أقر المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الاليكسو) في دورته التاسعة عشرة المنعقدة خلال الفترة من 18-20 ديسمبر 2008م في تونس الاستراتيجية العربية للموهبة والابداع التي اعدتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) والمنظمة من خلال مذكرة تفاهم موقعه بينهم. ويأتي إعداد هذه الإستراتجية العربية تنفيذا لتوصيات المؤتمر السادس لوزراء التربية العرب الذي عقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) ، في الرياض في شهر ربيع الأول 1429ه (مارس 2008). وأوضح معالي وزير التربية والتعليم نائب رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) الدكتور عبدالله بن صالح العبيد أن إقرار الإستراتيجية العربية يعكس شمولية وأهمية رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، رئيس مؤسسة موهبة - حفظه الله - لرعاية الموهبة والإبداع من خلال إنشاء مؤسسة موهبة ، وإقرار خطة وإستراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار في المملكة في شهر شوال 1429ه ، التي كانت مرجعا رئيسا للإستراتيجية العربية للموهبة والابداع. واشار معاليه إلى أن العولمة افرزت تنافسا حضاريا تسعى فيه الدول الى رقي حضاري يسمح لها بالحوار المتوازن مع الحضارات الاخرى ، كما تحولت مجتمعات الدول المتقدمة في العقود الأخيرة إلى مجتمعات معرفية يبنى اقتصادها على المعرفة التي غدت أهم ثروات الأمم التي تعد الموارد البشرية أهم عوامل إنتاج المعرفة ونشرها واستثمارها وتقود هذه الموارد فئة موهوبة ومبدعة ومبتكرة. وقال معالي الوزير (اصبحت رعاية الموهبة والإبداع من أهم عوامل النهوض الحضاري والتنمية الشاملة لكل المجتمعات ، وباتت هذه المجتمعات تتسابق على الاهتمام بهذه الرعاية والتنافس في استقطاب الموهوبين والمبدعين ، ولقد اهتمت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع بهذه التغيرات العالمية وقامت بدراستها ، انطلاقا من إسهامها في جهود المملكة في التوجه نحو مجتمع المعرفة ، هذه الجهود التي تتمثل في تنفيذ استراتيجيات وطنية طموحة في العلوم والتقنية ، والصناعة وتقنية المعلومات والاتصالات ، وتطوير التعليم ، والتعليم العالي ، وفي المدن الاقتصادية التي تعتمد على المعرفة وبرامج الابتعاث الخارجي). تفجير الطاقات ولفت معاليه إلى أن التحديات الراهنة التي يواجهها العالي العربي استدعت تضافر الجهود العربية لإنجاز هذه الإستراتيجية للتعامل مع المتغيرات المحيطة بإيجابية وإيجاد حلول ابتكارية للمشكلات وقال هذه التحديات تستدعي تفجير طاقات الفرد العربي لجعله قادرا على أن يكون قوة تطوير له ولمجتمعه وجزءا فعالا من خطط التنمية ، ما يستلزم قيام نظام تربوي عربي يجعل المعرفة العلمية منطلقا ، والتوجه نحو مجتمع المعرفة سبيلا للتطوير والتحديث ، ورعاية الموهوبين والمبدعين هدفا للتطور نحو الأرقى. وأعرب الدكتور العبيد عن أمله في استفادة المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والمهتمين والمؤسسات ذات العلاقة بمجال الموهبة والإبداع من هذه الاستراتيجية في تربية الإبداع ، وتنمية المواهب ، ونشر مناخ الإبداع والابتكار في الوطن العربي ، ليرتقي إلى المكانة التي يستحقها بين الأمم المتقدمة ويستعيد أمجاده وماضيه المشرف حين كان منارة علم لبقية الأمم. وتشتمل الإستراتيجية العربية للموهوبة والإبداع في التعليم العام على الرؤية المستقبلية (رؤية 1447ه 2025م) التي تهدف إلى الوصول لمنظومة عربية للتربية والتعليم في إطار بيئة اجتماعية ترعى الموهبة والإبداع في كافة مجالاتها من الطفولة إلى الرشد ، تبني القيادات والكوادر الشابة الموهوبة والبتكرة ، التي تسهم في تحول المجتمع العربي إلى مجتمع معرفي متكامل ، وتؤدي دورها في تنمية الاقتصاد المنافس القائم على المعرفة ، قبل عام 2025م. من جهته أوضح الأمين العام لموهبة الدكتور خالد