* لا يختلف اثنان ممّن يفقهون أبجديات كرة القدم على أن المرداسي قد نحر الأهلي من الوريد إلى الوريد في درة الملاعب بتجاهله أكثر من ركلة جزاء، وتسببه في إصابة خطرة لعقيل بلغيث، الذي كاد أن يعيش بعاهة مستديمة طوال حياته، ولن أتحدّث عن سلبه لصدارة مستحقة. أؤمن تمامًا بأن الحكم بشر يخطئ، وأن أخطاءَه جزءٌ من إثارة اللعبة ومتعتها؛ لذلك لا أتَّفق أبدًا مع النهج الذي انتهجته إدارة الأهلي في هذه القضية، فبيانات التباكي والتشكّي لن تقدّم، ولن تؤخّر، ولن نجني منها سوى تشتيت انتباه اللاعبين، وتفريغهم لمناقشة الحكام، بدلاً من لعب كرة القدم. المطالبة بالتحكيم الأجنبي في كافة مباريات الفريق ذكَّرتني بمقولة إخواننا المصريين (ما كانش حد غلب)، والمعنى أنه لو أُتيحت الفرصة لطالب الجميع بالحكم الأجنبي، ولما تكبّدنا هذا العناء، لكن هذه المطالب تأتي لامتصاص غضب الجماهير، ومسلسل البكائيات الذي أتحدّث عنه، فالمباراة لن تُعاد، والنتيجة لن تتغيَّر، وأخطاء الحكام ستستمر. كم كنت أتمنّى من إدارة الأهلي أن تركّز على مسلسل إضاعة الفرص السهلة من قبل لاعبيها، بدلاً من التباكي على أخطاء الحكام، فلو استغل «المؤشر»، وكذلك «السومة» انفرادهما بالمرمى في لقطتين متتاليتين، لظلت الصدارة أهلاوية، وانتهى مسلسل البكائيات، وشحن الجماهير قبل أن يبدأ. سأختم برسالة أودُّ توجيهها للاعبي الأهلي، الذين يسعون لإسعاد جماهيرهم، وتحويل حلم لقب الدوري إلى حقيقة واقعة، ورسالتي هذه لا تحتاج إلى بيانات، أو مسلسلات، فخيرُ الكلامِ مَا قلَّ ودلَّ «دعوا لإدارتكم مهمّة إخراج المسلسلات، أمّا أنتم فالعبوا في الملعب». [email protected]