«لا زال بعضُ أصحابِ المعالي الوزراء، غيرَ قادرينَ على سَدِّ الفَجْوةِ بينهُم وبيْن الإعلام. وأتمنّى أنْ يقوم الإعلامُ بتذكيرِ أيِّ وزيرٍ لا يتجاوبُ مع الإعلام، ولا يُصَرِّحُ بما يَخُصُّ وِزَارتَهُ، وما يدورُ فيها. والوزيرُ موظَّفٌ عندَ الدَّوْلة، لتسييرِ عَمَلِ وِزَارته لمصلحةِ الوطن، وليسَ الوزراءُ مِلْكًَا لزيْدٍ أو عَمْرٍو. وبما أنَ الوزيرَ موظّفٌ فعلى الصِّحافة البحثُ عن كل ما يَهُمُّ المواطِن، وما تقدمهُ وِزَارَةُ ذلك الوزير. والصُّحُفِيُّ هُوَ مواطِنُ ينقِلُ همومَ المواطنين، ويَهُمُّهُ في المقام الأوَّل الحصول على المعلومة. وليسَ مِن حقِّ أيِّ وزير أنْ يبخلَ بتلكَ المعلومة، طالَمَا فيها فائدةٌ للوطِن والمواطن. ويا ليتَ هناكَ حِسَابٌ لكل وزيرٍ يتوارَى عن الإعلام، أو لا يَتجاوب مَعه». كان هذا تعليق قارئٍ رَمَزَ لنَفْسه بقارئ جاد على مقالي «عتبي على الوزير» المنشور في هذه الصحيفة (27 صفر 1434ه، ص 11)، أما القارئُ أبو أيمن فعلَّقَ قائلا: «تظلُّ السيرةُ النبويّةُ نَبْعًا ومنهلًا يُسْتقَى منهما العظاتُ، والعِبَرُ، والدُّروسُ. فعندما ضاقتْ مكةُ بِرِحابِهَا، والطائفُ بِوِهادِهَا، اتجهتْ أنظارُ الرسولِ الأعظمِ صلّى اللهُ عليه وسلَّم إلى السّماء، ليجدَ الأمَلَ والسَّلْوى والمُعِين. وكانتْ رحلةُ الإسراءِ والمِعْرَاجِ، الجوابَ لِقَسْوَةِ أهلِ الأرض وجفوتِهم، لتعالِجَ ما اعْترى الدعوةَ مِن عقباتٍ. وكذلك حالُ كُلِّ مَن يجدُ أنّ الأرضَ ضاقتْ عن إيجاد العَوْن، والحل، والمساعدة، فإذا به يجدُ أنّ مشكلاتِهِ ومظالِمَهُ، أصبحتْ تهيمُ في الفضاءِ والسماء تبحثُ عن الحلول، بعد أنْ تخلّى بعض أهلُ الأرض حتّى عن السماع، والتجاوب، والسؤال. عندما تُقْفَلُ السُّبُلُ، وتُسَدُّ المنافذُ أمام الضعيف والمظلوم، ولا يَجِدُ أُذُنٍ تسمع، أو قلبٍ يحتوي مظلمتَه، أو نَفْسٍ تفتح المجال للتفاهم، والعطف، والاهتمام. فلا بُدَّ أنْ يكونَ سلواهُ الرسولُ الأعظمُ صلى الله عليه وسلم، الذي تعرّض للمُطاردةِ والتشريدِ مِنْ بلدِه وداره. وعندما تُحِلِّق المشكلاتُ والحلولُ في السماءِ والأرض، ولا يَجِدُ أهلُ الأرض السبيلَ للوصولِ إليها، فلا بُدَّ أنْ تَجِدَ السماءُ الحلَّ والمَخْرَجَ، لِمَنْ ضاقتْ بهم همومُ الناس، ولم يتجاوبوا معها بالاعتذارِ، والإصلاحِ، والاهتمامِ، ولا بُدَّ أنْ يَجِدَ المظلومُ والمحتاجُ العَوْنَ والفَرَجَ مِنْ رَبِّ السماء، وليْتَ قومي يعلمون». [email protected] فاكس: 014543856 [email protected]