هذه حلقة نواصل فيها الحديث عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والمعجزات العظيمة التي تمت فيها والدروس التي نستفيدها منها لنعمق في انفسنا وفي اجيالنا الحب والتعلق ، بسيرته صلى الله عليه وسلم وبهجرته الشريفة. الدرس الثامن: ثم تأتي المعجزة الأخرى عندما علم سراقة بأن قريش قد وضعت جائزة كبيرة لمن يأتيهم بخبر سيدنا محمد فأنتظر حتى هدأ القوم وذهب ليتتبع مسير رسول الله ولكن هنا معجزة أخرى بعد أن ساخت الأرض تحت أقدام فرسه وفي الوقت نفسه عاد عن هدفه الذي جاء من أجله وتحقق في هذا الحدث وعد الرسول صلى الله عليه وسلم من إلباسه لسواري كسرى كما وعده في تلك اللحظات. الدرس التاسع: أما المعجزة الأخرى فهي إدرار لبن شاة أم معبد حتى روتهم وشربوا من لبنها ، وكانت شاة مريضة ليس فيها لبن ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم معبد في حلبها فأذنت ، فمسح ضرعها وسمى الله تعالى فدرت فدعا بإناء فحلب فيه حتى امتلأ وسقى ام معبد حتى رويت ، ثم شرب ، وشرب من كان معه ، وبقيت بقية من اللبن ، فلما جاء ابو معبد وسألها عن اللبن قصت عليه الخبر فقال : هذا صاحب قريش ( يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . وكل هذه دروس ربانية نتعلمها. الدرس العاشر: عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وتسابق الناس ليضيفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولينزل عندهم ، وكان يرد عليهم ويقول: (دعوها فإنها مأموره) فبركت في المكان الذي كان مكان بيته ومسجده الشريف وحمل ابو ايوب رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل عنده ، ففاز ابو أيوب بضيافته حتى بُني للنبي صلى الله عليه وسلم بيته الشريف. الدرس الحادي عشر: الدرس المهم الآخر الذي نتعلمه أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قرر بناء المسجد النبوي الشريف ساهم بنفسه وحمل التراب والحجارة على كتفه الشريف ثم بعد انتهاء المسجد لم يجعله للصلاة بل جعله مركزاً متكاملا للصلاة وقراءة القرآن وسماع الحديث والدروس المختلفة التي كان يلقيها عليهم رجالاً ونساءً ثم كيف جعله مركزاً لإدارة الدولة الجديدة ، ولتجهيز الجيوش وللقضاء بين الناس ليعلمنا أنه هكذا تكون المساجد وأنه يجب على العالم الإسلامي أن لا يجعل المساجد للصلاة فقط بل لابد أن تحقق فيها رسالة المسجد المتكاملة. الدرس الثاني عشر: الدرس الذي نتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضوع إعطاء كل ذي حق حقه هو أنه حرص عليه الصلاة والسلام على سداد قيمة الأرض التي ستكون مكان المسجد النبوي الشريف وكانت لغلامين من بني النجار ولم يقبل بها دون ثمن بالرغم من اصرارهما على منحها له صلى الله عليه وسلم لإقامة المسجد وإنما اعطاهم حقها ليعلمنا هذا الدرس الكبير. الدرس الثالث عشر: الدرس الذي نتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته للمدينة انه بدأ بتأسيس الدولة الإسلامية بعد أن كانت المرحلة المكية مرحلة دعوة وتربية وارساء عقيدة التوحيد ، ثم كانت المدينة مرحلة اقامة الدولة الإسلامية وترسيخ مقوماتها وبدأ بالمؤاخاة بين الناس وإرساء أواصر المحبة وترسيخ عرى الأمن والحب والتعاون بين المهاجرين والانصار وعاهد اليهود واعطاهم حقوقهم في وثيقة وقعها معهم لتحفظ لكل ذي حق حقه . الدرس الرابع عشر: في هذا الدرس نتعلم من هجرته صلى الله عليه وسلم كيف حفظ للذميين جميعاً ، ولأهل العهود عهودهم ودماءهم وقال « من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة » وقال ايضا : « الا من ظلم معاهدا او انتقصه او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة » . وختاماً فإن هذه لقطات من دروس عظيمة من الهجرة النبوية التي نحتاج إلى تذكرها وتذكيرها لاولادنا والاستعانة بها وبما جاء فيها من دروس عظيمة لمسيرة هذه الأمة الإسلامية الخالدة اذا ما سارت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.