اقتناء الدراجات النارية في تزايد مستمر، حيث وصل عدد ملاك الدراجات النارية إلى أكثر من 1000 في المملكة، رغم تفاوت وغلاء أسعارها بحثا عن التغيير والتميز والتجديد، فيما ينتشر سائقوها في كبريات المدن وفي الشوارع الرئيسية ويطلق عليهم «شباب الكول». «عكاظ الأسبوعية» كشفت من خلال لقائها أحد عشاق هذه الهواية الخطرة، وعن أسباب الشغف بالدراجاvت النارية: رحلات الباحةوالطائف عمر الأموي أحد المهووسين بالدراجات النارية في جدة منذ 20 عاما، قال إنه يشعر بالمتعة أثناء قيادته لها، وهو يقتني دراجة نارية ويزينها بالإكسسوارات لاستخدامها في نزهاته، وفي رحلاته مع أصدقائه من جدة إلى الطائفوالباحة بمشاركة ما يزيد على 200 دراجة. هواية لا أكثر ويبرر محمد ابو سيف سبب اختياره ركوب الدراجة النارية بأنها « هواية لا أكثر»، مبينا أنها كلفته كثيراً، بدء من شراء دراجته التي كلفته 40 ألف ريال، ومروراَ بإكسسوارات الدراجة والسائق. ويضيف بالرغم من خطورة قيادة الدراجة، كونها تسير على عجلتين، وإمكانية سقوطها وارد في أي لحظة، إلا إني أتجنب تلك المخاطر، بإتباع الأنظمة المتعلقة بالسلامة، وأتمنى من الجهات ذات العلاقة، تنمية هذه الرياضة لدى الشباب، وتوفير مواقع ومسابقات في المهرجانات، بما يكفل سلامة السائق ويشبع رغباته. موقف لن أنساه سعد الصحفي يقول اعشق هذه الهواية منذ 10 أعوام، حيث اقتنيت 3 دراجات نارية، ومن المواقف التي لا أنساها، ما حدث لصديق لي يوم تخرجه من الجامعة، فعندما تلقى خبر تخرجه، جاءني إلى منزلي بدراجته، راغبا في الخروج برفقته بدراجتي على الكورنيش، وكانت حينها السعادة واضحة عليه، وفي منتصف الطريق، صادفه “ مطب” أثناء سيره، فلم يستطع الابتعاد عنه، ففقد توازن وسقط من على الدراجة، ليصاب بكسر في يده و كدمات متفرقة في جسده، ما تطلب بقاءه في المستشفى أكثر من شهرين، ومنذ خروجه بعد العلاج، أقسم ألا يركب دراجة نارية، لأن الحادثة كانت سببا في ضياع فرحته بالتخرج. ويضيف الصحفي قيادة الدراجة النارية تتطلب مهارة ودقة من قائدها، وللأسف بعض الشباب يتخذونها هواية فحسب، دون إلمام أو دراية كافية بهذه الهواية، وآمل أن تتولى جهات رسمية تنظيم هذه الرياضة، ووضع قوانين لها تحمي المجتمع من بعض المستهترين الشباب في قيادة الدراجات النارية، والتي نسمع عنها كثيرا، وما تسببه من إزعاج للآخرين بأصواتها، فضلا عن المخاطر التي تواجههم من سوء قيادة هؤلاء للدراجات النارية. دورات تأهيلية رئيسة القسم النسائي في إحدى الشركات الخاصة في جدة لينا المعينا لا ترى في قيادة الشباب للدراجات النارية بأسا، طالما عليهم الإلتزم بأنظمة المرور والسلامة، مشددة على ضرورة حصول قائد الدراجة النارية على رخصة قيادة خاصة بالدراجات النارية والتحاقه بدورات تأهيلية، تمكنه من الالتزام بقواعد القيادة الصحيحة. ويؤيد رجل الأعمال محمد باوزير اقتناء الشباب للدراجات النارية باعتبارها هواية، ووسيلة من وسائل الاستمتاع، وتحمل رسالة فيما يتوجب علينا تغير نظرة المجتمع لقائد الدراجة النارية، كشخص متزن وغير متهور يسعى للاستمتاع وتنمية مواهبه الرياضية في الوقت ذاته، مؤكدا أن الحوادث التي تقع نتيجة جهل قائد الدراجة النارية، أو لعدم قدرة قائد السيارة على القيادة أثناء وجود الدراجة النارية تقليد للغرب واعتبرت الباحثة الاجتماعية والاستشارية الأسرية في جدة خديجة علوي بافقيه الدراجات النارية أثرا من آثار العولمة الثقافية وتقليدا غربيا، دون الانتباه لآثاره السلبية على ثقافة المجتمع وبما أنها باهظة الثمن فاستخدامها قد يعكس أيضا الوضع الاقتصادي لمن يستخدمها أو يمتلكها، مؤكدة بافقيه أن الدراجات النارية تعتبر وسيلة من وسائل التنقل، حيث تستخدم من قبل الجهات الأمنية، كما تستخدم أيضا من عامة الناس. واعتبرها القاضي في المحكمة العامة في جدة فيصل بن محمد الشيخ وسيلة من وسائل التنقل مثل السيارات والقطارات لكن الدراجات النارية غير آمنة، وخصوصا في الشوارع الرئيسية حيث يخشى على الراكب والأشخاص الذين حولها من خطرها داعيا الشباب إلى عدم التشبه بالغرب، بعد أن أصبحنا نلاحظ بعض الشباب يتسابقون في الطرق الرئيسية والعامة ويصدرون أصواتا مزعجة أثناء قيادتهم لها.