دلف محمد حسين وهو مواطن يقطن بحي المشرفة إلى إحدى البقالات في حيّه ثم أخذ كيسًا ووضع به بعض المستلزمات ووقف أمام البائع الهندي وقال له: «سجل 20 ريالا على الحساب».. أنا محمد حسين جار جديد في الحي, وولى خارجًا نحو الباب لكن ما لبث أن استوقفه البائع طالبًا منه الدفع العاجل, وإلا يرد ما أخذه.. وفي إحدى البقالات شاهدت أحد الزبائن يدنو من البائع محذرًا إياه من عدم تدوين أي بضاعة على حسابه إلا بإذن شخصي منه, وذلك بعد أن استغل أطفاله وحتى زوجته أيضا فتح الحساب من قبل الزوج لأخذ ما يشتهون دون علمه المسبق. ما سبق مشاهد يومية تتكرر عشرات المرات في معظم البقالات داخل الأحياء, إذ يلجأ المئات من المواطنين والمقيمين على الدفع الآجل للبقالات كنوع من تخفيف الضغط على الميزانية الشهرية للأسرة. فتح الحساب وعن آلية بداية فتح الحساب يتحدث البائع محيي الدين حمزة «53 سنة» والذي أمضى (19) عاما بائعا في أحد البقالات بحي المشرفة حيث يقول: «لا بد في البداية من معرفة الزبون وأين يسكن, ومعرفة مقدار دخله وذلك بطريقة غير مباشرة, وبعد أن نتأكد من ذلك, لا مانع من فتح حساب على أن يكون تحت الاختبار في أول شهرين ومدى التزامه بالسداد في الوقت المحدد» مشيرا إلى أن العوائل أكثر الشرائح التي تلجأ إلى ذلك. أكثر الطلبات وكشف محيي الدين عن أكثر الاحتياجات طلبا من قبل المستهلكين حيث قال: معظم المواد التي تحتاجها البيوت العائلية ابتداء من الخبز والعصيرات وانتهاء بالمواد التموينية الأساسية كالرز والسكر والزيت والدقيق وكذلك أدوات النظافة. متهربون من السداد وتطرق محيي الدين إلى قضية تؤرق معظم أصحاب البقالات وهي هروب بعض الزبائن وعدم دفع الحسابات والديون التي عليهم وتم سحبها خلال الشهر، ويقول: «منذ أن عملت في البقالة قام أكثر من 10 أشخاص بالتهرب وعدم سداد الديون, وعندما نسأل عنهم نجدهم قد حولوا الحي أو يتعمدون عدم المرور بجوار او من امام البقالة, ولكننا نقوم بملاحقتهم والسؤال عنهم ومحاولة الإتيان بأرقام جوالاتهم عن طريق أصدقائهم. خصم من الراتب ويشاركه البائع محمد أشرف الهم إذ يقول: «يعمد بعض ملاك البقالات لمعاقبتنا إذا لم يسدد الزبون حيث يقومون بخصم المبلغ من راتبنا الشهري». روادها من مختلف الجنسيات وزاد أشرف: «بالرغم من ذلك فإننا نتعاون مع الزبائن لكسبهم وكأداة جذب» مشيرًا إلى أن المواطنين وبعض الجنسيات العربية، والاجنبية، أكثر الفئات التي تفضل الدفع الآجل منوها إلى أن أكثر مديونية لديه كانت لأحد الجيران له بلغت 3000 ريال يقوم بتقسيطها شهريا. وحول أطول مدة يسمح بها لتسجيل الديون؟ أجاب أشرف: «على حسب نوعية الزبون فإذا كان معروفًا ومتعاملا معه منذ فترة طويلة فليست هناك مدة محددة لأنني متأكد أن الزبون سيدفع لا محالة, أما إذا كان معروفًا بمماطلته فإذا مكث الحساب شهرين ولم يسدد فإنني أقوم بإيقاف الحساب حتى يسدد القديم أو على الأقل قسطًا مجزيًا منه». تخفيف الضغط على الميزانية أما لماذا يلجأ الزبون إلى ديون البقالات، فيقول عبدالسلام المرعشي: «حتى نخفف من الضغط على ميزانية الأسرة, فهناك الإيجارات والأقساط , والفواتير, وغيرها من الضروريات التي ترهق كاهل رب الأسرة في المقام الأول, وعندما نقوم بتأخير السداد نشعر بعدم ثقل الحمل اليومي». متابعة شخصية أما عبد الإله أحمد فقد تطرق إلى قيام بعض أصحاب البقالات بزيادة السعر عليه في المواد التموينية، إذ يقول: في إحدى المرات راجعت دفتر الحساب الشهري واكتشفت زيادة في الأسعار إضافة إلى تدوين أشياء لم نأخذها, لذلك لجأت إلى إيجاد دفتر خاص بي فكلما أخذت شيئا سألت البائع عن سعره ودونته لدي لتلافي الزيادة». ويرى كثيرون ان هذا الامر احيانا ميزة، واحيانا اخرى يعتبر عيبا، ويقول احمد الغامدي: هناك ميزة في دفتر البقالة، ولكنه عيب في نفي الوقت، فالميزة انك تأخذ ما تريد، ولا تدفع حالا، وهذا يخفف عبئ الشراء اليومي، اما العيب، فهو انك تسحب موادا دون تقنين، وفي نهاية الشهر تفاجأ ان المبلغ يتخطى تقديراتك، بالاضافة إلى ان الشراء من دون سداد فوري، يجعل المشتري يأخذ احيانا اكثر مما يرغبه فعليا، كنوع من التخزين، وهذا يجعل الفاتورة اكثر من المعتاد عند السداد النقدي.