منذ أن دشنت المملكة العربية السعودية مركز اعتدال، والعالم كله صار يدرك أنَّ الإرهاب والتطرف آفتان تهددان العالم كله، وهو ما يستدعي توحيد الجهود الدولية من أجل مواجهتهما والقضاء عليهما، لاسيما أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتبطت مع القارة العجوز بمصير مشترك، منذ صارت الأخيرة محط رحال الهاربين من تلك الأزمات، والباحثين عن أفق حياة، ما يتطلب تقاربًا حقيقيًّا ومقاربة شاملة للقضاء على هذه الآفة، من منابعها. الثقل السعودي في القمة العربية الأوروبية: باتت المملكة العربية السعودية تمثل الثقل السياسي والاقتصادي الأكبر بين الدول العربية، ورقمًا مهمًّا في أقوى 20 اقتصادًا في العالم. ونظرًا للقوة السياسية فإن وجودها في القمة العربية- الأوروبية يشكل تأثيرًا لصالح قضايا المنطقة اقتصاديًّا، فضلًا عن دورها الريادي في حل القضايا العربية والعالمية. ومن واقع مكانة المملكة العربية السعودية، ودورها الرائد، تبعث مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسائل مهمة لأوروبا، بينها ما تحوزه السعودية من ثقة كبرى في أوروبا أو غيرها، وقدرتها على المساهمة في تنمية منطقة الشرق الأوسط، والدول العربية تحديدًا؛ نظرًا لما تمثله رؤية السعودية 2030 من نجاحات، وما تسعى لتحقيقه من مشروعات ضخمة، ستتفوق حتى على بعض ما في أوروبا. وما تشير له الخطط والتوقعات يُعتبر نتيجة طبيعية للمكانة التي تتبوؤها المملكة في العالمين العربي والإسلامي، وما تقوم به القيادة السعودية في السنوات الماضية تجاه قضايا العالمين العربي والإسلامي، والدفاع عن مصالحهما في المنصات الدولية كافة، يؤكد أن السعودية في قيادة الأمتين العربية والإسلامية. وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته في افتتاح القمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، على العلاقات التاريخية بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي، معربًا عن تمنيه أن تسهم القمة في تعزيز العلاقات في جميع المجالات، ومثمنًا الجهود الأوروبية لحل عادل للقضية الفلسطينية. مشدّدًا على أنَّ دعم إيران لميليشيا الحوثي يتطلب موقفًا دوليًّا موحدًا. دعوة لشراكة حقيقية: وأوضح خادم الحرمين الشريفين خلال افتتاح القمة العربية الأوروبية، أنّه من مسؤوليتنا جميعًا تجاه شعوبنا وأجيالنا القادمة أن نعمل على بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والدول الأوروبية، مشيرًا إلى أنَّ المملكة قدمت مساعدات تتجاوز 35 مليار دولار لأكثر من 80 دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية. كما أضاف: "إننا نؤمن بأن قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم؛ بسبب مآسي الحروب والنزاعات هي على رأس القضايا الإنسانية الملحة، ونأمل أن تنجح هذه القمة في المساعدة على إيجاد حلول لها". الإسهامات السعودية تعزز مكانة المملكة الدولية: دور السعودية الرائد لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة قوة اقتصادها الذي قادها إلى مصاف الدول العظمى في دعم الدول العربية والإسلامية على المستوى الاقتصادي من نواحٍ عدة، منها الودائع، وكذلك التبادل التجاري مع الدول العربية والإسلامية والدول النامية، والعمل على دعم تلك الدول بوسائل عدة. وتتمكن السعودية نتيجة هذه القوة الاقتصادية والسياسية من تحقيق التنمية الاقتصادية للكثير من الدول، وتسهم عبر دورها التنموي في المساهمة مع الحكومات في تلك الدول من أجل مكافحة الإرهاب. ونظرًا لما تتمتع به السعودية من قوة أمنية واقتصادية وسياسية، ولكونها بلدًا مستقرًّا في مختلف المجالات، فإن السعودية صمام أمان الشرق الأوسط؛ لتسهم بدورها دائمًا في دعم أمن واستقرار الدول العربية، وتمتد أيديها إلى مختلف البقاع للمساندة. كما تقدم السعودية دورًا كبيرًا ضمن التحالفات الدولية لخدمة منطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب، ومنها التحالف الدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، وتلبية السعودية لدعوة الحكومة اليمنية، وإنشاء التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن من الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، فضلًا عن تأسيسها التحالف الإسلامي الذي يضم الكثير من الدول العربية.