أكد عدد من الدعاة أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله للحوار بين الأديان، تنهي الصراعات الإنسانية، وتقلل من المشكلات التي تثقل كاهل العالم من مآسٍ. ووصف هؤلاء المبادرة بالذكية والطيبة، وانطلقت من رجل مخلص يعمل لخير الإنسانية، مشيرين إلى أن المبادرة تحمي الأرواح والمقدسات الدينية، وتمتص سيل البغضاء وتوقف ما اصطلح على تسميته بصدام الحضارات. وقال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد الدكتور عبدالله بن محمد اللحيدان أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإقامة مؤتمرات حوار بين أهل الإديان السماوية الثلاثة لمواجهة ماتواجهه البشرية من مشكلات في العلاقات الإنسانية ولمواجهة انتشار الالحاد في العالم وللتعايش السلمي بين أهل هذه الأديان ، هي دعوة تنطلق من مرتكزات الدين الإسلامي الحنيف وسيرة الرسول الكريم وتدل على سماحته وتعايش المسلمين مع أهل الأديان الأخرى كما حدث عبر حقبات التاريخ والعصور. وقال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد إن الحوار بين أهل الأديان لايلزم منه التطابق والتقارب بين الأديان أو ابتكار دين جديد يقبله أتباع هذه الأديان السماوية الثلاثة بل الغرض والمعنى الأسمى هو التعايش السلمي الذي ينطلق من منظور إسلامي رفيع. وعد اللحيدان دعوة خادم الحرمين الشريفين نابعه من رجل مخلص مؤمن داعٍ إلى صيانة الإنسان وحماية الأرواح والمحافظة على المقدسات الدينية ونبذ التطرف والإرهاب والغلو والتطاول على الرسل الكرام عليهم السلام وكذلك نبذ دعوى صدام الحضارات. وقال: أبها مبادرة تستهدف توضيح الصورة الناصعة والحقيقية عن الإسلام والمسلمين بأن دينهم دين الإسلام ومحبة وتعايش. ويرى مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة أحمد بن قاسم الغامدي إن مادعى إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الحوار بين الأديان السماوية لمواجهة مشكلات العلاقات الإنسانية وموجة انتشار الإلحاد في العالم في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي بعنوان (الثقافة واحترام الأديان) بادرة ذكية إلى الخير مستمدة من منهج القرآن والسنة تفتح الآفاق لصيانة الإنسان وعودته إلى الروابط الحسنة التي جاءت بها الأديان السماوية وهو دليل صادق على حرص خادم الحرمين على دعوة الناس كافة إلى الخير وحثهم على الرجوع إلى كل حق اتفقت عليه الأديان السماوية وهذا بلا شك سيكون له الأثر الكبير في وعي المجتمعات وسيحد من المشكلات التي يئن منها العالم بأسره من مآسٍ في العلاقات الإنسانية فإن الرجوع إلى ماجاءت به الشرائع فيما اتفقت عليه أمر سيحقق للعالم توازناً واستقراراً في هذه العلاقات بعمومها وتفاصيلها تدعو الإنسان إلى الخير وتنهاه عن الشر تحقق فيه الإنسانية قبل كل شيء وبذلك يتحقق له التكريم الذي امتن الله تعالى به على بني آدم في قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر..) الآية. فهذه الدعوة المباركة ستكون أكبر معين على تبصير البشرية وتحذيرهم والبعد عن موجة انتشار الإلحاد في العالم وفي ذلك عمل بقوله تعالى :(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئا ولايتخد بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) فقد أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أن يدعو أهل الكتاب إلى أعظم أمرٍ خلقت البشرية من أجله وهي عبادته وحده قال تعالى:(وما خلقت الجن والإنسن إلا ليعبدون) فهذه الدعوة الحقة المباركة للبشرية جمعاء يشهد لهذا ماصح عنه صلى الله عليه وسلم بما رواه الحميدي بسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً لو دعيت فيه في الإسلام لأجبت تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها وأن لايعد ظالم مظلوماً). ففي هذا الحديث بين المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه شهد قبل البعثة هذا الحلف الذي فيه دعوة إلى إحقاق الحق ورفع الظلم عن المظلوم وأنه لو دعي إلى مثله في الإسلام لأجاب وفي هذا دليل واضح على أن التعاون على البر والتقوى وخصال الخير مما يحث عليه الشرع ولو انعقد مع أبعد الناس والله جل وعلا أمرنا في محكم التنزيل بذلك في قوله تعالى :(وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان). إن هذه الدعوة النبيلة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين جديرة بالاهتمام والتفعيل لما تعود به من الخير والنفع للبرية جمعاء فشكر الله له هذا وأعانه الله تعالى على تحقيقه وأسأل الله جل وعلا أن ينفع بجهود خادم الحرمين الشريفين وأن يكللها بالنجاح إنه ولي ذلك والقادر عليه. وأشار الشيخ الراقي محمد بن معتوق بأن دعوة خادم الحرمين الشريفين لإقامة وعقد الحوارات بين أهل الأديان السماوية وهي بلاشك دعوة تؤكد على النظرة الثاقبة لدى الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوقف دعاوى الصدام بين الحضارات وامتصاص سيل البغضاء والكراهية التي امتدت عقب أحداث 11ديسبمر 2001م لتطال المقدسات الإسلامية والنيل من أعراض الأنبياء وتشويه صورهم كما حدث من قيام بعض الأعداء بنشر رسوماتهم المسيئة لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.