في خطاب تنصيبه مرشحا للحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل قال باراك أوباما للأميركيين إنهم يواجهون لحظة تاريخية فريدة وحاسمة للتغيير إلى الأفضل، محذرا من اختيار منافسه الجمهوري جون ماكين. وقال إن الوقت حان للتغيير في الولاياتالمتحدة “بعد ثماني سنوات من أخطاء (الرئيس الأميركي جورج) بوش”. وحذر أوباما عشرات الملايين الذي تابعوا خطابه داخل أميركا وخارجها في ختام مؤتمر الحزب الذي عقد في دنفر بولاية كلورادو من انتخاب منافسه الجمهوري جون ماكين، وقال إن ذلك يعني استمرارا لثماني سنوات من الهزيمة. وقال “بوصفي قائدا (للجيوش) لن أتردد أبدا في الدفاع عن هذا البلد، ولكن سأرسل جنودنا للمخاطرة بحياتهم فقط من أجل مهمة واضحة وبالتزام مقدس بأن تكون معهم جميع التجهيزات الضرورية للقتال وأن يحصلوا على إسعافات ومساعدات يستحقونها بعد عودتهم”. وأضاف أول مرشح أسود في تاريخ الرئاسة الأميركية “إننا نجتمع في واحدة من تلك اللحظات الحاسمة، فأمتنا فى حالة حرب، واقتصادنا في حالة كبيرة من الاضطراب، والحلم الأميركي قد هدد مرة أخرى”. وأكد أوباما أمام 75 ألف شخص أن الذي جعل من أميركا بلدا ليس كالدول الأخرى هو العمل الجاد، وأشار إلى أن الحلم الأميركي يتحقق بالتضحيات والتجمع في العائلة الأميركية الكبرى للتأكد من أن الجيل الجديد سيتمكن بدوره من مواصلة هذا الحلم. وقال “لهذا السبب أنا هنا هذا المساء، لأنه منذ 232 عاما (تاريخ استقلال الولاياتالمتحدة) في كل مرة كان يكون فيها هذا الحلم مهددا، يجد رجال ونساء عاديون وطلاب وجنود وفلاحون ومدرسون وممرضات وكناسون الشجاعة لإبقاء هذا الحلم على قيد الحياة”. وتحدث أوباما عن القضايا التي تمس حياة الأميركيين العاديين من الضمان الاجتماعي والصحي إلى فرص العمل، وأشار إلى أن المزيد من العمال الأميركيين باتوا بدون عمل أو يعملون أكثر مقابل أجر أقل، كما فقد الكثيرون منازلهم، فضلا عن عدم قدرة الكثيرين على تسديد فواتير بطاقاتهم الائتمانية ومصاريف التعليم الجامعي. وتعهد أوباما بملاحقة تنظيم القاعدة والشبكات التي تستهدف أميركا، ووعد في حال انتخابه بوضع جدول زمني لسحب القوات الأميركية من العراق. وسبق أوباما كلمات قياديين في الحزب، منهم المرشح الديمقراطي السابق آل غور الذي دعا الناخبين إلى وضع حد للقيادة الجمهورية ومنعها من إنتاج نفسها للاحتفاظ بالبيت الأبيض وقال إن انتخاب أوباما هو الحل لذلك. وقد أتت كلمة أوباما بعد ساعات من ترشيحه رسميا باسم الحزب الديمقراطي، كما صادق الحزب على اختيار السيناتور جوزيف بايدن مرشحا لمنصب نائب الرئيس. في الوقت نفسه أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الأميركيين يرون أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما سيكون رئيسا “طيب الطباع”، في حين أن المرشح الجمهوري جون ماكين سيكون رئيسا “حاسما”.