قبل أن تحتضن أناملي القلم وتأخذ مسارها نحو وضع الأحرف أحسست أن قطرات متسارعة من الحبر بدأت تنسكب على الورق لتبدأ عملها في تدوين كلمات وجمل تحكي قصصا لأناس قادمين من شرق الكرة وغربها وآخرين حلوا من أقصى الجنوب والشمال ليروا عشق السنين والعقود التي ظلوا واقفين على أمل تحقيقها باحثين عن فرصة تتاح تمكنهم من الوصول للبقاع الطاهرة وأداء فريضة الحج بطواف وسعي ووقوف على صعيد عرفات الطاهر. وان كان الحج إلى بيت الله الحرام يشكل عشقاً سكن قلوب المسلمين بأقطار العالم فان أداءه بيسر وسهولة وراحة واطمئنان شكل لحكومة المملكة العربية السعودية شرفا عظيما وهدفا أساسيا تعمل من أجل أدائه بيسر وسهولة من خلال تنفيذ العديد من المشروعات ليكون أداء فريضة الحج أكثر يسرا وأمانا للحجيج. فظهرت التوسعات الكبرى للحرمين الشريفين ومشاريع الطرق والجسور والأنفاق وتوسعة المستشفيات وإنشاء المستوصفات والمراكز الصحية خطوات أولى لمسارات عدة ينطلق منها الحجيج في أداء فريضتهم. ولم يكن الاهتمام منصبا على المشاريع المنفذة إذ برز الاهتمام بالسلامة والأمان لضيوف الرحمن بكل موطئ قدم يصلونه أو مسكن يريحون به من خلال برامج وخدمات المديرية العامة للدفاع المدني التي عملت على تنفيذ برامج السلامة والوقاية بأسلوب أوسع وخطط اشمل مضيفة إليها برامج توعوية وتثقيفية بلغات الحجاج ولهجاتهم ومتابعة دورية شاملة لمساكن الحجاج ومخيماتهم. وهو مايؤكد على أن حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وإن عملت على توفير الخدمات لضيوف الرحمن فإنها جعلت من توفير الأمن والطمأنينة هدفا هاما تسعى لتنفيذه لإدراكها أن عشق الحجيج وشوقهم للبقاع الطاهرة ينبغي أن يكون مرتبطا بالأمن والأمان وأن الحاج يجب أن ينال حقه من الإكرام فالحج وان كان شعيرة تؤدى فان ضيوف الرحمن أمانة بالأعناق. وهذا ما أكدته الوقائع وسجلته الحقائق على مدى العقود الماضية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله إذ شكلت النظرة صوب الحرمين الشريفين وقاصديهما نظرة عمل دائم . فوفود الرحمن الذين أقبلوا من كل حدب وصوب حلوا بنية صادقة وقلوب عاشقة لبقاع طاهرة. فاللهم تقبل من ضيوفك فريضتهم ويسر أمرهم وأعدهم لأوطانهم سالمين غانمين.