جدد وزير الخارجية في حكومة الوفاق اليمني، الدكتور أبو بكر القربي، اتهامات بلاده لإيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن ودعم أطراف يمنية ضد أخرى. فيما قالت مصادر أمنية يمنية رفيعة المستوى ل»المدينة» إن توجيهات عليا صدرت لنيابة استئناف محافظة حضر موت، جنوب شرق اليمن، بإصدار مذكرة اعتقال لطاقم الباخرة (يوس) التي تم ضبطها وهي محملة بالأسلحة في ميناء المكلا في 18 ديسمبر الماضي. وقال وزير الخارجية اليمني إن «الرسائل اليمنية وصلت بالتأكيد وقد أكدنا لإيران أننا نرفض تدخلها في شؤوننا مثلما نرفض التدخل في شؤون غيرنا, وهناك تحقيقات وقضايا في المحاكم, ونأمل أن تستجيب الأطراف المسؤولة في إيران وأن تراجع علاقتها مع الغير على أساس الاحترام المتبادل وأن تدعم الوفاق الوطني في اليمن بدلا من دعم أطراف في مواجهة أطراف أخرى». وحول شحنات الأسلحة التركية المهربة إلى اليمن, قال القربي: «عندما تم اكتشاف شحنتين من الأسلحة المهربة من تركيا كان طبيعيا أن يحدث ذلك قلقًا في اليمن عن طبيعة الشحنة والهدف من تهريبها إلى الأراضي اليمنية. وأشار الى ان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو اتصل به قبل أيام وأكد أن بلاده تقف مع كل الأطراف اليمنية على مسافة واحدة وأنها تدعم أمن واستقرار اليمن, وأبلغني أن الشخصين المسؤولين عن تهريب الشحنة الأولى من الأسلحة قد تم إيداعهما السجن في تركيا وسيحاكمان على ذمة القضية, وأكد أن الحكومة التركية لن تتوانى عن معاقبة كل من يثبت تورطه في تهريب أسلحة إلى اليمن». وشهدت المواني اليمنية مؤخرًا نشاطًا محمومًا في محاولة تهريب شحنات الاسلحة الى اليمن، حيث ضبطت سلطات الامن اليمنية أكثر من شحنة أسلحة تركية الصنع في موانئ عدن والحديدة خلال فترة اقل من شهر. وكانت آخر شحنات الاسلحة المهربة الى اليمن الشحنة التي اكتشفتها سلطات موانئ المكلا بحضرموت على متن الباخرة (يوس) في 18 ديسمبر الماضي، والتي وصلت إلى الميناء محملة بشحنة من الأسلحة والذخائر تقدر كميتها ب»1800» طن بينها مدافع 130, وقال طاقمها: إن الأسلحة تتبع وزارة الدفاع العراقية وإنها متجهة إلى ميناء أم قصر العراقي لتفريغ حوالي 20% من حمولتها من الأسلحة خاصة بوزارة الدفاع العراقية. ورجح مصدر مطلع في ميناء المكلا ل»المدينة» أن يتم تفريغ الشحنة على رصيف الميناء وحفظها على ذمة التحقيقات التي تجريها حاليًا نيابة استئناف حضرموت للكشف عن أسباب بقاء الباخرة “يوس" فترة طويلة تصل الى ال6 اشهر والتي تمتد من شهر يونيو وحتى ديسمبر العام الماضي دون أن تصل الشحنة إلى ميناء أم قصر العراقي في الموعد المحدد لها. وأكد المصدر ان السلطات اليمنية لديها شكوك تحوم حول شحنة الاسلحة والباخرة بان تكون الشحنة على علاقة بالسلطات الايرانية وبالدعم الذي تقدمه طهران لحركات التمرد في شمال وجنوب البلاد، حيث تقدم الدعم اللوجستي لجماعة الحوثي في شمال اليمن منذ اكثر من عشر سنوات، ومؤخرا اتجهت الى دعم تيار الحراك الانفصالي الذي يقوده نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض في جنوب البلاد، مشيرا الى ان الباخرة قامت العام الماضي بشحن أربع «كونتيريات من ميناء عدن إلى جهة غير معلومة. وأكدت المصادر أن فريقًا مكونًا من أمن الميناء والجمارك والنيابة وميناء المكلا قد صعدوا صباح أمس الأول على متن الباخرة التي تقف قبالة ميناء المكلا تحت الحراسة الأمنية المشددة لتفتيش الشحنة التي على متنها. وكان السفير العراقي لدى اليمن/ أسعد السمرائي، اكد -حين اكتشاف الشحنة- في بلاغ صحفي وزعته السفارة العراقية أن شحنة الأسلحة في ميناء المكلا المحتجزة من قبل السلطات اليمنية تعود ملكيتها إلى وزارة الدفاع العراقية, مشيرًا الى أن الحمولة عبارة عن عتاد متوسط ودفاعي لمقاومة الطائرات وهي تمثل 20% من حمولة الباخرة. مضيفًا أن السلطات اليمنية ليس لديها اعتراض على شحنة الأسلحة التي تخص العراق وإنما يريد التأكد من بقية الحاويات التي تحملها الباخرة. على صعيد متصل، قالت السلطات اليمنية إن نحو 463 من قيادات وعناصر تنظيم «القاعدة» قتلوا العام الماضي في مواجهات مباشرة مع قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية وفي عمليات اقتحام لأوكار التنظيم وبالضربات الجوية التي نفذتها طائرات أميركية من دون طيار في اليمن. وبحسب مصدر امني يمني، أن المعلن رسميا هو مقتل نحو 103 من عناصر التنظيم بينهم سعوديون ومصريون وأردنيون وصوماليون قتلوا بغارات جوية أميركية بينهم 32 قتلوا في غارتين بمحافظة أبين.