أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامه بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عزوجل في السر والعلن والعمل على اتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته عزوجل داعيا إلى الإحسان إلى النفس وإلى الخلق وتذكر الوقوف بين يدي الله عزوجل يوم القيامه. وقال فضيلته في خطبه الجمعه التى ألقاها أمس بالمسجد الحرام // إن للمتقين من كمال السعي إلى بلوغ رضوان الله مالا نظير له وإن لهم في سبيل الفوز بالنعيم المقيم في الجنه دار كرامته ونزل أوليائه مسالك يسلكونها وهمم يسمون بها ويفوقون غيرهم وتبعثهم على دوام المسارعه إلى مغفره من ربهم والحظوة برضوانه ودخول روضات جناته وأن المبادره في الاستغفار وامتثال أمر الله عزوجل والاستقامه على شرع الله هي من أهم أسباب الفوز برضوان الله والفوز بجنته ومغفرته ورحمته سبحانه وتعالى //. واضاف فضيلته يقول إن الإحسان إلى النفس وإلى الخلق لا حدود له ، احسان يتجلى في بذل المال في وجوه الخير في كل الأحوال لافرق بين منفق في الرخاء ومنفق في الشده فهو ماضٍ في بذله مقيم على جوده وسخائه قال تعالى // وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين // وهو إحسان يتجلى أيضا في صفه تصور السخاء والكرم النفسي في أجمل صوره تلك هي كظم الغيظ حين تبدو بوادر الإساءه والترقي من ذلك إلى مقابلتها بالعفو عن المسيء والصفح والتغاضي عما بدر منه رغبه في نيل الجزاء الضافي والأجر الكريم الذي أخبر به نبي الرحمة الكريم صلوات الله وسلامه عليه بقوله // من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عزوجل على روؤس الخلائق يوم القيامه حتى يخيره من أي الحور شاء // وبقوله عليه الصلاه والسلام // ما نقصت صدقه من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه // وهي سجية جميلة وخلق كريم ينأ به صاحبه عن خصلة التشفي والانتقام وليس احسن الجزاء مقصورا على ذلك بل له أيضا في دنياه من حسن العقبى ما تفيض به حياته ويطمئن قلبه وحسبه ما يجد من القوة من امتلاك زمام نفسه وإلجامها وعدم إطلاق العنان لها في مقابلة الإساءة بمثلها أو بشر منها، إنها القوه التي صورها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بقوله // ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب //. وزاد الشيخ الخياط يقول إن من صور الإحسان إلى النفس كذلك حين يكون شأن من زلة به القدم فظلم نفسه بإتيان ما حرم الله عليه أو ترك ما أوجب عليه ، أن يذكر عظمة ربه الذي عصاه وآلائه التي تفضل بها عليه وشديد عذابه وأليم عقابه لمن لم يرجو له وقار فبارزه بالعصيان فيحمله هذا التذكر على المبادره إلى التوبه النصوح والإقلاع عن المعاصي وبالندم على ما كان وبرد الحقوق إلى أهلها وبالعزم على عدم العوده إلى الذنب لأنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره سبحانه وتعالى ولا يقيل العثرات سواه وأنه كريم لا يعاجل بعقوبه كثير الستر للخطايا والقبول للتوبة التي جعل بابها مفتوحا للتائبين حتى تطلع الشمس من مغربها وهذا شأن المتقين وسبيل المخبتين وطريق من خشي الرحمن بالغيب ذلك الذين أعقبهم عند ربهم مغفره الذنوب بالستر الجميل وبرفع المؤاخذه والإكرام بإدخالهم الجنه دار السلام خالدين فيها فالأجدر بكل عاقل حريص على حيازة الخير لنفسه وعلى صيانتها من التردي في وهدة الباطل بكل صوره المورثة للخسران المبين أن ينهج هذا النهج ويسير هذا السير ويمضي على هذا الطريق. وبين فضيلته في خطبته إن من أهم صفات المتقين التي ينال به الدرجات العلى والنعيم المقيم عند الرب الكريم دوام استحضارهم عظمة خالقهم سبحانه وعظيم حقه عليهم ذلك الاستحضار الذي أورثهم استحياء منه وهيبة له ومحبة وشوقا إلى لقائه ذلك الشوق الذي أعقبهم كمال حرص على العمل بطاعته والنفرة من معصيته والتزود بخير زاد يصحبهم في سيرهم إليه سبحانه ، إنه زاد التقوى الذي أمرهم به عزوجل بقوله (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا أولي الألباب). وفي المدينةالمنورة قال فضيلة وامام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس : ان التقوى في مخالفة الهوى والشقاء في مجانبة الهدى وإن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته وامرهم بالاحسان الى خلقه وهوسبحانه رقيب على عباده مطلع على احوالهم واذا عملاً المسلم عملاً صالحا اثابه عليه في الاخرة واذاقه اثار عمله في الدنيا قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) وغير المسلم حرم الله عليه الجنة ويعذب في النار بما زاد من ذنوب على الشرك واذا عمل غير المسلم عمل فيه صلاح لم يقع في ميزان اخرته منه شي انما