يواصل كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة والموفد الحالي الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا مهمته في تحرك دبلوماسي هادىء وكبير فقد بدأ مهمته بزيارة سوريا وسيواصل المهمة بزيارة روسيا والصين وهما البلدان المهمان وعلى وجه الخصوص في الأزمة السورية حيث إن روسيا والصين تمتلكان رؤية وموقفاً يتعارض تماماً مع الموقف الأمريكي والاتحاد الأوروبي إذ إن أمريكا وأوروبا تريدان الضغط من أجل بيان أو موقف دولي قوي يجبر الأسد على التنحي وذلك بضغوط مكثفة وحصار قوي وخانق على نظامه ولكن تلك الرؤية الغربية لم تجد الطريق سالكاً في مجلس الأمن حيث أحبط الفيتو الروسي الصيني مرتين جهوداً كانت كافية للإطاحة بالأسد. في ظل هذه الأجواء المتعارضة دولياً تأتي تحركات كوفي عنان وهي تحركات رغم بطئها تدفع إلى الأمل وهذا الأمل ينبثق من الدعم الدولى الذي يحظى به كوفي عنان في هذه المهمة بالذات. ولكن هذا الأمل لا يعني أن موقف روسيا وبكين سيتغير إذ إن هذا الموقف يزداد وضوحاً على مرور الأيام من خلال التصريحات الصادرة من مسؤولي البلدين ولكن الراجح أن ينجح عنان في مهمته فهو دبلوماسي محنك من خلال معادلة توافق بين التطلعات الغربية والمواقف الروسية الصينية تجاه الأزمة السورية بما يحقق في النهاية رغبة الشعب السوري وليس ذلك بمستبعد.