شن التحالف الدولي أمس الجمعة ضربات جديدة على المواقع الرئيسية لتنظيم «الدولة الاسلامية» في مدينة عين العرب او كوباني الكردية السورية، فيما تبقى الاولوية بالنسبة الى واشنطن التصدي للتنظيم في العراق حيث شنت قوات الامن الجمعة هجومين. بينما، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مسلحين ينتمون الى تنظيم «داعش» قاموا بالتحليق في سماء حلب في سوريا بطائرات حربية استولوا عليها بعد سيطرتهم على مطارات عسكرية سورية، وذلك تحت اشراف ضباط عراقيين سابقين. من جهته، أعلن متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، أن الجيش لا علم له بأي طلعات جوية للدولة الإسلامية في سوريا أو غيرها. وقال الكولونيل باتريك رايدر «لا علم لنا بأي طلعات جوية لتنظيم الدولة في سوريا أو غيرها.» وأضاف رايدر «نحن مستمرون في مراقبة نشاط تنظيم الدولة عن كثب في سورياوالعراق وسنواصل توجيه ضربات تستهدف معداتها ومنشآتها ومقاتليها ومراكز تواجدها أينما كانت.» وشنت القوات العراقية هجوما في الرمادي غرب بغداد واخر في شمال تكريت المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المتطرفون منذ اكثر من اربعة اشهر. وشهدت كوباني الجمعة مزيدا من المعارك العنيفة بين القوات الكردية والمتطرفين. وتحدثت الجنرال لويد اوستن قائد القيادة العسكرية الاميركية المكلفة المنطقة والتي تشرف على حملة الضربات الجوية في العراقوسوريا عن «مؤشرات مشجعة» بعد نحو 100 غارة شنت منذ نهاية سبتمبر حول هذه المدينة عند الحدود التركية. وقال «نرى الاكراد يقاتلون ويستعيدون مواقع»، لكنه فضل عدم الافراط في التفاؤل لان سقوط كوباني في ايدي الجهاديين لا يزال ممكنا في رأيه. وافاد مسؤول كردي ميداني في عين العرب هو انور مسلم ان التحالف الذي شن غارات جديدة الجمعة «دمر العديد من الآليات وقطع المدفعية للدولة الاسلامية». واضاف «نرى جثث مقاتلي (الدولة الاسلامية) في الشوارع. قواتنا تعزز من جهتها مواقعها الدفاعية لكن الخطر مستمر». وكان المتطرفون الذين يسيطرون على نصف المدينة شنوا صباحا هجمات في شرق كوباني وقرب وسطها فيما شنت «وحدات حماية الشعب الكردي» هجمات في جنوب شرقها وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. واسفرت المعارك المستمرة منذ شهر في كوباني عن نحو 700 قتيل واجبرت مئات الآلاف من سكان المنطقة على النزوح. واوضح انور مسلم انه بسبب قناصة الدولة الاسلامية فان القوات الكردية تعجز عن اجلاء المدنيين المحاصرين داخل المدينة. لكن المرصد السوري اكد ان عددا كبيرا من السكان يرفض مغادرتها في كل الاحوال. ولمساعدة الاكراد سياسيا، التقى مسؤولون اميركيون للمرة الاولى ممثلين للحزب الكردي السوري الرئيسي خارج المنطقة، بحسب مسؤولين اميركيين الخميس. إلى ذلك، سقطت قذيفة مورتر على بعد حوالى 14 ميلًا من مطار بغداد الدولي وتبعتها قذيفة ثانية سقطت بالقرب منها ثم ضربت قذيفة ثالثة مواقع الخطوط الأمامية للجيش العراقي وبدا أن مقاتلي داعش وراء هذه القذائف مستهدفين الجيش لكن سقوط مثل هذه القذائف خلال هذا الأسبوع ليس حدثًا قريبًا فمقاتلو داعش وجنود الجيش العراقي ظلوا يتبادلون إطلاق النيران في هذا المنطقة لشهور لكن حاليًا بات المسؤولون العراقيون قلقون من أن هذه الجماعة المتطرفة أصبحت تكتسب مواقع في محافظة الأنبار المجاورة ستجعلهم يحصلون على ميزة للتقدم نحو مشارف العاصمة بغداد، وقذائف المورتر كانت قد سقطت في وسط بغداد في الأسابيع القليلة الماضية وتم بالعاصمة العراقية تفجيرات ففي يوم الخميس قتل حوالى خمسين شخصًا في تفجيرات مماثلة في داخل وحول بغداد حسب إفادة الصحافة المحلية وفي الوقت الذي يسيطر فيه الجيش على المدينة تبدو أبوغريب نقطة ضعيفة ينمو فيها التعاطف مع مقاتلي داعش حسب ما يقول السكان بسبب العلميات العنيفة التي كانت تقوم بها المليشيات الشيعية في المنطقة، وعلى الرغم من الضربات الجوية التي تقوم بها أمريكا وحلفاؤها لسحق قوات داعش، فيبدو أن مقاتلي داعش المتطرفين قد باتوا يعززون مواقعهم في هذه المحافظة ذات الأغلبية السنية إذ استمر مقاتلو داعش في التقدم يوم الخميس مقتربين من مدينة عمرية الفلوجا إحدى آخر المدن في محافظة الأنبار التي يسيطر عليها الجيش العراقي وطالب مسؤولون محليون في المدينة الحكومة العراقية بإرسال تعزيزات محذرين من أن المدينة ربما تسقط دون وصول مثل هذه التعزيزات في غضون ساعات، وقال اللواء على المجيدي قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي: إنه إذا سقطت محافظة الأنبار بالكامل فسيكون لذلك تبعات كبيرة علينا وعلى كل بغداد وأدلى بتصريحه هذا في الوقت الذي كان يزور فيه الخطوط الأمامية لوحدته بالقرب من أبوغريب، وأضاف: «هذه هي بوابة بغداد فإذا سيطر مقاتلو داعش على هذه المنطقة فيمكنهم قصف المطار»، وقال مسؤولون عراقيون: إن تقارير الإعلام عن تقدم مقاتلي داعش نحو بغداد تقارير ملتهبة بأكثر من اللازم، لكن مما لا شك فيه أن الوضع الأمني حول العاصمة بغداد محفوف بالمخاطر.