بدأت أحداث (ملعب زعبيل) وانتهت دون أن يعرف المتابع الرياضي كيف كانت النهاية !! وما هي المعطيات التي جعلت اللجنة التنظيمية لأندية الخليج تقرر تجاهل لوائح البطولة الواضحة وترفع الأمر برمته للفيفا ، بعد أن اختلفوا في اجتماعهم الأول ،والسؤال البسيط والعريض هنا لماذا اللجنة التنظيمية لأندية الخليج لم تستطع تطبيق لوائحها رغم وضوحها !!؟ جاء رد الفيفا سريعا ، وتقرر عقد اجتماع سريع، وصدر قرار أسرع ، والمتابع الرياضي سواء النصراوي أو حتى الوصلاوي لا يعلم كيف حدث هذا . هنا يظهر سؤال مهم لماذا اللجنة التنظيمية لأندية الخليج لم تنشر تفاصيل خطابها المرسل للفيفا ؟ المتابع لهذه القضية بكل تفاصيلها سيلاحظ خللاً ما ، يسهل تحديده واكتشافه وبأن النصر وقع ضحية قرار خاطئ حرمه من نهائي كان يفترض انه يكون طرفاً فيه . لم يكن رئيس النصر مخطئاً عندما وصف اللجنة المنظمة (بالطباخين) لأنه يدرك بأن القرار لم يكن منصفاً وبأن في الأمر مؤامرة حبكت ضد فريقه فاللوائح واضحة وصريحة وتمنح النصر فرصة كسب الاحتجاج . هناك دلائل واضحة تدعم موقف رئيس النصر وجماهير النصر من القرار الظالم الذي صدر في حق ناديهم . فتقرير حكم المباراة لا يمكن أن يُقبل لأن الحكم لو كتب في تقريره ما حدث بالضبط سيجد نفسه مداناً لأنه لم يوقف المباراة بل أمر بمواصلة اللعب وفي هذا تجاوز صريح لأنظمة الفيفا وقوانينها ، إذن هنا يجب أن تتحفظ اللجنة التنظيمية لأندية الخليج على تقرير حكم المباراة . أعود لسؤالي الذي كتبته في بداية المقال لماذا اللجنة المنظمة لم تستطع اتخاذ القرار ؟ وقررت تحويل الأمر للفيفا ، في تصوري الأمر لا يخرج عن احتمالين لا ثالث لهما إما أن المؤسسة الرياضية الخليجية ضعيفة ولا تملك الشجاعة في تطبيق لوائحها ، أو أن الأمر فيه مجاملة لأحد ، وبالتأكيد المجاملة هنا لن تكون للنادي السعودي ، والشواهد على هذا الأمر كثيرة ، فالاتفاق قبل النصر وفي نفس هذه البطولة تعرض للظلم وفقد البطولة رغم أحقيته بها . فهل لجان الخليج بمختلف الألعاب تتعمد إسقاط المنتخبات والأندية السعودية في بطولاتها التي تنظمها ؟ إجابة سؤالي هذا في التقرير الذي سيُرفع للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد حول مشاركات الأندية السعودية في بطولة الخليج . والشيء العجيب والغريب في هذه القضية هو استسلام الإدارة النصراوية لقرار كهذا... !! دون أن يكون لها ردة فعل واضحة وإيجابية تجاه القرار ، فمقاطعة بطولات الخليج في كل الألعاب ليست حلاً ولا يمكن أن تعيد الحق لأصحابه . كان من المفترض رفع احتجاج رسمي للفيفا من خلال الاتحاد السعودي لكرة القدم يوضح فيه كل تلك التجاوزات التي حصلت في (ملعب زعبيل) مدعوماً بشريط المباراة كما يوضّح في الاحتجاج قرارات اللجنة المنظمة . بهذا الإجراء فقط تكون إدارة النصر قد بحثت عن الإنصاف من أعلى سلطة رياضية في العالم برغم من عدم اعتراف الفيفا ببطولات الخليج إلا أن الاتحادات الرياضية جميعها بكل مسابقاتها خاضعة لقوانين الفيفا ومن هذا المنطلق يحق للفيفا التدخل وفرض النظام وتطبيقه على الجميع . ما حدث في (ملعب زعبيل) من بعض جماهير الوصل يتنافى مع مبادئ الروح الرياضية وكرم الضيافة وغير مقبول مهما كان العذر وحجم الخطأ من قبل طبيب النصر لا يعطي تلك الجماهير الحق في ذلك المشهد الإرهابي . تبقى الرياضة تنافساً شريفاً وإن حدث ما يعكر صفو ذلك التنافس ، ولا يجب أن تؤثر في علاقات الأشقاء في الخليج العربي فالهدف من إقامة مثل هذه البطولات أسمى وأهم من أي مباراة في كرة القدم .