يكافأ عليه في الدنيا وأما المؤمن فيدخر له سبحانه حسناته في الاخرة ويكسبه رزق في الدنيا . وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الجزاء يكون من جنس العمل في العقاب والثواب وفي التعامل مع الخالق سبحانه والمخلوق فمن أفعال الله في الثواب أنه يجازي على الإحسان وإحسانه فوق كل إحسان فمن صدق مع الله تعالى في إخلاص الأعمال له أعطي على حسب صدقه مع الخالق سبحانه ومن حفظ الله بطاعته واجتناب معاصيه حفظه الله في دينه ودنياه وإن زاد في الطاعة قرب الله منه قرباً يليق بجلاله وعظمته وكلما زاد العبد في الطاعة زاد منه سبحانه في القرب قال عزوجل في الحديث القدسي ( إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) ومن ذكر ربه ذكره الله في السماء ومن ذكر الرب عند الناس بموعظة أو تعليم أو مدح لله سبحانه ولدينه ذكره الله عند ملائكته بالثناء عليه ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا مما تركه ومن نصر الله بفعل أسباب النصر نصره الله وأيده ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ومن عمل حسنة ضاعفها له سبحانه اضعافاً كثيرة وجزاه بجنة لاتخطر على قلب بشر. وتابع الشيخ القاسم إن من افعال الله سبحانه في العقاب أن من عمل ذنباً عوقب بمثل عمله فمن ترك توحيد الله زالت عليه هداية الله وحفظه قال سبحانه في الحديث القدسي ( من عمل عملا اشرك فيه غيري تركته وشركه ) ومن صرف شئياً من انواع العبادة لغير الله سبحانه بالرياء أو السمعة أظهر الله حقيقته للناس بانه غير مخلص لله قال عليه الصلاة والسلام ( من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به ) ومن علق قلبه بغير الله لن يتحقق مناه وبين فضيلته ان الايمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الدين من رضى به رضى الله عنه ومن لم يرضى به سخط الله عليه ومن نسي الله سبحانه وتعالى بترك طاعته نسيه الله بعدم تفريج كربه وزوال همومه وغير ذلك ومن مكر في فعل السيئات مكر الله به من حيث لايشعر. وأضاف فضيلة امام وخطيب المسجد النبوي انه كما أن لله أوامر وحدود فعلى العباد بعضهم مع بعض واجبات وحقوق ومن عظم عباد الله المؤمنين عظمه الله ومن أهانهم أهانه الله فالله سبحانه وتعالى لعبده على حسب مايكون العبد لخلقه وكما تدين تدان وكن كيف شئت فإن الله لك كما تكون انت له ولعباده والمسلم معظم عند الله سبحانه في دمه وماله وعرضه فمن أحسن الي المسلم أحسن الله إليه ومن رحمه ولطف به أنزل الله عليه رحمته ومن رفق بالمسلم ويسر أموره رفق الله به ومن شق عليه شق الله عليه ومن رفق بمعسرا أو رفع عنه دينه أو شئياً منه جزاه الله بتيسير وقوفه في المحشر واظله تحت ظل عرشه ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة ومن حفظ لسانه عن الخلق صان السنة الناس من الوقوع فيه ومن ستر مسلماً وقع في ذنب ستره الله في الدنيا والآخرة والرحم معلقة بالعرش فمن كان واصلا لرحمه وصله الله ومن كان قاطعاً لها قطعه الله. وزاد امام وخطيب المسجد النبوي الشريف: إن من فتح على نفسه باب سؤال الناس العطايا نزل به الفقر والمسكنة ومن سأل الناس ليكثر ماله أتى يوم القيامة وليس في وجهه نزعة لحم ومن انفق على غيره واحصى عليهم مايبذله وشدد عليهم فيه احصى الله عليه العطاء وضيق عليه ومن ضار الناس أضر الله به. وبين فضيلته في نفس السياق أن الذنوب لها عقوبات مماثلة في الاخرة فمن تعجل لذة محرمة عليه في الدنيا حرم نعيمها في الاخرة فمن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الاخرة ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الاخرة ومن اعمى قلبه في الدنيا اعمي بصره في المحشر يوم القيامة والمغتاب الذي مزق بلسانه الاعراض في الدنيا ويوم القيامة يعاقب بخمش وجهه باظافر من نحاس ومن اقتطع شبرا من الارض ظلما طوقه يوم القيامة بسبع اراضين ومن قتل نفسه بشئ عذبه الله به يوم القيامه ومن وقع في الزنا اتاه له من اسفل منه يعذب به في النار ومن اكل الربا القم حجراً في فمه جزاء اكله اموال الناس. وفي نهاية خطبته ذكر امام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالاعمال الصالحة والذي يرى أثرها يوم القيامة قائلاً من كان من اهل الصلاة نودي من باب الصلاة ومن مات محرما بعث ملبياً ومن مات شهيدا بعث يوم القيامة ودمه ريحه ريح المسك وأمة محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون في المحشر غرا محجلين من آثار الوضوء والمؤذنون اطول الناس أعناقا يوم القيامة فاوامر الله حق ونواهيه زجر ووعده صدق وكما تعمل صالحا تجازى وكم تفعل محرما تعاقب واذا اردت ان تعرف منزلتك في الاخرة فانظر الى اعمالك في الدنيا.