اجتاحت الدراجات النارية طرقات وكورنيش محافظة جدة بشكل كبير بعدما وجد فيها كثير من الشباب وسيلة لتفريغ طاقاتهم المكبوتة عبر أداء استعراضات بهلوانية خطرة دون أدنى وسيلة للسلامة. وفيما ينزعج البعض من الدراجات النارية وطريقة قيادتها في الطرقات العامة والكورنيش، يرى الشباب في هذه الهواية متعة يدفعهم إليها حب الاستعراض وعنفوان الشباب، بينما يمارسها آخرون كدليل على الرفاهية والتباهي، وما بين هؤلاء وهؤلاء يظهر فريق آخر يفضل استخدام الدراجة النارية كوسيلة نقل اقتصادية. يقول عبد الله الزهراني، من هواة قيادة الدراجات النارية، اقتنيت دراجة نارية «المقنع»، لإعجابي بأحد زملاء الدراسة، بعدما شاهدته عدة مرات يمارس هذه الهواية بمتعة غريبة فقررت تعلم قيادة الدراجات النارية وتركت قيادة مركبتي الفارهة. وأضاف وجدت متعة كبيرة في قيادة الدراجة النارية وكونت صداقات مع عدد من المهتمين بهذه الهواية. وأفاد لم أحصل على رخصة قيادة للدراجة النارية ولكنني ملم بشكل تام بأنظمة وتعليمات المرور كارتداء الخوذة والبزة الخاصة بالحماية أثناء السير بالدراجة. ويتحاشى مازن محمد، بدراجته النارية «الهارلي»، المرور في الحي الذي يقطنه لتعرضه لمضايقات، خاصة من كبار السن الذين ينزعجون من الأصوات العالية لمحركات الدراجات النارية. ويطالب بإيجاد مساحة لهواة الدراجات تضمن لهم ممارسة هوايتهم بشكل آمن، خاصة وأن هذه الهواية بدأت تنتشر بشكل كبير بين أوساط الشباب. ووصف خالد الجعيد، من هواة قيادة الدراجات النارية، قيادة الدراجات النارية بالهواية التي تنفس عن طاقات الشباب، حيث يستطيعون من خلالها التعبير بالاستعراضات الخطرة. وأضاف بالرغم من خطورتها في نظر الآخرين إلا أن أبرز ما يزعجهم مضايقات قائدي المركبات لهم أحيانا في أوقات الازدحام، حيث تسبب سهولة تسللهم بانسيابية بين المركبات في إثارة قائدها مما دفع بعضهم إلى محاولة التضييق عليهم. يقول أحمد عسيري، من هواة الدراجات النارية، بالرغم من خطورة قيادة الدراجات النارية وفداحة الإصابات التي قد يتعرض لها ممارس هذه الهواية إلا أنني أحب أن أمارس هذه الهواية خلال يومي الخميس والجمعة بعيدا عن تجمعات الدراجات النارية المزعجة للمواطنين وقائدي المركبات. وأضاف: امتلاك رخصة سير، وارتداء الزي الخاص لقيادة الدراجة سمة مميزة للقائد المثالي. وطالب الجهات المختصة بعقد ندوات ودورات للدراجين الجدد لتثقيفهم وتوعيتهم بأهمية وسائل السلامة والالتزام بأنظمة المرور وعدم تجاوزها، بالإضافة إلى تخصيص مواقع مهيأة لممارسة هواية قيادة الدراجات النارية بشكل آمن بعيدا عن الخطورة وإزعاج المواطنين. وأوضح مشرف عام مدرسة تعليم القيادة في محافظة جدة عبد العزيز الجعيد، «نؤدي دورا كبيرا في تأهيل المراجعين الراغبين في تعلم القيادة، واستخراج رخص قيادة المركبات والدراجات النارية، حيث نقدم لهم التدريبات والبرامج النظرية والعملية المعتمدة من الإدارة العامة للمرور بأحدث الوسائل العلمية التي وفرتها المدرسة لتأهيل السائقين فنيا وسلوكيا للقيادة السليمة، وذلك حسب مستوى كل سائق من المستويات الثلاثة، بعدها تتولى لجنة الاختبارات في شعبة المرور الإشراف على تقييم أدائهم. وأكد المتحدث الأمني في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد وجود متابعة أمنية للدراجات التي تثير الفوضى والازعاج في الطرقات الرئيسة، خاصة وأن بعض قائديها يتعمد أداء حركات استعراضية خطرة في الطرقات السريعة بين السيارات، وهذه النوعية من السائقين يتم متابعتهم ورصدهم لضبطهم واحتجاز الدراجة النارية لحين الانتهاء من الإجراءات اللازمة، مشيرا إلى إعداد خط ميدانية تباشرها الدوريات الأمنية ودوريات البحث السرية لمتابعة مواقع تجمعات الدراجات النارية. يشار إلى أن دراسات وبحوثا علمية أثبتت وجود أسباب جينية في الدماغ تحفز السائق على القيادة المتهورة والتي قد تتسبب في الكثير من الأحيان بحوادث خطيرة بالإمكان تجنبها. وأفادت الدراسة أن بعض السائقين الذين لديهم جينات معينة أو مواد كيميائية في الدماغ مثل «دوبامين»، يميلون إلى الإثارة والمغامرات وممارسة الرياضات الخطرة كقيادة الدراجات النارية أو السيارات السريعة.