لم يعرف أهالي غزة طعم النوم ليلة الجمعة- السبت بسبب أصوات الانفجارات التي هزت أرجاء المكان وحصدت الأخضر واليابس. فلليوم الرابع على التوالي تواصل آلة الحرب الإسرائيلية الممنهجة قصف وتدمير العديد من المناطق الفلسطينية في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد تسعة فلسطينيين وإصابة العشرات بجراح مختلفة، ليرتفع عدد شهداء العدوان إلى 44 شهيدا وإصابة أكثر من 300 جريح،إلى جانب تدمير العديد من الممتلكات المدنية والعامة في القطاع. وقصف طيران العدو فجر أمس عدداً من الأهداف في كافة أنحاء القطاع، من بينها مقر رئاسة الوزراء الواقع في حي النصر غرب غزة وسوته بالأرض. كما قصفت الطائرات منزل إبراهيم صلاح مدير الإعلام في وزارة الداخلية في مخيم جباليا. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان عربات الإسعاف نقلت 30 إصابة معظمها من النساء والأطفال من البيت المقصوف، وقال شهود عيان ان طائرات الاحتلال قصفت المنزل المذكور المكون من 3 طوابق وسوته بالأرض. وفي وقت سابق قصفت الطائرات الإسرائيلية مدينة عرفات للشرطة غربي المدينة بخمسة صواريخ ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة به. واستهدفت طائرات الاحتلال منزلا لأحد عناصر كتائب القسام بخربة العدس شمال مدينة رفح ومسجد عباد الرحمن ومنزلا لعائلة الأشقر في مخيم البريج ما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين. وشنت طائرات الاحتلال عدة غارات على أراض زراعية في بيت لاهيا وجباليا شمالي قطاع غزة وأرضا خالية ببلدة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس دون وقوع إصابات. كما شن طيران العدو نحو عشرين غارة على منطقة الأنفاق على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر جنوب مدينة رفح. من جانبه، أعلن قائد الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، أن قواته تقوم بكافة أعمالها الشرطية المعتادة، رغم استهداف الجيش الإسرائيلي لمقراتها. وشدد العميد تيسير البطش على "متابعة الأسواق والحركة التجارية وملاحقة التجار المحتكرين والذين يرفعون الأسعار". وأصيب خمسة إسرائيليين بقصف فصائل المقاومة الفلسطينية أمس للمواقع والمستوطنات الإسرائيلية في إطار ردها على جرائم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي. كما أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين السبت بصاروخ أطلق من قطاع غزة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي. واتفقت الفصائل الفلسطينية في ختام اجتماع لها بغزة مساء الجمعة على مواصلة التصدي للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والاستمرار في دعم المقاومة، معتبرة أنها "لا تشعر بأي جدية لدى إسرائيل لإبرام أي تهدئة". وقال المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إن حركته تلقت عدداً من الاتصالات من جهات عديدة وأطراف مختلفة من أجل إبرام تهدئة، مضيفاً "اتفقنا مع الفصائل على أن الاحتلال ليس لديه الجدية لإبرام التهدئة". من جانب آخر، قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ان على "إسرائيل" أن تدرك أن الوضع العربي تغير، وأنها ليست طليقة اليد، وعليها أن تحترم القوانين الدولية". وأضاف في مؤتمر صحافي عقده الوفد التونسي الذي زار غزة أمس السبت "ليس مباحًا في القرن 21 التمادي في الاحتلال واستهداف الناس بهذه الطريقة المنهجية". وشدد على أن تونس تقف مع الشعب الفلسطيني بشكل كامل وستطالب جامعة الدول العربية باتخاذ خطوات جريئة. وقال الوزير التونسي عقب تفقد الجرحى بمشفى الشفاء "رأينا أطفالا مصابين، كل هذه المظاهر غير مقبولة وغير مشروعة، هذا الاستهداف المنهجي أطفال نساء هدم البيوت استهداف المدارس المؤسسات المدنية الخاصة والعامة غير مقبول وغير مشروع".