ازدادت مسيرات الاستعراض بالدراجات النارية على الطرق الرئيسة وبين الأحياء السكنية، والتي يفضل بعض الشباب قيادتها، معتبرين ذلك هوايتهم التي يرغبون في قضاء الأوقات بممارستها، وعادةً ما يكون ذلك مصحوباً ببعض المخاطر على قائديها ومستخدمي الطرق. وطالب ممارسو هذه الهواية بإيجاد أماكن مخصصة لهم، تتحقق فيها السلامة لهم وللمتفرجين، بعيداً عن الاستعراض على الطرق العامة ووسط الأحياء. وكشف "عبدالله الخطيب" أنّ انتشار الاستعراض بالدراجات النارية في الطرق العامة والأحياء؛ ناتج عن عدم وجود مواقع مخصصة ومهيأة تحتوي ممارسي هذه الهواية، وقال: "الدراجات النارية التي نمتطيها أسعارها غالية، وبعضها توازي قيمة سيارة حديثة، وهنا من المفترض تهيئة أماكن لنا"، مبيناً أن نظام المرور يمنع السير في الطرقات، وبالذات للدراجات ذات الأربع عجلات، مشيراً إلى أنّ السير الجماعي -القروبات- يأتي للاستمتاع وإظهار البعض لمهاراتهم القيادية والاستعراضية، ذاكراً أنّ مطاردة الدراجات النارية قد تدفع قائديها من المراهقين للهروب؛ مما قد يعرضهم وغيرهم للخطر والحوادث. القروبات الاستعراضية تربك قائدي السيارات وأكّد "يوسف الرميح" -أستاذ علم مكافحة الجريمة بجامعة القصيم والمستشار الأمني- على أنّ انتشار استعراضات الدراجات النارية في الطرق وبين الأحياء السكنية يحدث فوضى مرورية، وقد تصاحبه خطورة أمنية، وأنّ ذلك بات يشكل أساليب تعامل مختلفة مع "الدباب"؛ مضيفاً أنه في الماضي كانت وسائل نقل، بينما تحولت أدوارها حالياً لوسيلة تسلية ومرح ولهو، موضحاً أنّ بعض المراهقين يقودها بسرعات عالية، مع إصدار أصواتاً مزعجة، مشكلين مجموعات، ليستعرضوا بحركات متنوعة؛ كالسير على إطار واحد والدوران المفاجئ؛ مما يحدث هلعاً وإرباكاً لقائدي السيارات في الطرق العامة، مشيراً إلى أنّه اطلع على عدد من الإصابات البليغة بسبب حوادث هذه الدراجات، وأنها أصبحت مزعجة، بل وتخلق أجواءً متوترة للسائقين، خاصةً كبار السن والسائقين الأجانب الذين يستخدمون الطرق، حيث حوّل بعض قائدوها الطرق إلى فوضى عند مرور قوافل الدراجات. العقيد محمد المزيني وأوضح أنّ البعض قد يستخدم الدراجات النارية للسرقة؛ فيعمل الراكب الخلفي بالخطف ويعاونه السائق على الفرار، أو تستخدم لعمليات سطو على محال تجارية وغيرها، وذلك لسهولة حركتها وصعوبة تتبعها، مقترحاً مصادرة الدراجات التي تخلّ بالنظام، وتحدث إزعاجاً وإرباكاً للسكان ولقائدي السيارات العابرة للطرق، مطالباً باستعجال تنظيم هذه الهواية قبل السماح لممارسيها بالسير في الأماكن العامة؛ تجنباً للسلبيات التي قد تحدث، وذلك بتخصيص أماكن لبيعها وصيانتها، وتفعيل اللوحات لهذه الدراجات أسوةً بالسيارات؛ ليسهل التوصل لملاكها، إلى جانب تحديد ميادين خاصة على مدار العام تتوفر فيها مواقع للإستعراض والجمهور، وعدم قصرها على الإجازات؛ لكي لا يكون هناك مبرر لقائدي هذه الدراجات بالاستعراض داخل الأحياء وبين السيارات العابرة للطرق، معرضين أنفسهم وغيرهم للخطر، مشدداً على أهمية منع ارتيادها للطرق العامة وتجوالها داخل الأحياء السكنية. ووصف العقيد "محمد المزيني" -مدير مرور منطقة القصيم- استعراض الدراجات النارية في الشوارع العامة والأحياء بالظاهرة السيئة، داعياً قائديها إلى الالتزام بقواعد وأنظمة المرور، مع استخراج الوثائق الرسمية كرخص القيادة واثبات الملكية، وعدم تعريض أنفسهم والآخرين للخطر باستخدامها على الطرق الرئيسية، إلاّ في أضيق الأحوال، مبيناً أنّ كثيراً من الشباب يقود الدراجات النارية بشكل مخالف وفي مسيرات مصحوبةً بتجاوزات وأخطار عديدة، مؤكداً على أنّهم في إدارة مرور القصيم يتصدون لهذه الظاهرة بدوريات المرور السري؛ بمتابعة ورصد قائدي هذه الدراجات، وضبطهم بطرق نظامية، مع تطبيق الأنظمة بحقهم، موضحاً أنّ العديد من الدراجات التي ضبطوها ليس لها أوراق ثبوتية، أو تصاريح قيادة لقائديها. وأكد على أنّ الدراجات غير النظامية التي تضبط على الطرق الرئيسية تحجز، ويحال قائدها إلى هيئة الجزاءات؛ لتطبيق النظام بحقه، مرجعاً زيادة وانتشار الدراجات النارية إلى بيع المحلات المرخصة من بعض الجهات، هذه الدراجات دون الرجوع لإدارات المرور، داعياً إلى تنظيم هذه المحلات كما هو معمول في معارض السيارات؛ لتحقيق السلامة العامة.