قرر الحزب الديمقراطي الأميركي اعتماد نتائج الانتخابات التمهيدية في ولايتي فلوريدا وميشيغان, على أن يعطى كل مندوب من الولايتين نصف صوت في المجمع الانتخابي الذي سيختار مرشح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في نوفمبر/ المقبل. وبينما وافق المترشح باراك أوباما مسبقا على هذا الحل, قال مسؤولون في حملة المترشحة هيلاري كلينتون إنهم قد يطعنون في القرار الذي يمثل ضربة لمرشحتهم. وكانت ولايتا فلوريدا وميشيغان نظمتا انتخابات تمهيدية في يناير الماضي خلافا لقواعد الحزب الديمقراطي, حيث لم يقم أي من المترشحين بحملة, ولم يظهر اسم أوباما على بطاقات التصويت في ميشيغان, ما أدى إلى إلغاء نتائجهما. وجاء هذا القرار بعد أن عقدت لجنة القواعد والقوانين الداخلية بالحزب الديمقراطي اجتماعا في واشنطن لاتخاذ قرار بشأن احتساب نتائج التصويت في الانتخابات التمهيدية للرئاسة بالولايتين. ولا يحتاج أوباما إلا إلى 44 مندوبا لتسميته مرشحًا للحزب الديمقراطي، كما أنه يتقدم ب200 مندوب على كلينتون, ويتوقع أن يحصل على 20 مندوبا على الأقل في الانتخابات الأولية بالولايات الثلاث المتبقية وهي داكوتا الجنوبية ومونتانا، اللتين ستجري الانتخابات فيهما الثلاثاء المقبل، وبورتو ريكو. أما كلينتون فكانت تعول لتضييق الفارق في عدد المندوبين بينها وبين أوباما على اجتماع اللجنة الحزبية، وكانت تأمل بأن تقبل اللجنة أصوات مندوبي ولايتي ميشيغان وفلوريدا واعتبر الوضع في ولاية ميشيغان التي تملك 128 مندوبا أكثر تعقيدا، حيث إن أوباما والمترشحين الآخرين في الحزب الديمقراطي سحبوا أسماءهم من قائمة المترشحين في الولاية بعد أن رفض الحزب إقرار نتائج الانتخابات فيها، في حين أبقت كلينتون اسمها وفازت بنسبة 55% من الأصوات مقابل 40% لبقية المترشحين المنسحبين.وتنص قوانين الحزب على إلغاء نصف عدد المندوبين في الولاية التي تخالف القوانين، لكن هيلاري كلينتون تصر على احتساب كامل أصوات المندوبين في كلتا الولايتين. من ناحية أخرى يقوم قادة الحزب الديمقراطي بحثّ المندوبين الكبار على اختيار أحد المرشحين في أسرع وقت بعد انتهاء فترة الانتخابات الأولية، وذلك تجنبا لمزيد من الانقسام في الحزب نتيجة استمرار المعركة الانتخابية الشرسة بين كلينتون وأوباما. وفي اتجاه آخر لا يزال أوباما يواجه مشاكل غير متوقعة مع القساوسة المقربين منه، فبعد المتاعب التي واجهته بسبب تصريحات القس الأسود جيرمياه رايت الذي اعتبر أن هجمات سبتمبر كانت نتيجة السياسات الأميركية الخارجية، فقد سخر قس آخر أبيض قريب منه من كلينتون بأسلوب تهكمي وعدائي ما دفع أوباما إلى التعبير عن أسفه لذلك. وفي السياق قرر أوباما الانسحاب من كنيسة شيكاغو التي كان ينتمي لها لمدة 20 عاما, بعد نحو شهر من قطع علاقته بالقس رايس المسؤول السابق عن كنيسة الثالوث المتحد التي زوجته وعمدت بناته.