(الإعجاز .. والعجز) رائعة جديدة نُشرت على الصفحة الأخيرة من هذه الجريدة ليوم السبت 19/10/1432ه أتحفنا بها شاعر مكة الكبير وكاتبها القدير د. عبدالله محمد صالح باشراحيل .. وهي من جميل درره التي أَلفّنا قراءتها بين الحين والآخر والاستمتاع بما تحويه من أصالة وجمال فلسفي آخاذ في شأن من شؤون الإنسان والحياة .. لا يبلغ شأوها الاّ الشعراء الكبار الذين تضلعوا من علوم العربية وآدابها ونهلوا من مناهل فحول الشعراء القدامى وحفظوا العديد من أشعارهم وتنقلوا عبر مدارسهم التي تكّون منها (ديوان العرب). | لقد أبحر بنا الشاعر عبر قصيدته (الإعجاز .. والعجز) إلى فلسفة حياتيه صور لنا خلالها بعض ما يعترض الإنسان فيها من صنوف المعاناة الدنيوية المليئة بالمتناقضات وسوء التعاملات والكيفية التي يستطيع أن يتعامل بها عبوراً لشاطئ النجاة بحكمة وحصافة رأي؟ وفيما يلي أبيات مختارة من القصيدة ومن اراد الاستزادة الرجوع لموقع الجريدة على الانترنت أو الحصول على نسخة من الجريدة: ما ضَرَّنِي حاقدٌ نيرانُهُ اشتعلت وكُلُّ ذَنْبِي لديهِ الجاهُ والمالُ أمُدُّهُ من كريم الفضل يجرحني ومثلُهُ من خِسَاسِ الطَّبْعِ أنذالُ رانَ النِّفاقُ على الأخلاقِ مُنتَهِزاً سوانحَ الزَّيفِ تغنى منه أرذالُ تجسَّدَ الكِذْبُ للكذَّابِ مفخرةً وظنَّ أنَّ الخَنَا كسبٌ وأنفالُ يبيعُ بالبخسِ نورَ الحقِّ مُبْتَذَلٌ ويشتري العارَ أفَّاكٌ وقوّالُ كيف النفوسُ التي أسقيتُها عَسَلاً شرابُها اليومَ قَطرانٌ وأوحالُ ؟ كم لامني القلبُ فيمن كنت أوثرُهُم بالطيباتِ فما صانوا الذي نالوا نظرتُ والدَّهرُ آمالٌ مُؤمَّلةٌ وكلُّ نفسٍ لها حَظٌّ وأشغالُ مفطُورةٌ هذه الدُّنيا على غررٍ وكلُّ حيٍّ عليها خانَهُ الفالُ خُذِ الزَّمانَ على العِلاَّتِ مُصطبراً فكم تلظَّى بريب الدّهر أقيالُ شكوى الأنامِ من الآبادِ ذائعةٌ ما أرذلَ العُمْرَ فيه العيشُ أنكالُ لعلَّنا قد رحلنا نحو بارئنا وإنَّ أطيافَنَا أرواحُ من زالوا لله نُسلِمُ دُنيانا وأنفُسَنَا فقد عَجِزْنَا وعجزُ الفكرِ إمحالُ كلُّ المثالبِ مَرْجُوٌّ عواقِبُها إلاّ المظالمَ نيرانٌ وأغلالُ كم يدِّعي الصدقَ كلُّ النَّاسِ مذُ نشأوا وأكثرُ الناسِ كَذَّابٌ ومُحتالُ فاختر لِنفسِكَ ما تسمو به شرفاً فأنتَ ذكرى وخير الذِّكرِ إفضالُ | وختام القول فالدكتور عبدالله باشراحيل: يملك ناصية الشعر الأصيل والعزف على أوتار قوافيه عن جدارة وخبرة والمام بصنوفه ومضامينه وفنونه. | لقد أثرى هذا الشاعر الرائد المكتبة العربية بالعديد من دواوين الشعر وعشرات الكتب في شتى مناحي الأدب والثقافة وكُرّم من رؤساء دول عربية وغربية وأثنى على شعره وأدبه كبار نقاد العالم العربي من خلال دراساتهم وأبحاثهم العلمية. | فهل آن الأوان لأن نكرّمه على مستوى الدولة ليشعر بقيمة ما أنجزه وقدمه للأمة والوطن وهو بين ظهرانينا أسوة بمن كرّم من أدبائنا وشعرائنا ومثقفينا ذلك ما نرجوه؟ وبالله التوفيق.