لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي تُقَدّم لنا يومياً الكثير من الجديد، ولا تزال تفتح لنا آفاق رؤية المحظور، والغريب، وحتى الجديد لما حول العالم. ومن ضمن ما يقدم لنا دائماً وعلى طبق من ذهب: الوحشية! نعم ولِمَ الاستغراب؟! تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً مقاطع وحشية يظهر فيها الأب، والأم، أو حتى المعلم يضربون أطفالهم بطريقة عدائية بحتة، تبتعد كل البعد عن أساليب التربية الأساسية، لتربية طفل سليم عقلياً وذهنياً. ولكن ما الذي يُنذر حقاً ويضرب ناقوس الخطر؟! إنه وجود ردات فعل غريبة تؤيد ضرب الأطفال وتعنيفهم بهدف “التربية”؛ باعتبار الضرب وسيلة لتهذيب نفس الطفل ووضع رادع للمحظور. ولا ننسى ردات الفعل الأخرى التي تؤيد ضرب الأطفال؛ لأنها “فقط” أسلوب الأجداد والآباء، وأنها الطريقة الفعالة والمختصرة لتربية الأطفال وجعلهم “أقوى”؛ متناسين آلاف الأساليب الحديثة المتبعة من مناقشة وحوار، بجانب العديد من أساليب العقاب الحديثة ذات تأثير جيد. إن وجود ردات فعل مشابهة على مقاطع وحشية لأطفال تُنتهك طفولتهم؛ أمر مقلق؛ لذا لا بد من البحث عن حلول حقيقية لنشر وعي ثقافي محدد، فقط عن أضرار ضرب الأطفال والتي لا يمكننا حصرها. هنالك يومياً أطفال يُعَنّفون بشدة لدرجة التشويه بحجة التربية ونتيجة الجهل. على كل أب يقوم بضرب أطفاله وتعنيفهم مراجعة حساباته جيداً، وإعادة البحث عن كيفية احترام عقله كإنسان واعٍ متطور غير متطرف. على الجهات المسؤولة في كل أنحاء العالم تكثيف جهودها في نشر وعي تربوي حقيقي، بعيداً عن اللغو والكلام الزائد المعتاد بطريقة مبهرة تُمَكّنها من لفت انتباه الجميع كن مع: لا للعنف! كن مع: نعم للتحضر التربوي.