق" المساعي الايرانية. واكد اولمرت ان اسرائيل ستواصل بناء مساكن في حي هار حوما الاستيطاني في القدسالشرقية. وقال اولمرت "عندما نبني في القدس، الجميع يعلم ان لا مجال لدولة اسرائيل ان تتخلى عن حي مثل هار حوما". واثار استمرار اعمال البناء في حي هار حوما (جبل ابو غنيم) الاستيطاني جنوبالقدس استياء الفلسطينيين وانتقادات في دول عدة من العالم، على الرغم من استئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. من جهة اخرى، اجرى عدة وزراء اسرائيليين لا سيما وزراء الخارجية والدفاع والعدل والمالية محادثات منفصلة مع نظرائهم الالمان. ووقع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود وباراك ونظيره الالماني فرانتس يوسف يونغ في القدس "اتفاق تعاون في المجال الامني" بين البلدين كما افاد مكتب باراك. ومساء اجتمع رئيس الاركان الالماني الجنرال فولغانغ شنايدرمان مع نظيره الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي بحسب المتحدث باسم الاخير. وخلال زيارته لاسرائيل سيزور شنايدرمان قاعدة تابعة لسلاح الجو ويشارك في مباحثات استراتيجية ويقوم بجولة استطلاعية جوا. ويبلغ برنامج زيارة ميركل ذروته الثلاثاء مع خطاب تلقيه في الكنيست هو الاول لرئيس حكومة المانية امام البرلمان الاسرائيلي. وخصت اسرائيل ميركل باستقبال حار جدا. وقد وصلت المستشارة الالمانية الاحد الى اسرائيل في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام في اطار الاحتفالات بالذكرى الستين لقيام الدولة العبرية في 14 ايار/مايو 1948. وكان اولمرت واعضاء اخرون في حكومته في استقبالها عند وصولها الى مطار بن غوريون الدولي قرب تل ابيب بالاضافة الى كبار الحاخامات. وشكرت المستشارة الالمانية مضيفيها على هذا "الاستقبال الحار"، مجددة التأكيد على التزام بلادها ضمان امن اسرائيل، ومشيرة الى "المسؤولية الخاصة" التي تتحملها المانيا ازاء الدولة العبرية في اشارة الى المحرقة النازية بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وقالت ميركل "ندرك التهديدات التي تحدق باسرائيل منذ ستين عاما، ونريد المساهمة (...) في التوصل في نهاية المطاف الى سلام على اساس دولتين، دولة في اسرائيل لليهود ودولة للفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية". من جهته، رحب اولمرت بميركل "الحليفة الاستراتيجية"، مشددا على دورها في "مكافحة الارهاب والتسلح النووي الايراني". كما اشاد ب"العلاقات الوثيقة للغاية" بين البلدين على الصعيد الاقتصادي والعلمي والثقافي، مذكرا بان المانيا اصبحت "الشريك التجاري الثاني" لاسرائيل في العالم. وميركل التي زارت اسرائيل للمرة الاولى بعد شهرين من انتخابها في 2005 وللمرة الثانية في نيسان/ابريل 2007، انتقلت من المطار على متن مروحية الى كيبوتز سدي بوكر حيث التقت الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز. وكانت هذه التعاونية الزراعية نفسها الواقعة في صحراء النقب، المكان الذي التقى فيه اول رئيس وزراء اسرائيلي ديفيد بن غوريون المستشار الالماني كونراد اديناور عام 1966.