بن عبدالله السبتي أن وضع الإستراتيجية العربية للموهبة والإبداع بالتعاون بين الاليكسو وموهبة جاء تنفيذا لتوصيات المؤتمر السادس لوزراء التربية العرب الذي عقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين في الرياض في مارس الماضي والذي دعا فيه إلى إعداد إستراتيجية عربية للموهبة والإبداع ، تتماشى مع خطة تطوير التعليم في الوطن العربي ، وثمرة لمذكرة التفاهم الموقعة بين موهبة والاليكسو في القاهرة في يوليو الماضي ، والتي كرست الاستفادة من الخبرات الرائدة والمتميزة للموهبة في مجال التخطيط والتنفيذ لرعاية الموهبة والابداع . وأكد الدكتور خالد السبتي أن موهبة سعدت بالمشاركة في إعداد الإستراتيجية العربية للموهبة والإبداع للإسهام عربيا من خلال زيادة التعاون وتبادل الخبرات والتكامل بين المؤسسات العربية لخدمة مجتمع الموهبة والإبداع بما يعود بالنفع على نهضة الدول العربية . تطوير المناهج وتدور أهم أهداف الإستراتيجية العربية للموهبة والإبداع حول ضرورة وجود استراتيجيات وطنية معتمدة لرعاية الموهبة والإبداع تنفذ ضمن خطط التنمية الوطنية ، وخطط تطوير التعليم العام في كل دولة عربية ، ووجود جهة وطنية فاعلة ترعى الموهوبين والمبدعين ، وتعمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية في هذا المجال وتتابع تطور الآداء ، بجانب قيام تعاون عربي ينجح في تبادل الخبرات وتنظيم الأنشجطة المشتركة ، وانتشار آليات الكشف عن الموهوبين والمبدعين في منظومة التعليم العام العربي وفق مقاييس حديثة ، والوصول إلى مستوى متقدم في إعداد المعلمين والعاملين في مجالات رعاية الموهبة والإبداع ، وتوفير برامج متقدمة لرعاية الموهوبين ونشر الوعي بأهمية الموهبة والإبداع في المجتمعات العربية وبدورهما في النهوض الحضاري وفي الإسهام في عملية التنمية . وأوضح الدكتور السبتي أن الإستراتيجية العربية للموهبة والإبداع تقوم أيضا على تطوير المناهج الدراسية الخاصة بالموهوبين والمبدعين من خلال الإثراء ، والتسريع ، والتجميع ، والتوجيه والإرشاد ، ووجود سياسات تنفيذية خاصة بهيكلية النظام التعليمي تجعل رعاية الموهوبين والمبدعين جزءا أصيلا في برامج وزارات التربية والتعليم وإداراتها . وذكر أن الإستراتيجية العربية للموهبة والإبداع تقدم مجموعة من البرامج والمشاريع الاسترشادية المنتقاة بشكل يحقق أهداف الإستراتيجية ، ويحل القضايا المطروحة في مجال رعاية الموهبة الإبداع في الدول العربية. واستطرد الدكتور السبتي أن هذه البرامج رسمت بشكل يساعد كل دول عربية على وضع البرامج الخاصة بها ، لافتا إلى أن الإستراتيجية ستنفذ وفق ثلاث خطط خمسية تمثل ثلاث مراحل في السعي للوصول الى الرؤية المستقبلية 1447ه - 2025م ، وتختلف باختلاف تقدم كل دولة عربية في مجالات رعاية الموهبة والإبداع وتشتمل الخطة الخمسية الأولى (مرحلة التهيئة) على برامج ومشاريع تمهد للوصول إلى بيئة ترعى الموهبة والإبداع وتؤسس لهذه البيئة ، أما الخطة الخمسية الثانية (مرحلة التنفيذ) فتتضمن تنفيذ البرامج الأساسية لرعاية الموهبة من خلال برامج ومشاريع طموحة ، وتهتم الخطة الخمسية الثالثة (مرحلة التأثير) أو بتحقيق الأهداف وانعكاس هذا التحقيق على عملية النهوض الحضاري والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدول العربية». وكانت (موهبة) قد أعدت إستراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار ، التي أعدتها موهبة بمشاركة استشاري عالمي ، التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) وتضمنت رؤية مستقبلية للخمس عشرة سنة القادمة (رؤية 1444ه / 2022م ) وخرجت بخمس مبادرات طموحة للوصول الى هذه الرؤية لتصبح المملكة مجتمعا مبدعا فيه من القيادات والكوادر الشابة الموهوبة والمبتكرة ذات التعليم والتدريب المتميز ما يدعم التحول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة .