قال فضيلة وامام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة اليوم ان التقوى في مخالفة الهوى والشقاء في مجانبة الهدى وإن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته وامرهم بالاحسان الى خلقه وهو سبحانه رقيب على عباده مطلع على احوالهم واذا عمل المسلم عمل صالحا اثابه عليه في الاخرة واذاقه اثار عمله في الدنيا قال تعالى // من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون وغير المسلم حرم الله عليه الجنة ويعذب في النار بما زاد من ذنوب على الشرك واذا عمل غير المسلم عمل فيه صلاح لم يقع في ميزان اخرته منه شي انما يكافأ عليه في الدنيا وأما المؤمن فيدخر له سبحانه حسناته في الاخرة و يكسبه رزق في الدنيا // . وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الجزاء يكون من جنس العمل في العقاب والثواب وفي التعامل مع الخالق سبحانه والمخلوق فمن أفعال الله في الثواب أنه يجازي على الإحسان وإحسانه فوق كل إحسان فمن صدق مع الله تعالى في إخلاص الأعمال له أعطي على حسب صدقه مع الخالق سبحانه ومن حفظ الله بطاعته واجتناب معاصيه حفظه الله في دينه ودنياه وإن زاد في الطاعة قرب الله منه قرباً يليق بجلاله وعظمته وكلما زاد العبد في الطاعة زاد منه سبحانه في القرب قال عزوجل في الحديث القدسي ( إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) ومن ذكر ربه ذكره الله في السماء ومن ذكر الرب عند الناس بموعظة أو تعليم أو مدح لله سبحانه ولدينه ذكره الله عند ملائكته بالثناء عليه ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا مما تركه ومن نصر الله بفعل أسباب النصر نصره الله وأيده ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ومن عمل حسنة ضاعفها له سبحانه اضعافاً كثيرة وجزاه بجنة لاتخطر على قلب بشر . وتابع الشيخ القاسم إن من افعال الله سبحانه في العقاب أن من عمل ذنباً عوقب بمثل عمله فمن ترك توحيد الله زالت عليه هداية الله وحفظه قال سبحانه في الحديث القدسي ( من عمل عملا اشرك فيه غيري تركته وشركه ) ومن صرف شئياً من انواع العبادة لغير الله سبحانه بالرياء أو السمعة أظهر الله حقيقته للناس بانه غير مخلص لله قال عليه الصلاة والسلام ( من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به ) ومن علق قلبه بغير الله لن يتحقق مناه وبين فضيلته ان الايمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الدين من رضى به رضى الله عنه ومن لم يرضى به سخط الله عليه ومن نسي الله سبحانه وتعالى بترك طاعته نسيه الله بعدم تفريج كربه وزوال همومه وغير ذلك ومن مكر في فعل السيئات مكر الله به من حيث لايشعر .