سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القتال في سوريا هل سيبقى محلياً ؟ المخرج السليم لأنهاء هذه السيناريوهات هو الإسراع بالحسم العسكري و لن يكون ذلك إلا بالدعم الكامل بالمال و السلاح و الرجال للثورة السورية و جيشها الحر
يوافق غداً السابع عشر من رمضان المبارك ذكرى أعظم معركة في تاريخ البشرية من حيث تأثير نتيجتها على مسيرة الحياة البشرية في الأرض و التي وصفها نبينا و حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم بقوله ( اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً ) ، فبدر الكبرى على صغر حجمها و قلة قتلاها مقارنة بأعظم الحروب البشرية من حيث الخسائر العالميتين الأولى و الثانية اللتين أودتا بحياة سبعين مليون إنسان هذا ناهيك عن الدمار الماحق الذي لحق باليابان و بأوربا و غيرها من بقاع الأرض. ويستشرف المسلمون نسائم نصر قريب سيتحقق بفضل الله في بلاد الشام على خطى نصر بدرٍ الكبرى. عوداً إلى عالم اليوم فمن فضل الله تعالى على الثورة الليبية التي كتب لها النصر على النظام الجبروتي الدكتاتوري أن الأقتتال الداخلي بين الثوار و مؤيدي النظام الظالم لم ينتقل إلى أي من الدول العربية و الأفريقية المجاورة لأسباب عدة قد يكون أهمها ، و الله أعلم ، توصل ما يسمى بالمجتمع الدولي إلى التوافق على تقديم الحد الأدنى من المساندة التي كان يحتاجها الثوار لتحقيق نصرهم المؤزر على الهالك معمر القذافي ، خطوات غيرت بفضل الله مجرى الأحداث كان من بينها تزويد الثوار بالسلاح الخفيف و المتوسط و فرض منطقة حظر طيران و قيام طيران حلف الأطلسي بغارات جوية. و قد أصبح معلوماً لدى كل المراقبين لتطورات الوضع في سوريا بأن السيناريو الليبي لن يتكرر في سوريا ، فيد المجتمع الدولي بقيادة أمريكا و فرنسا و بريطانيا مغلولة إلى عنقه بفعل الفيتو الروسي الصيني المشترك لأسباب مصالح الدولتين في المنطقة. فروسيا تريد أن تحافظ على المرفأ العسكري الوحيد المتبقي لها في البحر الأبيض المتوسط و هو بالطبع ميناء طرطوس السوري و بنهجها ( أي روسيا ) المؤيد تأييداً مطلقاً لبشار الأسد و نظامه القاتل تشارك مشاركة مباشرة في سفك الدم السوري فقد لا تجد لها موطئ قدم في سوريا ما بعد بشار و هذا ليس مقبولاً من قبلها، و الصين المنافس التجاري الأول للولايات المتحدةالأمريكية و التي قيل أنها خسرت عشرات المليارات من الدولارات بسبب البترول و صفقات البنية التحتية في ليبيا ما بعد القذافي وجدت نفسها محاطة بالعديد من القواعد العسكرية الأمريكيةالجديدة في أستراليا ، و إندونيسيا، و اليابان، لاوس ، مانيمار ، الفلبين ، تايلاند، سنغافورة ، كوريا الجنوبية ، وفيتنام إستعداداً لحرب طاحنة قادمة قد تدور رحاها بين المحورين الأمريكي و الصيني و حلفائهما بسبب الصراع على التجارة العالمية. لكن الفيتو الروسي الصيني لا يستطيع أن يغير الواقع السياسي و الجغرافي لسوريا و لا يستطيع أن يغير التفاعل الأنساني و الديني و السياسي للمحيط السوري كتركيا و الأردن و أجزاء من لبنان و المملكة العربية السعودية و قطر و مصر ... التي ترى جميعاً أن ما يحدث في سوريا جريمة كبرى تستهدف سحق أهل السنة في سوريا و أن من واجبها دعم المقاومة السورية بالمال كما فعلت المملكة حيث جمعت حملة التبرعات لدعم الشعب السوري بتوجيهات من خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله زهاء 500 مليون ريال في الأيام الأخيرة. وهناك من يمد الجيش السوري الحر بالأسلحة عبر الحدودالمشتركة، و من الطرف الآخر ( روسيا ، إيران ، العراق ، حزب الله ) ثمة إمدادات مضادة لذلك فالحرب القائمة مرشحة للانتشار و التوسع عبر الحدود و أخذ صبغة طائفية بشكل مكشوف و قد تستجر مع الأيام و في غياب التدخل الدولي بالغطاء المعتاد من مجلس الأمن دولاً من المتصارعة على المصالح في المنطقة إلى مواجهة عسكرية كبرى في المنطقة. و غني عن القول بأن اليد الإسرائيلية ضالعة من خلف الكواليس في كل ما من شأنه تمزيق سوريا إلى دويلات لتحتفظ هي بالجولان للأبد في جوار أشد ضعفاً و أكثر فرقة. و المخرج السليم لأنهاء هذه السيناريوهات هو الإسراع بالحسم العسكري و لن يكون ذلك إلا بالدعم الكامل بالمال و السلاح و الرجال للثورة السورية و جيشها الحر.