شهر رمضان ما هو إلا راحة نفسية وروحية وجسدية للمسلم. عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين”. والآن نحن بصدد الحديث عن تربية أنفسنا لتسمو بهذا الشهر القدير إلى ما يحبه الله ويرضاه منا.فقد تعودت أنفسنا طوال العام على ارتكاب الذنوب صغيرها وكبيرها وعندما يهل هذا الشهر الفضيل تكون فرصة ذهبية يعطيها الله لعباده لكي يكفروا عن ذنوبهم ويحاولوا قدر الامكان كبح شهوات النفس والغرائز وتربيتها وتهذيبها وربما من الله على عباده بالتوبة النصوح التي تستمر حتي بعد رمضان وحتي يدرك المسلم أن رمضان أصبح بالنسبة له العام كله وليس فقط شهر واحد في السنه فيعمل جاهداً على تربيه الإرادة الداخلية. فالصوم مدرسة يتعلم فيها الإنسان صفات جمه منها الصبر والذي يحرم الإنسان من أي ملذات الحياة كي يطيع ويرضي ربه عزوجل فهو لا يأكل ولا يشرب بينما يكون الأكل أمامه ويستطيع ان يتوارى عن الأعين ويفعلها ويأكل ولكن لا يفعل ليس لأنه مغصوب على أمره ولكن مرضاة لله عز وجل في مدرسة تربية الإرادة لمده ثلاثين يوما. وكذلك الأمر في كبح غرائزه وشهواته وحتى وان كان توظيفها سيكون في مكانها وفي الحلال فهو لا يفعل مرضاة لربه وإتباعاً لتعاليم مدرسة الإرادة نعم إنها مدرسة الصوم. فليتنا نستفيد من تلك المدرسة المجانية ومن معلميها تكون ذاتنا النفسية والتي نتحكم فيها بمحض إرادتنا طبقا لتعاليم ربانية سامية ومنهج رباني موثوق فيه وسلس في تطبيقه وروحاني لدرجة لا يدركها إلا القليل منا فهيا اعدوا العدة وجهزوا أنفسكم للدخول تلك المدرسة لعل الله يرفعنا بها إلى درجاته العليا ويكرمنا بها ومنها.