صدر كتاب (كلمات) لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وهو عبارة عن خطب وكلمات ومقالات ، ألقيت أو كتبت في مناسبات عديدة وطنية وفكرية وثقافية وأدبية. وأكد الفيصل أن أجمل الكلمات أقلها حروفاً ، وأبلغ الجمل أقلها كلمات. وابتدر الكتاب بكلمة في حفل جائزة الملك فيصل العالمية 1410ه ، وكذلك السنوات التالية. وفي حفل توزيع جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز 1409ه ، قال سموه فكيف يرضى من كان موطنه منبع الإلهام ومعهد الإسلام ، أن يكون تابعاً رديفاً في فكره وأدبه ، يحبو متعثراً وراء الأفكار الغربية ، ويخطو حائراً خلف الاتجاهات المريبة؟ لِمَ لا يكون أصلاً في الابداع والابتكار والتجديد ، إن التحديث لا يكون بالتقليد ، ولا يتحقق بتبني المذاهب الأدبية. وأكد سموه أن المملكة العربية السعودية رغم أنها قامت ونمت خلال هذا القرن الهادر استطاعت أن تحافظ على استقلال شخصيتها ، وفرض احترام منهجها على كل من يتعامل معها ، وكان وراء هذه الشخصية المستقلة قيادات واصلت كفاحها عبر قرن من الزمان ، استطاعت أن تؤسس نمطاً حديثاً للدولة الإسلامية ولم تخضع - كما يفعل الغير - لعمليات تغيير الجلود ، وتقلب الألسنة ، وتبديل الثياب ، وتغريب انماط الحياة .. فالسعودية هي الدولة الوحيدة التي لم تستورد دستورها من الخارج بل اتخذت من القانون الإلهي دستوراً وحيداً لكل تشريعاتها ونظمها وقوانينها. ومن كتاب مسافة التنمية وشاهد عيان نقرأ: لم نقف يوماً على أطلال الفشل نبكي ، ولا غرنا نجاح أن نلزم عتبته ونركن إليه وفي رحلتنا الطويلة المليئة بالمر والحلو ، بالسلب والايجاب ، بالفشل والنجاح ، كنا دائماً نعيد الحسابات. وفي احتفالية بيروت عاصمة الثقافة العربية عام 2000م أشار سموه إلى أن النوايا الحسنة وحدها ليس لها قوة الفعل ، والإيمان لا يتم إلا إذا صدقه العمل ، والعمل الجاد لابد أن تقوده كتيبة المثقفين ، أما في حفل جائزة مكة للتميز عام 1430ه ، ألقى سموه كلمة بعنوان (طموح .. لا يقبل السفوح) ، وفي عام 1431ه في نفس المناسبة ألقى كلمة بعنوان (أفلا تشعرون بالتميز؟) ، وفي عام 1432ه كانت الكلمة بعنوان (بوركتم). وفي محاضرة تأصيل منهج الاعتدال السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز عام 1430ه ، أكد سموه اننا في هذه البلاد نقول بكل ثقة وثبات: لا للتطرف .. لا للتكفير .. لا للتغريب نعم للاعتدال: في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة . وفي مقابلة مع مجلة (أهلاً وسهلاً) السعودية ابان سموه لا سبيل للخروج من هذا النفق المظلم إلا بجهود المفكرين العرب - مجتمعين - وعليهم أن يفرضوا وجودهم على الساحة ويقولوا كلمتهم بكل تجرد ووضوح ، وفي مقابلة مع صحيفة المدينة يُعِّرف سموه التنمية بأنها تعني الانتقال المنسجم بإنسان المجتمع ومادياته إلى مرحلة مدنية أرقى في اطار معطيات هذا المجتمع وقيمه ، وطبقاً لدراسات علمية وتطبيقية متخصصة. وبمناسبة اختيار مكةالمكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية عام 1425ه القى سموه كلمة بعنوان: (عاصمة أبدية للثقافة الإسلامية) ، أكد أن تبقى مكةالمكرمة عاصمة ابدية للثقافة الإسلامية ، تشع بنور الله هديها على العالم ، وتستقبل ضيوف الرحمن بالسهالة والترحاب وتبادلهم حباً بحب ، وتزودهم بالعلم والتقوى. ويتناول الاصدار جانباً من حياة فيصل الإنسان ، من خلال عدة محاضرات في عدد من المناسبات ، حيث قال سموه انه لموقف جليل ، أن أدلي بشهادتي اليوم أمام التاريخ وأمامكم ، عن شهيد الإسلام والعروبة ، الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه ، مركزاً على وقائع الجانب الإنساني في شخصية الراحل العظيم ، هذا الجانب الذي عايش وجداني دائماً ، محتجباً وراء تهيبي أمام مجرد تفسير مواقفه. ويمضي سموه قائلاً: هذه الشخصية تظل - قبل هذا وبعده - كنزاً ثرياً بالعطاء ، لكل الباحثين في سيرة عباقرة الحكام المسلمين ، الذين عاشوا في بساطة الزاهدين ، وأمان العادلين ، يحكّمون شرع الله في كل أمورهم. والفيصل بتاريخه: فكراً ومنهجاً وعملاً - وإن مضى - فهو من أولئك الأحياء في بطن الأرض ، يواصلون العطاء بالسيرة والقدوة ، ويبقى فيصل (فوق القول مهما يقولون).