تفاعلَ عددٌ من المواطنين مع ميزانية الدولة لهذا العام البالغة (820 مليار ريال).. وهذا هو المواطن أبوأيمن يقول: "مرتْ سِنُونُ طُوالٌ لم نكنْ نسمعُ عن ميزانيةِ الوطن، وموارِدِه، ومصروفاتِه، رُبّما لبساطةِ الظروف والحياة، وبساطةِ المُتَطَلَّباتِ اليوميّة وسهولتِها، ثم أصبحَ نَبَأُ الميزانية، وتقديرُ مصروفات الدولة ووارداتُها، يتصدرُ اهتمامات المواطن البسيط"، وتساءل: "هل مِنْ حَقّ كُل منهم أنْ يَحْلُمِ باقتطاعٍ جُزْءٍ منها لحلِّ هُمومِهِ، وآلامِه، ومُشْكلاتِه"؟!.. أجاب: لا أعتقد أن الأمر بتلك البساطة، فالميزانية ليست رصيداً يُوزَّع على الجميع لتقصي حاجاتهم وضرورياتهم، إنّ المقصودَ مِنْ التوجيهِ المَلَكِيِّ هو: أنْ ينزل كل مسؤول إلى مستوى الآلام، والآمال، والمشكلات للمواطن البسيط، وليس الانشغال بالمشروعات والإنشاءات فحسْب". وتساءل: "ماذا يعني الفائضُ في الميزانية، لِمَنْ لا يجدُ له راتباً منذُ ثمانية شهور؟ ماذا يعني لِمَنْ حُرِمَ العملَ، والسّكَنَ، والعلاجَ؟" وأضافَ قائلا: "هذه الهمومُ هِيَ التي يتطلعُ ولاةُ الأمْرِ لملامستِهَا، والوصولُ إليها من أصحاب المراكزِ التنفيذية، لأنّها تحملُ الحَلَّ لكل هُموم التنميةِ والنمو. إنها العنايةُ بالإنسانِ السعودي، والارتفاعُ بمستوى طموحاتهِ وتطلعاتِه نَحْوَ مزيدٍ مِنْ: الأمنِ، والطُّمأنينةِ، والسّلامةِ، وذاك لَعَمْرِي هُوَ كُلُّ اهتمامِ ولاةِ الأمْرِ ورعايتِهم". أما المواطن علي بن عمر بلطان فقال: "مِن أكثرِ ما يطالبُ به المواطنون: تخفيضُ قيمةِ الأراضي بِفَرْضِ رسومٍ على الأراضي البيضاء، التي باتتْ تَخْنِقُ المدن، وتسهيلُ نقل المعلمين والمعلمات، ووقْفُ تأشيراتِ الاستقدام ولَوْ لعامٍ واحدٍ، وعَمَلُ المواطنين في القطاع الخاص، وتحسينُ التعليم، وإلغاءُ قرار وِزَارة العمل بخصوص رفْعِ قيمة تأشيرةِ الاستقدام، لأنه يرفعُ التكلفةَ على المواطنين، وتجنيسُ المواليدِ، والأُسَرِ القديمة". ورأى مواطنٌ رمزَ لنفْسِه بكوكاي أنّه "عندما يطلب المواطنون زيادةَ المخصصات المالية تفادياً للغلاء، يجبُ أن يُطْرَحَ هذا السؤال: ما هُوَ الضامِنُ الذي يضمنُ لهم عَدَمَ غُلُوِّ الأسعار، في حالةِ إذا تَمّت الزيادةُ فِعَلاً؟" وطالَبَ ب"وضْعِ تسعيرةٍ حقيقيةٍ مُتّبَعَة، يتمُّ تطبيقُها في كل المَحلات، حتّى حلقاتِ الخضار أيضاً". ورأى أنه "لا بُدّ من تحديد كِمِّيّة المَبِيعَات فيها، ووضْعَ تسعيرةٍ لكل كِمّية بِحَسَبِ نَوْعِ كُلِّ مَبِيع، تفادياً للحدِّ من التلاعُبِ الحاصلِ يوميا". وختمَ رأيَهُ بقوله: "أتَمَنّى أنْ أرى صدى هذه المطالِب أصبحَ واقعاً". أحلامُ المواطنينَ إزاءَ ميزانيةِ هذا العام كثيرةٌ، واهتمامُهم بها نابعٌ من كوْن ما رُصِدَ فيها (285 مليار ريال) مُخَصّصٌ للتنمية البشريّة، والبِنْيَة الأساسية، والخِدْمات الاجتماعية. فاكس: 014543856 [email protected]