للعشقِ حالٌ وللعُشاقِ أحوالُ أشراَطُهُ الشَّكُّ والتِّسهادُ والقالُ بديعةِ الحُسنِ في صحراءَ مُجدبِةٍ كأنَّ عُمْرَكِ في الأيامِ ترحَالُ شوقاً إليك لعينيكِ التي اكتحلت بوارفٍ من ظِلالِ الغيمِ يختالُ رعاكِ بالحُبِّ ريَّانُ الصِّبا ونَما فيكِ الجمالُ وحارتْ فيكِ آمالُ عِيشي الربيعَ وقد ألقت سحائِبُهُ عليكِ قطراً مُريعاً وهو هطَّالُ وغادري الليلَ فالأصباحُ باسمةٌ إلى بهاكِ ولا يُثنيكِ عُذَّالُ هذا الذي فيكِ وهجُ الحُبِّ فاحتذري من الهُيام فبعضُ الحُبِّ قتَّالُ لو كنتِ سلوةَ أيامي لما نظرت عيني سواكِ ولمّا غَرَّني الآلُ ولا رمتني بسهم العين فاتنةٌ وما أنا عن فتون الغيد سَئَّالُ فإن تَرينِي على غُصنِ السَّنا غَرِدَاً فتلكَ أصداءُ حُزْنِي وهي تَنثالُ أنا المُجاهِدُ والغاياتُ تدفعُنِي ولا يَنَالُ بلوغَ المجدِ تِنْبَالُ وحدي أذودُ وحولي كلُّ مُرتَهِبٍ يسترفدُ الخوفَ والأعمارُ آجالُ أسرفتَ في البُغض يا من تشتهي عَدَمِي وللمقادرِ بين الناسِ أفعالُ ما ضَرَّنِي حاقدٌ نيرانُهُ اشتعلت وكُلُّ ذَنْبِي لديهِ الجاهُ والمالُ أمُدُّهُ من كريم الفضل يجرحني ومثلُهُ من خِسَاسِ الطَّبْعِ أنذالُ رانَ النِّفاقُ على الأخلاقِ مُنتَهِزاً سوانحَ الزَّيفِ تغنى منه أرذالُ تجسَّدَ الكِذْبُ للكذَّابِ مفخرةً وظنَّ أنَّ الخَنَا كسبٌ وأنفالُ يبيعُ بالبخسِ نورَ الحقِّ مُبْتَذَلٌ ويشتري العارَ أفَّاكٌ وقوّالُ كيف النفوسُ التي أسقيتُها عَسَلاً شرابُها اليومَ قَطرانٌ وأوحالُ ؟ كم لامني القلبُ فيمن كنت أوثرُهُم بالطيباتِ فما صانوا الذي نالوا نظرتُ والدَّهرُ آمالٌ مُؤمَّلةٌ وكلُّ نفسٍ لها حَظٌّ وأشغالُ مفطُورةٌ هذه الدُّنيا على غررٍ وكلُّ حيٍّ عليها خانَهُ الفالُ معشوقةٌ رغم أنَّ الجورَ يسكُنُها وكم ينوءُ بها هَمٌّ وأحمالُ فإن سعِدْتَ بها فاحذر مكائِدَهَا مَرِيرةٌ وهي في الحالَينِ تَغْتَالُ ليسَ الجميلُ وإن أمَّلتَ فطرتَها وإن بدا من جمالِ الوصفِ أشكالُ مَللتُها ساخراً تُبدي مَهَازِلَهَا وما استقرَّ بها وقتٌ وأحوالٌ ومن تأمَّلَ في الدُّنيا وخسَّتِها هانت لديهِ وراقَ الفكرُ والبالُ كثيرةُ الغدرِ يسري في تقلُّبِها يُسرٌ وعسرٌ وإكثارٌ وإقلالُ فما الخصامُ وكلُّ الأرضِ فانِيةٌ بئسَ العَداواتُ فيها وهي أوشالُ هِيَ الحياةُ وما أقسىَ مكارهَهَا ظُلمٌ وغُرمٌ وآلآمٌ وأهوالُ كم حارَ في سِرِّها خلقٌ فأعْجَزَهُمْ عن فتحِ أبوابِهَا سِتْرٌ وأقْفَالُ من نحنُ ما هذه الأيامُ ما غدُنا ما الكونُ يا من لهُ الإعجازُ والنَّالُ ؟ تساءلَ الفِكرُ بالإنسانِ من قِدَمٍ وماجَلَى غيبَ هذا الكون تِسآلُ وإن تكشَّفَ بعض العلمِ عن أُمَمٍ فكلُّنا عن مَصيرِ الخَلقِ جُهّالُ هاتي يديكِ نَلُمُّ الشَّمْلَ في زمنٍ يعيا على فهمِهِ عقلٌ وعَقَّالُ لو يُنزعُ الغِلُّ من أعماقنا قنِعَت مِنَّا النفوسُ وما أزرى بِنَا الحالُ يرُوعُنَا الموتُ نُسقى من مشاَرِبِهِ ومن على دَفعِهِ يقوى ويحتالُ ؟ لو لم تكن رحمةُ الدَّيانِ واسعةً لفضَّلَتْ موتها في المهدِ أطفالُ حسبُ الخلائقِ آلامٌ وقارعةٌ وما أفادت من الثَّاراتِ أبطالُ يا لَلصِّراعُ وكُلُّ الخلقِ داميةٌ ويالَدمعُ الثَّكالى وهو هَمَّالُ خُذِ الزَّمانَ على العِلاَّتِ مُصطبراً فكم تلظَّى بريب الدّهر أقيالُ شكوى الأنامِ من الآبادِ ذائعةٌ ما أرذلَ العُمْرَ فيه العيشُ أنكالُ لعلَّنا قد رحلنا نحو بارئنا وإنَّ أطيافَنَا أرواحُ من لله نُسلِمُ دُنيانا وأنفُسَنَا فقد عَجِزْنَا وعجزُ الفكرِ إمحالُ كلُّ المثالبِ مَرْجُوٌّ عواقِبُها إلاّ المظالمَ نيرانٌ وأغلالُ كم يدِّعي الصدقَ كلُّ النَّاسِ مذُ نشأوا وأكثرُ الناسِ كَذَّابٌ ومُحتالُ فاختر لِنفسِكَ ما تسمو به شرفاً فأنتَ ذكرى وخير الذِّكرِ إفضالُ