حذرت الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة من النيات الإسرائيلية بالتصعيد العسكري في قطاع غزة تحت غطاء المفاوضات المباشرة. واعتبر الناطق باسم الحكومة طاهر النونو أن «المفاوضات التي تجريها قيادة السلطة مع الاحتلال تعطي الغطاء السياسي لارتكاب المزيد من الجرائم». وقال النونو في بيان أمس إن «جرائم القصف والقتل في القطاع تأتي متزامنة مع سلسلة من التصعيد الإعلامي وتوتير الأجواء الميدانية من وسائل إعلام الاحتلال». واستنكر «العدوان الإسرائيلي» الأخير على قطاع غزة، معتبراً أن «ترك مجرمي الحرب الذين ارتكبوا أفظع الجرائم خلال الحرب العدوانية الأخيرة على القطاع، طلقاء من دون أن تمسكهم يد العدالة الدولية، أدى إلى تمادي الاحتلال واستعداده لعدوان جديد». ودعا المجتمع الدولي إلى «فتح تحقيق دولي في مقتل ثلاثة مزارعين على حدود غزة اعترف الاحتلال بقتلهم بدم بارد وهم عزل من السلاح يفلحون في أرضهم، وكذلك قتل مواطن فلسطيني مكبل في تل أبيب». ودعا الدول العربية، خصوصاً تلك التي حضت على استئناف المفاوضات والجامعة العربية، إلى «تحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري في قطاع غزة والتحرك لوقف العدوان على القطاع لتحقيق صدقيتهم في العمل من أجل فلسطين قضية ووطناً وشعباً». واعتبرت حركة «حماس» أن «تهديدات الاحتلال باستهداف المدنيين والمقاومين وإشعال ساحة غزة لخلط الأوراق وإرباكها، يهدف الى التغطية على تصفية القضية الفلسطينية عبر المفاوضات». وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان أمس إن «العدو يستغل أجواء المفاوضات كغطاء لارتكاب هذه المجازر والجرائم في حق المواطنين العزل». وأضاف أن «هذه التهديدات تؤكد صدقية مواقف حماس بأن المفاوضات غطاء لجرائم الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني سيدفع ثمن هذه المفاوضات باهظاً». وفسر تزامن التهديدات مع المفاوضات المباشرة بأنه «يؤكد أن أمراً ما يُحاك ضد غزة والمقاومة من جديد، تُحاك خيوطه في مجمل محادثات التفاوض المباشر». بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» الشيخ نافذ عزام إن المفاوضات «أسهمت في إفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب والملاحقات القانونية لقاء جرائمه، خصوصاً ما حدث في صبرا وشاتيلا (ذكراها أمس) والحرب الأخيرة على غزة والجريمة في حق متضامني أسطول الحرية». ميدانياً، شنت طائرات إسرائيلية فجر أمس غارات استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة. وقال شهود إن طائرات قصفت موقع تدريب تابع ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» شمال رفح جنوب القطاع، كما قصف مصنعاً مدنياً للأدوات الزراعية في منطقة السطر الغربي شمال غربي مدينة خان يونس، واستهدفت أرضاً زراعية شرق بلدة جباليا شمال القطاع.