ما زلنا بقلوبنا مع موكب الهجرة النبوية الميمونة المباركة، تحفه العناية الإلهية. وقد مر بنا بالأمس ما حصل لرسول الله صلى الله علية وسلم من معجزات هو وركبه في طريقهم إلى المدينة.. ومن ذلك ما ذكرته كتب السيرة والحديث عن مروره صلوات الله وسلامه عليه وركبه بخيمتي أم معبد، وكانت امرأة برزة (عفيفة، مسنة، جلدة، قوية )، تحتبي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي من مر بها، فسألاها: هل عندها لبن أو لحم يشترونه؟ فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى (القرى طعام الضيف، أي ما منعناه عنكم)، والشاء عازب، وكانت سنة شهباء (مجدبة). فنظر رسول الله علية وسلم إلى شاة في ناحية الخيمة، فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاه خلفها الجهد عن الغنم، فقال: "هل بها من لبن؟" قالت: هي أجهد من ذلك. فقال: "أتأذنين لي أن أحلبها؟" قالت: نعم، بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها. فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمى الله ودعا، فتفاجت عليه ودرت، فدعا بإناء لها، فحلب فيه حتى علته الرغوة، فسقاها، فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب، وحلب فيه ثانيا، حتى ملا الإناء، ثم غادره عندها فارتحلوا. فما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا يتساوكن هزلاً، فلما رأى اللبن عجب، فقال: من أين لك هذا؟ والشاة عازب ولا حلوبة في البيت؟ قالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثة كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا، قال: إني والله أراه صاحب قريش الذي تطلبه، صفيه لي يا أم معبد، فوصفته بصفاته الرائعة" (1) قالت أم معبد: "رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، حسن الخلق، لم تُعبه ثجلة (عظم بطن)، ولم تُزر به صعلة (صغر رأس) وسيم قسيم، في عينية دعج (شدة سواد العينين)، وفي أشفاره (رموش عينية) وطف (طول وغزارة)، في صوته صحل (بحة خفيفة)، أحور (شدة بياض العينين مع شدة سوادها)، أكحل (سواد في أجفان العينين خلقة)، أزج (دقيق الحاجبين في طول)، أقرن (مقرون الحاجبين)، شديد سواء الشعر، في عنقه سطح (ارتفاع وطول)، في لحيته كثاثة (غزارة)، إذا صمت فعلية الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق، فصل لا نزرُ ولا هذرُ، أجهر الناس، وأجمله من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة، لا تشنؤُه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا لأمره، محفودُ محشود (مخدوم حوله حشد يخدمه)، لا عابس ولا مُفند (والمنفد هو الذي يكثر اللوم)". "فقال أبو معبد: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممتُ أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلًا، وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعونه ولا يرون القائل: جزي الله رب العرش خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر وارتحلا به وأفلح من أمسى رفيق محمد دعاها بشاة حائل فتحلبت له بصريح ضرة الشاة مزبد وأصبح الناس بمكة وفد فقدوا نبيهم، فأخذوا على خيمتي أم معبد حتى لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم. السؤال العشرون: ما اسم أم معبد؟ الخيارات: 1 عاتكة بنت خالد الخزاعية. 2 خولة بت الازور. 3 خولة بت ثعلبة.