يواصل مقاتلو تنظيم داعش التقدم على جبهتين للسيطرة بشكل تام على مدينة كوباني الكردية في سوريا ومحافظة الأنبار في العراق، ما دفع بالرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الإعلان عن «قلقه الشديد» حيال الأوضاع. وعدّ البيت الأبيض أن الإستراتيجية التي وضعتها الولاياتالمتحدة لمواجهة «داعش» في العراقوسوريا «تحقق نجاحا». وقال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض: «نحن لا نزال في الأيام الأولى من وضع هذه الإستراتيجية، إلا أن العناصر التي نملكها حتَّى الآن تفيد بأن هذه الإستراتيجية تحقق نجاحًا». وضاعف التحالف الدولي ضرباته الجويَّة ضد «داعش» في «كوباني» وتمكن من كبح تقدم المقاتلين الذين تلقوا 21 غارة خلال 48 ساعة. كما شنت طائرات التحالف الدولي ثماني غارات جديدة الثلاثاء وفجر الأربعاء ضد مواقع التنظيم المتطرف في «كوباني» ومحيطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد أن طائرات التحالف شنت غارتين استهدفتا محيط قريتين في الريف الغربي لمدينة عين العرب. بدوره، أفاد مراسل فرانس برس في معبر مرشدبينار التركي الحدودي أن دوي إطلاق النار والقذائف كان مسموعًا صباح أمس الأربعاء. ويسيطر المقاتلون على نصف «كوباني»، ثالث مدينة كردية سورية، أي الأحياء الغربية والشرقية وحي في الشمال وجزء من الوسط ويسعون إلى عزل المدينة عبَّر الاستيلاء على شمالها لفرض حصار كلي وسد الطريق أمام الأكراد المتوجهين إلى تركيا. وباستيلائه على «كوباني»، سيتمكن التنظيم المسؤول عن ارتكاب فظاعات وعمليات اغتصاب وخطف وصلب واضطهاد وقمع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سورياوالعراق، من السيطرة على قطاع طويل من الأراضي دون انقطاع بمحاذاة الحدود التركية. من جهتها، أعربت الأممالمتحدة عن الخشية من حدوث «مجازر» في «كوباني» إذا سقطت بأيدي «داعش». وفي العراق، يفقد الجيش العراقي المزيد من مواقعه في محافظة الأنبار رغم ضربات التحالف الدولي ودعم عشائر سنية بحيث بات 85 في المئة من مساحتها تحت سيطرة المقاتلين، وفقًا لنائب رئيس مجلس المحافظة. ومنذ الثلاثاء، يشدد المقاتلون الطوق حول عامرية الفلوجة التي تبعد نحو أربعين كلم إلى الغرب من بغداد. في غضون ذلك، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن «قلقه الشديد» حيال الوضع في مدينة كوباني في ختام اجتماع مع القادة العسكريين ل22 دولة في التحالف المناهض لتنظيم داعش. وقال أوباما «نتابع عن كثب المعارك التي جرت في محافظة الأنبار العراقية ونحن قلقون جدًا من الوضع في مدينة كوباني السورية وحولها. هذا الأمر يجسِّد التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في العراقوسوريا على السواء» مشيرًا إلى أن الضربات الجويَّة ستتواصل في هذين البلدين. وأضاف «نحن موحدون في هدفنا: إضعاف وتدمير «داعش»، مكررًا أنها حملة بعيدة المدى ستتخللها «إخفاقات» من دون شك. وبالرغم من الغارات اليومية التي تشنها المقاتلات الأمريكية والحليفة، تمكن الجهاديون للمرة الأولى من بلوغ وسط مدينة كوباني بحسب المرصد السوري لحقوق الإِنسان.