أصابتني صدمة كبيرة مع كثير من الشفقة على ذلك المذيع الذي أزبد وأرعد وصرخ وتوعد مشاركة دعت ب (الله يسعدك ويوفقك )، واعتبر ذلك من قلة الحيا!! هل يعقل ما حدث ؟؟ المملكة تسعى مع رؤية 2030 لتمكين المرأة، وإتاحة الفرصة لها في سوق العمل وجعلها عضواً فعالاً في المجتمع، هل تستطيع المرأة أن تنجح مع وجود هذه العقليات التي تعتبر الدعاء نوعاً من (الغزل) و( قلة الحيا). هل يعقل أننا لا نستطيع أن نميز بين الكلام المباح وغيره؟؟! هذا الموقف جعلني أتذكر بعض حكايات جدتي عن القيم التي كان يعيش بها جيلها، والجدة قمر يضيء ظلمة الليالي وقصصها تراكمت تفاصيلها فينا وما زالت قابعة هناك، وبيت الجدة وقصصها ورائحة فراشها وصوتها الدافئ هي من الذكريات الجميلة التي نذهب لها سريعاً عندما نخلد لوحدتنا وتحن أرواحنا لمن فارقنا. كانت جدتي تحكي عن الصعوبات التي كابدوها في حياتهم ومدى المشقة في أعمالهم، ولكن مع ذلك حكت لنا كيف كانت العلاقات الإنسانية فريدة من نوعها تتسم بالرحمة والمودة وتخلو من سوء الظن والتربص. عملت المرأة في ذلك الزمن جنب الرجل ومارست حياتها الطبيعية وحافظت على دينها وأخلاقها وتعامل معها الرجل بقيم عالية (غيرة جار، ونخوة قريب، وفزعة ابن قبيلتها) كانت تعمل وتتحدث وتدعو وتكرم الضيف ولَم يعتبر ذلك مخلا لقيمها أو (عيباً) فلماذا تحولت بعض العقول لهذا المسخ الاستشرافي، الذي يجرم ويحرم على المرأة كل مباح. ومع خروج المرأة الآن للعمل أو الدراسة في فصول مشتركة يجب زيادة التوعية والتوجيه وقد شرعت الدولة قانون التحرش لردع من تسول له نفسه سواء ذكر أو أنثى ومع ذلك يجب أن تكثف الدورات لترسيخ القيم والأخلاقيات للتعامل في المجالات المختلطة بين الرجل والمرأة وقد عمدت كثير من الإدارات لتطبيق ذلك مع موظفيها ولا يقتصر فقط على الجانب المهني بل يجب أن تدرج في مناهج التعليم وكذلك تهتم الأسر بتنمية هذه القيم حتى نصل لوعي كامل ونبني شخصيات متزنة تعرف حدود التعامل مع السلامة من سوء الظن. الزبدة: يجب أن تكون تجارب الماضي علامة إرشادية، وليست مربطاً لتقييد الطموح.