رحم الله شهداء الوطن من قوات الطوارئ ، ومن كان معهم من العمال الذين قضوا غيلة وغدراً على يد الإرهاب الداعشي الآثمة يوم الخميس الماضي . للمرة الثالثة وفي غضون أقل من ثلاثة أشهر تتكرر الفجيعة بحذافيرها ، في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، ليأتي الإرهاب الكافر لينتهك حرمتها ، وحرمة الأرواح من قبلها، وحرمة المثول بين يدي الله في الصلاة !. ونعود لنكرر نفس التساؤلات وتتملكنا ذات الحيرة ، فكيف تستطيع يد الإرهاب الغاشمة الكافرة توظيف أبنائنا ليغمدوا خناجرهم في قلوبنا ؟! كيف استطاعت أن تجند شاباً كيوسف السليمان البالغ من العمر 21 عاماً فقط ، ليتوجه دون أن يرف له ضمير ، ليفجر نفسه بين المصلين من قوات الطوارئ ؟!لم تذهب حلقات ( سيلفي) التي تحدثت عن داعش بعيداً ، ولم يكن تمزيق جوازات السفر ضرباً من الخيال . وكما قتل الداعشي أباه في حلقة سيلفي ، نقل لنا الواقع قتل ذلك الفتى الإرهابي لخاله الذي تعهده ورباه!،.. وغيرها من حوادث خيانة الوطن والأهل ،والتي يتحتم أن تضعنا أمام مسؤوليتنا في تحصين داخلنا وتقوية منعته ضد الاختراق الداعشي الأثيم .سلسلة تفجير المساجد المتوالية التي تستهدفنا جميعاً وترمي لإشاعة الرعب فينا وتفريق شملنا ، تضعنا اليوم أمام ضرورة اجتراح إجابات جديدة شافية لتحديات تعرض أبناء وطننا لأنواء التدعشن وأخطاره . فمن نوصح البارحة ليهجر نهج القاعدة الإرهابي ، عاد ليحمل لنا راية الدعشنة الإجرامية الأثيمة .وسنجدهم يتكاثرون بيننا ما دام الخطاب الفضفاض المتلون حاضراً بيننا ، يظهر الشجب والاستنكار ويبطن التعاطف والمؤازرة ! وكما قال الشيخ عادل الكلباني في تغريدته :» لا تنقد داعش في الفعل وتوافقها في الفكر « . وكما قال الداعية بدر بن علي طامي العتيبي :»أما رأيتموهم؟ أما عرفتموهم ؟ لما ثاروا على من نطق بتكفير داعش برأي منه واجتهاد ،وهو محل الصواب والخطأ ، ثم قام أولئك الذين بيننا ومن بني جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ضده وأنكروه، ، وفصلوا وحللوا ، ودافعوا عن داعش من طرف خفي» . صحيفة الجزيرة .وسنجدهم يتناسلون بيننا مادام المحضن الفكري مخصباً بمفردات التفسيق والتبديع والتكفير ، والأحادية وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة ، ومقولات التشدد المولد حتماً للتطرف . اليوم الوطن في خطر ، ولزوميات المرحلة وضروراتها تستدعي حسماً في القول وحزماً في الفعل ، وتغييراً في الاستراتيجيات وطرق التعاطي مع الإرهاب وصنَّاعه، ممن يبذرون فكره ويخصبون مفاهيمه ويحولون أبناءنا إلى قنابل موقوتة ، فهم أصل الشر ومنبعه .ليس فكراً ضالاً بل هو فكر مجرم آثم ، فاليوم هو وقت تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية ! [email protected]