تقوم أعداد كبيرة من الشباب في مكةالمكرمة مساء الأربعاء والخميس أسبوعيا بمسيرات استعراضية بالدراجات النارية لإبراز هواياتهم واستعراضاتهم فيما ينقسم أصحاب تلك الدراجات فمنهم الفرق المنظمة التي تسعى لإيجاد مظلة رسمية تحتويهم وتقدم لهم الدعم الكافي كفريق «القبضة للمحترفين» ومنهم من اجتهدوا لكن بطريقة عشوائية غير منظمة لكن وجودهم يشكل إزعاجا للأهالي إضافة إلى الخطر الذي قد يتعرضون له نتيجة عدم مراعاة السلامة في مسيراتهم . وتقدم فريق غير المحترفين بطلب رسمي لمكتب رعاية الشباب بمكة مؤخرا وتم وعدهم باعتماده مع بداية السنة الميلادية بعد أن يقوموا بدفع الرسوم اللازمة لاستخراج التصاريح وإلا يتم الاستفادة منهم سوى في الرحلات الخارجية فيما استغرب أصحاب الطلب من وضع رعاية الشباب شرط دفع رسم قدره 1000 ريال من أجل إعطاء الإجازات للموظفين في المشاركات والرحلات الخارجية. وأشار كل من ماجد عزب رئيس فريق القبضة للدراجات النارية للمحترفين وإياد بنونه نائب الرئيس بأن فكرة تأسيس الفريق كانت صعبة حيث كان الناس ينظرون للفريق بطريقة سلبية لكن بحكم كثرة المشاركات في الأعياد والمناسبات الوطنية بدأ الناس يتقبلون الفكرة مشيرين إلى أن ما تم انجازه في الفريق تم بجهود ذاتية ولم تجد أي دعم سوى من الجهات التي تقدم لهم الدعوة في مناسباتها . وأكدا بأن تكون المسيرات التي يقوم الفريق بتقديمها لإسعاد الناس وليست من أجل إزعاجهم وانه تم تلقى العديد من الإشادة من قبل الجهات التي تمت المشاركة في فعالياتها موضحين بأن أعضاء الفريق بلغ أكثر من 60 عضوا يمتلكون مختلف الدراجات النارية المختلفة. وأضاف كل من خالد حلمي ووسام سندي من أعضاء الفريق بأن هذه الرياضة لا تجد الدعم من أي جهة رغم أن مظلة هذه الرياضة هي رعاية الشباب وأنهم حاولوا إيجاد مظلة رسمية من أجل القيام برحلات دولية ورسمية رغم أن جميع الدول التى بها هذه الرياضة تم تنظيم المسيرات بخصوصها. وقال ريان طويلي عبدالغني بنونة بأن معظم أعضاء الفريق هم موظفون ومتزوجون ولا يبحثون عن الإزعاج بقدر بحثهم عن متنفس وهم يمارسون هواياتهم بطريقة آمنة خاصة أنهم محترفون ويلتزمون بالأنظمة ووسائل السلامة مشيرين بأن أسعار الدراجات النارية التي يمتلكونها يصل سعر الواحدة منها إلى أكثر من 100 ألف ريال حسب نوعية الدراجة وصنعها. مصادرة الدراجات المخالفة ومن جهته أوضح العميد مشعل بن مساعد المغربي مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة قائلا: هناك فرق ميدانية تقوم بمتابعة ومصادرة الدراجات النارية المخالفة التي لا تحمل لوحة واستمارة ليتم حجزها في المعيصم موضحا بأن المرور مع ممارسة كافة أنواع الرياضات المختلفة بما فيها هواية الدراجات النارية للمحترفين لكن يتم ذلك تحت مظلة رسمية مع وجود وسائل السلامة أما الاجتهادات الفردية التي قد تسبب في إزعاج الأهالي وسائقي المركبات فيتم الوقوف ضدها وعدم السماح بأي مخالفة. من جهته أوضح العقيد سعيد القرني مدير إدارة دوريات العاصمة المقدسة بأن هذه الدراجات النارية بجميع أنواعها ومواقع وجودها مرصودة ومحددة ولها خطة معدّة لمواجهة تجاوزاتها بكل حزم. واشار