اعتبر القاص والروائي حسن الشيخ العضو السابق بمجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية أن المشهد الثقافي وبالأخص السردي إذا عاود الاستراحة في محطة الدهشة والافتتان بالقلم النسائي، فإن ذلك سيكون له تأثير سلبي في تسكين المشهد القصصي، وتحييد طاقاته الإبداعية والفكرية الحقيقية عن الصدارة، كما عاب الشيخ على من وصفهن ب»كاتبات الدرجة الثالثة» جرأتهن على اقتحام عالم السرد طلبًا للشهرة والمال بتوظيف الدين والسياسة والجنس بآليات تفتقر إلى المعرفة بأصول السرد وقواعده.. ولم يسلم الأدباء من انتقاد الشيخ لهم، إذ يرى أنهم يحرصون على كتابة ونشر الخلافات بينهم بأكثر ما تقوم به الفئات الأخرى كرجال الأعمال والأطباء، معبرًا أنهم بخلافاتهم الشخصية في داخل الأندية الأدبية وضعوا وزارة الثقافة والإعلام «بين المطرقة والسندان» في إشارة منه إلى خياري التعيين والانتخابات، مقترحًا في الوقت نفسه دمج الأندية الأدبية إداريًا مع جمعيات الثقافة والفنون، معتبرًا أن هذا الدمج كفيل بأن يعطي الساحة طعمًا فكريًا جديدًا يتناسب مع المرحلة الحالية.. كما دعا الشيخ إلى مراجعة آليات اختيار المشاركين في المحافل الثقافية والأدبية الخارجية، مشيرًا إلى أن ركود النشاط الثقافي وحركيته عملية متبادلة بين المثقف والوزارة.. أزمات المبدع السعودي الثلاث، ونظرة الشيخ لواقع المشهد الشعري، والسردي، والقواعد التي يتبعها في كتاباته السردية، وأسباب عدم استساغته للمتمردين من المبدعين، وغير ذلك من محاور في سياق هذا الحوار.. شد الانتباه * كيف تقرأ صعود القصة القصيرة إلى الواجهة مرة أخرى منظورًا في فوز القاصة أليس مونرو بنوبل للآداب هذا العام؟ أعتقد أن ذلك سيعطي دفعة جديدة للقصة، ليس على المستوى المحلي أو العربي بل على المستوى العالمي أيضا، لقد دأبت مؤسسة نوبل لمنح جوائزها للشعراء والروائيين من دون القاصين، وربما فوز الكاتبة الكندية بنوبل باعتبارها كاتبة قصة لا رواية سيشد الانتباه من قبل المبدعين لهذا الفن الجميل، بدلًا من التركيز على الفن الروائي. شعر بلا قراء * من واقع تجربتك مع فن القصة القصيرة.. هل ترى له قراء ومتابعين؟ أنا لا أمتلك إجابات قاطعة حيال هذا الأمر، ولا أمتلك أرقامًا محددة، ولكن أعرف أن القصة لها قراء كثر، ولكني أعتقد وبصدق أن الشعر اليوم بلا قراء، وأخص بالذكر الشعر الحديث، أو قصيدة النثر، بل أن رواد هذا الفن، والذين حملوا راية هذا النوع من الشعر منذ خمسينيات القرن المنصرم، تساقطوا الواحد تلو الآخر، فيما تقدم الشعر المقفى، ليس هناك قراء كثر، ولكن هناك مستمعين للشعر ومستمعين كثيرين، عكس القصة، إلا أن دواوين الشعر الحديث تبقى على أرفف المكتبات لسنوات عديدة دون أن تمتد لها يد قارئ أو مشتري، لذلك ليس مستغربا أن نسمع مقولة أن «الرواية هي ديوان العرب»، بالمقابل ظهر للشعر الشعبي والشعر الفصيح أيضًا، قنوات فضائية خاصة ومسابقات ضخمة ووظفت الأموال لهذه المسابقات، ولم يتوفر للقصة كل ذلك. ضد التمرد * النصوص الحديثة أذابت الفواصل المحددة للأجناس الأدبية بتقسيماتها القديمة.. كيف تقرأ ذلك؟ نعم هذه قضية قديمة متجددة، ومطروحة للنقاش الفكري بشكل مستمر، وتداخل قصيدة النثر بالقصة القصيرة، والخاطرة بالشعر من الهموم النقدية القديمة، أساتذة النقد يحددون ضوابط فنية دقيقة لكل فن من هذه الفنون الأدبية، لكن المبدعين لا يكتبون طبقًا لمساطر النقد، المبدع دائمًا متمرد على تلك الضوابط ولا يعبئ بها، أنا شخصيًا أيمل لأن أقرأ وأكتب طبقًا للضوابط الفنية العامة، لا أستسيغ أن أقرأ قصة قصيرة ثم يصدمني الكاتب بقوله بأن ما قرأته لم يكن سوى قصيدة نثرية، وهكذا عندما تتداخل الفنون الإبداعية، ونلغي الحدود بينها، الآن يرغب المبدعون في دمج أجناس إبداعية مع بعضها البعض، مثل إدخال الصورة على القصة القصيرة، أو إدخال الموسيقى على الشعر، باعتبارهما عملًا إبداعيًا واحدًا. دهشة وافتتان * كيف يبدو المشهد القصصي السعودي في مرآتك الخاصة؟ لا أريد أن آخذ دور النقاد هنا، ولكن أعتقد أنني متابع لما يجري على الساحة الثقافية إلى حد بعيد، المشهد القصصي بالمملكة جزء من الحراك العام، وأظن أن هناك حراكًا ثقافيًا متجددًا في كثير من جوانبه، وهناك تنافس جاد بين مختلف الإبداعات الثقافية والأدبية، ومن مختلف الفئات العمرية، ولكن المشهد السردي الذي كان بالأمس القريب هو مشهد السرد النسائي، فكان القارئ مفتونًا بما ينتجه القلم النسوي في تلك الفترة، وكانت مرحلة إيجابية استطعنا تعديها بسرعة والاستفادة منها، أما إذا عاود المشهد الثقافي وبالأخص السردي منه استراحته من جديد في تلك المحطة وبقي مشدوهًا ومفتونًا بما ينتجه القلم النسائي في مجال السرد فسيكون له تأثير سلبي في تسكين المشهد القصصي وتحييد طاقاته الإبداعية والفكرية الحقيقية عن الصدارة، لدينا قاصون مجيدون نعتز بإبداعاتهم المتميزة. المشهد القصصي تحديدًا مليء بالعديد من الأسماء اللامعة من مختلف الأجيال، وبعد جيل الرواد جاء جيل الثمانينيات من أمثال محمد علوان وحسين علي حسين ومن ثم عبده خال وعبدالحفيظ الشمري وفهد المصبح وهيام المفلح وخالد اليوسف وأميمة الخميس، ورجاء عالم، والقائمة طويلة جدا تصل إلى العشرات من الأسماء المعروفة البعض منها معروفة على مستوى الوطن العربي. استشعار مبكر * في إحدى حواراتك أشرت إلى أن البعض ألهمك كتابة الرواية.. فهل يحتاج الكاتب إلى من يدله على نوعية الكتابة التي يجب أن يكتب بها؟ أعتقد أنها وظيفة الناقد أو من واجبات القارئ الواعي، أن يرشد المبدع إلى نقاط القوة والضعف، أحيانًا قد لا يرى الناقد كوامن الإبداع لديه، وأتذكر أن الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - كتب في «المجلة العربية» إنني أتمنى أن أقرأ رواية لحسن الشيخ في المستقبل، وكان حينها يكتب عن مجموعتي القصصية الأولى «ولادة فارس قبيلة المطاريد». الدكتور القصيبي ربما شعر حينها - من خلال قراءته للمجموعة القصصية - بقدرتي على كتابة الرواية. ثلاثة مسارات فكرية * توزع جهدك الإبداعي بين أنماط كتابية عديدة.. فكيف جمعت بين هذه المتفرقات؟ الحقيقة إنني منشغل بالكتابة التاريخية والإدارية، كما كنت منشغلًا بالكتابة الإبداعية أيضا، بل أن الكتابات التاريخية والإدارية لها أسبقية النشر، بينما لم أنشر كتاباتي الإبداعية - كمجموعات قصصية - إلا بعد فترة طويلة من كتابتها، أي هناك ثلاثة مسارات فكرية أعمل عليها، فبالإضافة للكتابات الإبداعية انشغلت بالكتابة الإدارية والتاريخية، كتبت كتاباتي الإدارية لانشغالي المهني الأكاديمي كأستاذ للإدارة بمعهد الإدارة العامة، وكتبت كتاباتي التاريخية وهي في مجال تراجم الرجال، حينما ترجمت للعديد من علماء الأحساء. أما كتاباتي الإبداعية فجاءت من خلال إحساسي الإنساني. بل وعملت في الصحافة المحلية – غير متفرغ – لسنوات عديدة، كتبت خلالها عشرات المقالات الصحفية، العمل الصحفي وأداؤه السريع يجعلك تمتلك ناصية الكتابة. عندما تكتب للصحافة فهذا يعني أنك لا تنتظر لمزاجك النفسي أو لظروفك الاجتماعية والأسرية حتى تكتب، فما هو مطلوب منك كتابته اليوم لابد أن تكتبه، لأنك وبكل بساطة لا تستطيع تأخيره إلى يوم غدٍ. كتابة بالمشاعر * في ضوء تجربتك.. ما هي مقومات النص القصصي الحديث.. وكيف تختار موضوعات الكتابة؟ النص الحديث له مقومات الحداثة في الأسلوب والفكرة، لغة الصحافة تمرن الكاتب على مجاراة الأساليب الحديثة، ولا أعني أن لغة الصحافة هي اللغة الأدبية، ولكن لأن الممارسة الصحفية هي نوع من التمرين لامتلاك ناصية الأساليب الحديثة، الكاتب بحاجة لأن يقرأ العديد من الكتب والإبداعات المعاصرة، حتى يكتب بلغة معاصرة، ومن المهم أن يقرأ الأديب من كتب التراث حينها سيميز بين الأسلوبين أو بين اللغتين، أما الأفكار فهناك أفكار قديمة أيضًا، قد تناولها الكُتّاب والأدباء، ولا يعرفها المبدع إلا بعد قراءة ما كتب، والاطلاع بشكل مستمر على الإبداعات الجديدة ومعرفة موضوعاتها، المبدع لابد أن يبدع موضوعات جديدة كما يبتدع أساليب جديدة، ومقومات النص الحديث لابد أن يخضع لمشرط النقد.. في العادة أنا لا أقوم باختيار موضوعات مسبقة للكتابة القصصية تحديدا، والسبب أن الاختيار المسبق لنوع محدد من الموضوعات هو نوع من الجمود.. ولكني أعتقد أن المكان، الإنسان، الزمن، والموت، موضوعات تناولتها في كتاباتي القصصية تحديدا دون تخطيط مسبق ومحدد. أكتب موضوع القصة بمشاعري. المكان هو أحد الموضوعات المفضلة لدي، والمكان له سطوة مهيمنة في نتاجي الإبداعي. والمكان ليس فراغًا كما قد يظن البعض، بل أن المكان هو التاريخ والحضارة والجغرافيا والشعوب، المكان باعتباره خزانًا متفجرًا بالتاريخ يمكن لمسه بوضوح في القرية والحي القديم. هجر، الأحساء القديمة، بحكاياتها المغرقة في الوداعة، وبتراثها الثقافي المغرق في القدم، وبقراها المتناثرة هنا وهناك.. تدعوني دومًا للكتابة. أدوات بالية * البعض يتهم النشاط الثقافي المحلي بالركود والمحدودية في ظل غياب استراتيجية فاعلة.. ما قولك؟ الحراك الثقافي في السعودية متميز في مجمله، هناك محاور عديدة للحراك الثقافي ولا يمكن أن نصف الساحة الثقافية بالركود، فهناك العديد من المناشط الثقافية داخليًا وخارجيًا. إلا أنه بالتأكيد الفعل الثقافي فعل جمعي، والجهات الرسمية داعمة له، دعني أقول لك شيئًا حيال النشاط الثقافي الرسمي أو المؤسسي أن صحت هذه التسمية؛ المشاركات الثقافية خارج المملكة تأخذ طابعًا تخصصيًا مرة، ومرة أخرى تأخذ الطابع الرسمي، وفي رأيي أن كلا الطابعين بحاجة إلى إعادة نظر، أما المشاركات الفردية فتبقى محدودة، ولكن يبدو أنها الأكثر تأثيرًا في الساحة المحلية الثقافية على محدوديتها، هناك نشاطان رئيسيان للمشاركة الثقافية الرسمية في الخارج؛ الأول وتغلب عليه الصفة التخصصية البحتة كالمشاركات السعودية في أسابيع الجامعات ومشاركات مكتبة الملك فهد الوطنية أو دارة الملك عبدالعزيز، وهذه موسومة إلى حد كبير بالصفة الرسمية. أما الثاني فهو المشاركات الرسمية للمثقفين والمبدعين السعوديين في الخارج، ولكنها بثوب رسمي، أعتقد أن كلا من القسمين يلعب دورًا كبيرًا ومتميزًا في نشر الثقافة والأدب السعودي. ولكننا في هذا العصر بحاجة إلى انطلاقة أكبر، وعمل مستمر وإلى أقلام جادة وعقول مفكرة تتصدى للحملات الموجهة علينا، أما في النشاط الثقافي الداخلي، فإن وزارة الثقافة والإعلام هي المهيمنة على كامل النشاط الثقافي عبر أجهزتها الثقافية المتعددة، فركود النشاط الثقافي وحركيته هي عملية متبادلة بين المثقف والوزارة، كما أننا بحاجة إلى إبراز الطيف الثقافي السعودي الوطني بكل ألوانه، أن آليات العمل الفكري القديمة لإيصال صوت وثقافة هذا الوطن إلى الخارج لم تعد مجدية، وعلينا أن نبتكر أساليب وآليات جديدة لإيصال صوتنا. ولا يجب أن نبقى متفرجين ولا مستهلكين للثقافات الأخرى، فإبداعنا الفكري والثقافي اليوم في مركز متقدم، والوطن بحاجة إلى كل الأصوات المخلصة لإيصال فكره وأدبه وثقافته ونتاجه المعرفي لكل الدنيا، وقبل كل شيء نحن بالفعل بحاجة إلى استراتيجية ثقافية فاعلة وشاملة تؤطر عملنا الإبداعي والثقافي، ولكننا لا نريدها إستراتيجية ضيقة باهتة الألوان بل شاملة ومشرقة مثل وجه الوطن. كاتبات الدرجة الثالثة * برغم ما تقوله من ضرورة تجاوز الدهشة بالإبداع النسوي لكنك كتبت عنه ودعمت حضوره؟ نعم كتبت الكثير عن الإبداع القصصي والروائي النسوي في صحافتنا المحلية، فكما تعرف عملت في الصحافة المحلية لسنوات عديدة، هناك قاصات وروائيات سعوديات متميزات حقًا، وحصلن على عدد من الجوائز الأدبية من أمثال رجاء عالم. وبالمقابل هناك هرولة من فتيات كاتبات إلى الشهرة الأدبية، والأضواء التي تخطف الأبصار أو ربما إلى الكسب المادي السريع. البعض منهن كتبن القصة القصيرة وفشلن ولقد قامت كاتبات أخريات من الدرجة الثالثة على ممارسة الفعل السردي دون معرفة آلية السرد وتقنياته، وقد اعتمدت تلك الكاتبات على توظيف الدين والسياسة أو توظيف الجنس خصوصًا، دون إدراك لدور السرد الروائي في التنوير الفكري، ودون إدراك لهندسة الرواية وآلياتها، وتلك الفتيات جئن من خارج الوسط السردي، فلم يكتبن القصة القصيرة يوما، ولم يعرفن في الوسط الأدبي بالكتابة الأدبية، بل إنهن قفزن إلى مقعد الرواية فجأة، أي إنهن لم يكتبن القصة القصيرة قط. معاناة ثلاثية * هل المثقفون هم من أكثر الفئات الاجتماعية تحسسًا للخلافات الشخصية.. أم أنها انعكاس لهمومهم؟ الخلافات الشخصية عند أصحاب المهن الواحدة ظاهرة اجتماعية، فكما أن هناك خلافات شخصية عند فئة رجال الأعمال مثلًا، وعند فئة الأطباء، هناك خلافات شخصية بين الأدباء، ولكن الفارق هو أن الأدباء يكتبون وينشرون خلافاتهم أكثر مما تفعل الفئات الأخرى، ولا شك أن البعض من هذه الخلافات الشخصية ليست سوى انعكاس للهموم الإبداعية، وأعتقد أن هموم المبدعين متشابهة إلى حد بعيد على امتداد الساحة الثقافية المحلية، هناك أزمات ما زالت موجودة رغم الانفراج الذي تحدثنا عنه قبل قليل، المبدع السعودي يعاني من أزمات الرقابة في بعض جوانبها ويعاني من قلة التشجيع، ويعاني من عدم الانتشار، طبعًا معوقات المبدع اليوم ليست هي معوقاته قبل بضع سنين، لأن سقف المطالبة أصبح أعلى، وهامش الحريات أصبح أكثر اتساعًا. حذر شديد * مستصحبًا الخلافات الشخصية غير الخافية.. كيف ترى مستقبل الأندية الأدبية؟ أعتقد أن الأندية الأدبية قد أدت أدوارًا هامة في حياتنا الثقافية ولسنوات طويلة، ولكنها بحاجة إلى التجديد المستمر، هناك حذر شديد في معظم أنديتنا الأدبية من التجديد، استيعاب الآخر، محاورته، الاختلاف معه، وهذا هو دورها. وليس الدور التهميشي أو الاستبعادي، ولا أعتقد أنه يجب علينا الخوف من كل جديد، وكم كنت أتمنى أن تدمج الأندية الأدبية مع جمعيات الثقافة والفنون دمجًا إداريًا، حتى نحصل على طعم فكري جديد يتناسب مع مرحلتنا الحالية.. قبل قليل أشرنا إلى الخلافات بين الأدباء، وهذا أمر طبيعي. إلا أن بعض الخلافات في الأندية الأدبية تحولت إلى صراعات حقيقية، وهذا لا يجب أن يكون.. وللأندية الأدبية أدوار هامة ومؤثرة لو أن الأدباء استغلوا تلك المؤسسات الثقافية استغلالًا إيجابيًا، لا خوف على الأندية الأدبية الخوف منا نحن الأدباء الذين ندير تلك المؤسسات، وزارة الثقافة والإعلام بين المطرقة والسندان، عاشت مرحلة تعيين الإدارات لعقود من الزمن، ورغم سلبياتها إلا أنها كانت تمثل استقرارًا نسبيا على الساحة الأدبية. ومع دخول مرحلة الانتخابات في الأندية برزت الصراعات بين الأدباء بشكل لافت، فلا الأدباء راضون عن التعيين القديمة ولا عن الانتخابات الجديدة. إشكالية الصراعات العلنية * ألا ترى أن في تطبيق لائحة الأندية خروجًا من هذا المأزق الذي تحدثت عنه؟ لم تعش الأندية الأدبية في فراغ تنظيمي في يوم من الأيام. كانت هناك لوائح تنظيمية، ولائحة الأندية الأدبية الحالية روجعت لأكثر من مرة، قلت لك قبل قليل الإشكالية ليست في غياب اللوائح والأنظمة رغم أهمية وجودها لتنظيم العمل الفكري، ولا الإشكالية في الجهة الإشرافية على أعمال الأندية الأدبية، أعرف أن وزارة الثقافة والإعلام داعمة بشكل حقيقي للأندية، فقد كنت يومًا مسؤولًا إداريًا لنادي المنطقة الشرقية الأدبي. الإشكالية عند الأدباء والاختلافات التي تحول بعض منها إلى صراعات علنية. الأندية الأدبية دورها اليوم متميز عن دورها قبل عشر سنوات أو حتى خمس سنوات في كثير من جوانبه. إلا أنه لا يعني عدم وجود جوانب النقص في بعض أعمالها. ولعل الأهم هو أن يكون الطيف الثقافي بكل ألوانه متمثلًا في مشهدنا الإبداعي الرسمي. سياسات الإقصاء أو الإزاحة أو التناسي لا تجدي نفعا اليوم لأن العالم أصبح قرية كونية.