شنت المقاتلات الإسرائيلية صباح أمس ثلاث غارات وسط جباليا شمال قطاع غزة، وأشعلت النيران في نحو عشرة منازل بعدما قصفتها بقنابل فسفورية، وذلك إثر فشل قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية في التوغل بريا في ثلاثة محاور من قطاع غزة بفعل المقاومة العنيفة التي واجهتها على يد المقاومين الفلسطينيين. ونقل مصدر مطلع في غزة عن شهود عيان تأكيدهم أن النيران اندلعت في عشرة منازل بجباليا بعد قصفها بقنابل فسفورية صباح أمس. وكان شهود عيان قد أكدوا أمس أن قوات الاحتلال أطلقت مساء أمس عدة قذائف تنبعث منها أدخنة بيضاء، وهي ما يقول شهود عيان إنها غازات سامة تسبب الاختناق والغثيان.وقال الدكتور محمد عثمان المتحدث باسم وفد الأطباء العرب الذين دخلوا أخيرا إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، إن المصابين تعرضوا لأسلحة (كيماوية محرقة وفوسفورية). كما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الجيش الإسرائيلي باستخدام قنابل فوسفورية. ولفتت المنظمة الأنظار إلى مضاعفات الحروق البالغة التي تسببها هذه المتفجرات المحظور استعمالُها بالمناطق المأهولة. وكانت أصوات الانفجارات والغارات الإسرائيلية والاشتباكات مع عناصر المقاومة، قد خيمت على أجواء الليلة قبل الماضية في قطاع غزة والتي شهدت اشتباكات هي الأعنف منذ بدء العدوان قبل 17 يوما، في محاولة لقوات الاحتلال للتقدم برا شمال غزة وشرق جباليا وجنوب القطاع. وقال شاهد عيان من منطقة خزاعة إن المنطقة تشهد أوضاعا كارثية في ظل مواصلة الاحتلال لقصفه المنازل بأسلحة محرمة، وأشار إلى أن الكثير من المنازل تم إحراقها، كما أن العائلات هناك تقطعت بها السبل حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء، مشيرا إلى وقوع ستة شهداء بالمنطقة خلال اليومين الماضيين، وبعض المصابين والشهداء ما زلوا تحت الأنقاض. وقال المصدر إن أصوات الانفجارات وتبادل النيران بين الاحتلال والمقاومة في حيي التفاح والزيتون والتي لم تتوقف طوال الليل، (تبدو أنها كانت الأعنف منذ بدء العدوان).