إلى قيام الدوريات بالعاصمة المقدسة القبض على أكثر من 6159 دراجة من جميع جهات الاختصاص في مراكز الشرطة والمرور والبحث والتحري في العام الماضي وتم القبض على أكثر من 594 دراجة منذ بداية العام الهجري الجديد وحتى تاريخه. وذكر أن هناك بعض الدرجات النارية للفرق المحترفة لابد من احتواء شبابها تحت مظلة جهات رسمية كرعاية الشباب من أجل القدرة على التنسيق وتنظيم المسيرات في المناسبات كاليوم الوطني والمهرجانات التي تنظم سواء من الجهات الحكومية أو مراكز الأحياء وقال :» نحن لسنا ضد ممارسة الرياضات بجميع أنواعها بما فيها الدراجات النارية لكن نحن مع تنظيمها ومتابعة وتوجيهها في ضمان سلامة أصحابها والأهالي على حد سواء «. وأكد أن التنسيق متواصل بين الدوريات والضبط الإداري والمرور والبحث الجنائي لعمل آلية مشتركة لمواجهة الظاهرة بكل حزم ما لم يكن نشاطها مرخصًا له وتحت مظلة جهة رسمية أما بهذا الوضع العشوائي غير المنظم فيه إزعاج للسكان وتعريضهم للخطر مشيرا إلى انه تم وضع خطط أمنية محكمة لرصد تلك المواقع في مخطط الحمراء ومشعر مزدلفة ومواقف حجز السيارات وحجز الشرائع ومخطط الرابية ومخطط النسيم وتخضع للمراقبة السرية والرسمية. وشدد العقيد القرني على ضرورة الوعي ومعرفة بأن الأمن مسؤولية مشتركة وان الوطن للجميع وعلى المخالفين التوقف عن هذه المسيرات وأكد ان غير المرخصة تباع للاستخدام داخل الأماكن المسورة كالمزارع والترفيه والاستراحات أما عدا ذلك فمحظور استخدامها خلاف ما تم الترخيص لها. وأوضح الدكتور محمد سعيد الزهراني أستاذ علم اجتماع بجامعة أم القرى ضرورة وجود أندية متخصصة تلبي احتياجات الشباب بحيث يكون كل هواية ورياضة تمارس فى نادٍ مخصص لها حتى يتسنى للقائمين على شؤون الشباب توجيه تلك الرياضات في ظل وجود السلامة ومحاولة تلافى الصعوبات والتحديات في ممارستها والتي تكفل لهم ممارستها دون مضايقة الآخرين أو إزعاجهم. وشدد على ضرورة تفعيل بقية الأندية سواء التابعة لرعاية الشباب أو التابعة للجامعات ومراكز الأحياء وغيرها من النوادي والمدن الرياضية ودعمها بالإمكانات التي تلبي احتياجات الشباب في جميع الأنشطة الرياضية المختلفة وتوفيرها في جميع مدن ومحافظات وقرى المملكة. وأوضح بأن أصحاب الدراجات الهواة والمحترفين جديرون بالاهتمام والرعاية وتوفير الدعم لهم لأن إقفال الأبواب أمام مثل هؤلاء الشباب الموهوبين قد يضطرهم إلى هدر تلك الطاقات في أمور لا تعود عليهم وعلى المجتمع بأي مردود أو انعكاس ايجابي وذكر أن قلة الدعم في بعض الأحيان يحول دون التوسع في الأندية الرياضية للشباب مطالبة بضرورة الاهتمام بهذه الفئة الغالية على نفوسنا. والى ذلك قال فوزي محمد نور الهاشمي عمدة حي المنصور بأن على جمعية مراكز الأحياء دور فعال فى تلك القضية خاصة وأن الشباب هم الركيزة الأولى ضمن الشرائح المستهدفة في البرامج والأنشطة التي تقدمها ، وشدد على ضرورة العمل على انشاء أندية رياضية للشباب يمارسون فيها مختلف رياضاتهم و تشجيع واكتشاف الشباب الموهوبين في مختلف الرياضات التى يمكن ان يخدموا من خلالها وطنهم في المحافل والمشاركات الخارجية والدولية.