سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استهداف الإعلاميين.. ألا من ردة فعل؟! استهداف وسائل الإعلام، عمل لا تقره القوانين والأعراف الدولية لأنه يمثل خروجا صريحا وصفيقا على القواعد الأخلاقية الواجب اتباعها في الحروب
غارات العدو الإسرائيلي المتكررة التي استهدفت البرج الذي يقيم به الإعلاميون في غزة والتي أدت إحداها إلى تدمير مبنى قناة روسيا اليوم بالكامل، توضح أن العدو لا يمتلك سقفًا لجرائمه. قصف مباني وسائل الإعلام وتهديد سلامة العاملين بها في حالة الحرب، استراتيجية أمريكية شاهدناها خلال الغزو الأمريكي للعراق. وها هي إسرائيل الآن تتبنى نفس الإستراتيجية بهدف إسكات وإرهاب أي صوت يحرص على إيصال الحقيقة للناس. الإعلاميون ليسوا طرفًا في أي صراع مسلح، واستهداف وسائل الإعلام وتهديد حياة الإعلاميين، عمل لا تقره القوانين والأعراف الدولية لأنه يمثل خروجًا صريحًا وصفيقًا على القواعد الأخلاقية الواجب اتباعها في الحروب. قصف مقرات وسائل الإعلام وتعرض بعض الإعلاميين للإصابة بجروح من جراء ذلك، كشف مدى نفاق المجتمع الدولي. تخيل ما الذي يمكن أن يحدث لو أن أحد تنظيمات المقاومة الفلسطينية قام بقصف مقرات وسائل الإعلام وإصابة بعض العاملين فيها..! طبعًا ستقوم قيامة العالم وستتضامن الهيئات والمنظمات الصحفية في مختلف الدول الغربية لإدانة الاعتداء الغاشم على حرية التعبير وعلى حياة العاملين بوسائل الإعلام. في حين أن العدو الإسرائيلي لم يجابه ولو بوقفة احتجاج من قبل أية هيئة أو منظمة للإعلاميين في الغرب، فانظر إلى أي مدى وصل الانحياز والنفاق والجبن الذي يميز تعاطي الإعلام الغربي مع العدو الإسرائيلي حتى وهو ينتهك حق أبناء المهنة في التعبير، ويقوم في سبيل ذلك بالاعتداء عليهم وتهديدهم بالقتل! إن إعلامًا كهذا لا يصلح أن يكون مصدرًا لمعلومات أولية عن أي نزاع مسلح في العالم، مهما حاول تسويق نفسه بصفته إعلامًا مستقلًا وموضوعيًا ومتجردًا. حوادث استهداف الإعلاميين الأخيرة في غزة، أثبتت أن الإعلام الغربي طرف من أطراف الصراع، فهل سيفهم المنبهرون بالغرب؟! [email protected]