سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الألم لا يكفي !! إنّ ما يحدث الآن يحتاج إلى حملة تصحيح واسعة، تبدأ بالمنهج، وتنتهي بالمُعَلِّم والمُعَلِّمة، مرورا بالإشراف المدرسي، والإدارة المدرسية، وساعات التدريس، وكيفية الاختبارات
كل الغيورين على اللغة العربية، يشاركون الأميرَ فيصلَ بنَ عبد الله (وزيرَ التربيةِ والتعليم) « شعوره بالألَم، إزاءَ حال اللغةِ العربية في المدارس» (صحيفة الحياة، 19 محرم 1434ه، الصفحة الأولى) ويطالبونه بوضع حلول جذرية، لِمَا رانَ على أَلْسِنة كثير من الطلاب والطالبات وأفواههم، من أخطاء لُغَوية فادحة، يندى لها جبينُ المَرْء خَجَلاً، ويتحسرّون على ماضٍ كان للغة العربية مكانتها، أمّا اليوم فيكاد المرء يصاب بأمراض العُصَاب النفْسي، وهو يسمع ويقرأ ما يكتبه معظم الطلبة والطالبات، من اعتداء صارخ على اللغة العربية. والويْلُ لأمّةٍ فيها مَنْ يقذف في وجوهها حِمَمَاً مُحْرِقَةً، «تتحرك في كل اتجاه، وتُطلِقُ القذائفَ على: البيوت، والناس، والأشجار، وتَدُكُّ المساكنَ على أهلها، فَتُحَطِّمُ الأطفال، والشيوخ، وكل ما يقع تحت أقدامها» وهنا يتساءل المرء: أين العيب ؟ أفي المنهاج الدراسي ؟ أم في المُعَلِّمِ والمُعَلِّمَة ؟ أم في طريقة التعليم ؟ أم فيها مجتمعة؟ تُطرح هذه الأسئلة، والناس يسمعون ما يفزعهم، كتابة، وقراءة، وتعبيرا، في زمن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والأقمار الاصطناعية، وأدوات التواصل الاجتماعي، والسماوات المفتوحة، وكثير من الحَرَج، وكثير من الخسارة، يَدِبُّ في صفوف معظم الطلاب والطالبات، ممن هانتْ عليهم لغةُ قرآنهم!! فهجروها!! وولّوُا الأدبارَ عنها!! وأهدروا دقائق معدودة « وأنفقوا جُلَّ أعمارهم في النوم والتثاؤب». يا سمو وزير التربية والتعليم، أمَا وقد تألمتَ على ضَعْفِ اللغة العربية عند الطلاب، فاسمح لي أن أقول: إن الألم وحده لا يكفي !! والمؤمل أنْ تَهُبّ الوزارة لمواجهة الخَطَرِ المُحْدِقِ بها، وبالمجتمع، وبالوطن، فلا يجوز أن تهتم كل مجتمعات العالَم بلغتها، بينما تضيع هذه اللغة في مجتمع هُوَ مَهْدُها، ومُنْطَلُقُها، ومُصَدِّرُها إلى العالم كله، فمتى تقلع طائرة الوزارة، في أجواء نقية نظيفة، لا يكدرها اعوجاج لسان، أو سوء بيان، ولتكن البدايةُ مِنْ داخل الوزارة. يا سمو الوزير: إنّ ما يحدث الآن يحتاج إلى حملة تصحيح واسعة، تبدأ بالمنهج، وتنتهي بالمُعَلِّم والمُعَلِّمة، مرورا بالإشراف المدرسي، والإدارة المدرسية، وساعات التدريس، وكيفية الاختبارات، وإلا – وهذا ما أرجو ألا يكون- سينشأ جِيلٌ مُشَوَّشٌ، مُشَوَّهٌ، يتولّى عملاً فلا يُحْسِنُه. بريد إلكتروني: [email protected] فاكس: 014543856 [email protected]