ظلت مواقف المملكة تجاه ما يجري في سوريا من ارتكاب النظام أبشع المجازر للشعب ، واراقة الدماء بصورة وحشية وهمجية ، عالية النبرة ، تصدح بكلمة الحق في وجه الجلاد الذي أذاق الشعب ألواناً من العذاب الرهيب ، والقتل الشنيع الذي لا يستثني طفلاً أو شيخاً أو امرأة. لم يكن للمملكة أن تقف مكتوفة الايدي أو المتفرجة أو المتوارية ازاء ما يحدث من جريمة كبرى ضد الشعب السوري الشقيق ، بعد أن فشلت الأممالمتحدة في إنقاذ الموقف بعرقلة مشروع ادانة النظام واجباره على وقف آلة القتل الذي تصاعد مؤخراًَ بوتيرة مخيفة - سقوط أكثر من 100 قتيل في اليوم الواحد - إذ إنَّ الفيتو المزدوج الروسي والصيني ، أطلق يد النظام في الانتقام وحملة التعذيب والقمع الهمجي الذي أدمى قلوب العالم. إن صرخات واستغاثة الثكالى وأنين المكلومين من الجرحى والمشردين والنازحين من الأسر السورية هرباً من آلة التدمير الصماء العمياء ، وجدت آذاناً صاغية ومواقف حازمة من المملكة التي طالبت العالم بتحمل مسئوليته التاريخية والاخلاقية والإنسانية باتخاذ اجراءات حاسمة لوقف المجازر في المدن السورية ، بعد أن فشلت أنصاف الحلول مع بداية الازمة. فقد بلغ الوضع حداً لا يطاق بما يشبه (الابادة) والعقاب الجماعي على الشعب الأعزل (المنتفض) ضد النظام (المعزول) دولياً. صحيح أنَّ ثقة العالم في الأممالمتحدة قد اهتزت إثر فشلها في لجم هجمات (الأسد) على شعبه وقتله بدم بارد ، بيد أن ذلك لا يعني نهاية المطاف ، فمطالبة المملكة بحقن الدم السوري ستستمر حتى يتحقق وقف النزيف مهما طال الزمن أو أوغلت اليد الاجرامية في الوحشية. قطعاً لن يهدأ للمملكة صوت أو يغمض لها جفن إلا عندما ترى الشعب السوري وقد حقنت دماؤه ، وضمدت جراحه ، وسكتت أصوات المدافع والدبابات . حقن الدم السوري أولوية على أجندة المملكة في مناقشات الملف السوري في المحافل الدولية والإقليمية .