سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤشرات “الغياب” في المدارس تتخطى حاجز توقعات خطة “التربية”
خبراء ومختصون: ظاهرة تحتاج لحلول سريعة.. تجنبًا لتحولها ل“كارثية” تربويون: لابد من المزج بين الدراسة والبرامج.. ومتابعة المعلم وتطبيق اللوائح
خالفت المؤشرات المرصودة لطلاب المدارس توقعات خطة وزارة التربية والتعليم التي بدأت تطبيقها اعتبارا من هذا العام للحد من غياب الطلاب والطالبات قبل الامتحانات والإجازات، فعلى الرغم من أن الوزارة قررت تنفيذ خطة الاجرائية ووزعتها على كافة إدارات التربية والتعليم للحد من الغياب، التي قضت بتخفيض نسبة الغياب بواقع 15 % للسنة الحالية، و10 % للسنة القادمة، و5% للسنة الثالثة، فلم تُجد تلك الخطة في الحد من الغياب فقد خلت مدارس التعليم العام من الطلاب والطالبات قبل الإجازة بفترة طويلة وقبل الاختبارات كذلك. المزج بين الدراسة والبرامج «المدينة» ناقشت القضية بشكل شمولي، ففي البداية قال أمين عام إدارات التربية والتعليم بوزارة التربية الدكتور راشد الغياض: «إن ظاهرة غياب الطلاب قبل الاختبارات، هي مسؤولية مجتمعية تتضمن الأسرة والبيت والإعلام ورجالات الثقافة ووزارة التربية والتعليم. وأضاف: «وللوزارة دور للتخفيف من هذه الظاهرة، وذلك بأنها تحرص أن تكون بداية العام بداية جادة من التجهيزات كاملة وتشمل المبنى والمعلمين، بحيث لا يكون هناك تصور بولي الأمر أن في المدرسة نوع من التقصير يدعو للغياب ولابد من تضافر الجهود للتخفيف منها كانت في فترة سابقة، وقد لاحظنا أن الاعداد بدأت تتناقص لأن هناك وعيا لدى المجتمع بأن الساعات المدرسية ساعات مهمة في جميع مراحل التعليم العام ومن جانب آخر تسعى وزارة التربية والتعليم لجعل هناك نوعا من الاستعداد الجيد، وهو تكثيف البرامج المتنوعة للأطفال خاصة في المرحلة الابتدائية تمزج بين الدراسة داخل الفصول وخارجها، ويأتي أيضا الدور المجتمعي للأعلام والمثقفين بنشر أهمية اليوم الدراسي، مضيفا «أنه خلال هذه الفترة تشدد الوزارة على متابعة المعلم لخطته في تنفيذ الدروس فهو مطالب بخطة محكمة ومدروسة ومعتمدة. توحيد الإجراءات وقال مساعد مدير التعليم بالطائف عبدالرحمن الصخيري: «إن مشكلة الغياب من السابق وأصبحت لها تراكمات كثيرة وأصبحت كذلك ثقافة لدى الطلاب والمجتمع، وإن كنا نحن قد ساهمنا فيها وبالدرجة الأولى المدرسة وتحديدا المعلمين سواء بالتصريح أو التلميح للطلاب بالغياب، أضف إلى ذلك عدم تطبيق لائحة السلوك والمواظبة وتفعيلها وإشعار أولياء الأمور بذلك، ونجد أن هناك مدارس تطبق وأخرى لا تطبق تلك اللوائح، وهذه مشكلة على مكاتب التربية والتعليم، لذلك نجد أن وزارة التربية والتعليم انطلقت في توحيد الإجراءات التي تعزز انتظام الطلاب في المدارس قبل الاختبارات والإجازات الرسمية وتحد من غيابهم، والتي ستسهم بإذن الله في القضاء على هذه الظاهرة والحد من الغياب. برامج تحفيزية وأضاف أن على المدارس دورا كبيرا في التعاون مع مكاتب التربية والتعليم وإدارات التربية في تفعيل اللوائح والتعليمات والاهتمام بالمعلمين والتنبيه عليهم بالدراسة، وكذلك ضرورة تواصل المدارس مع أولياء أمور الطلاب واستخدام التقنية في ذلك وإبلاغهم بأهمية حضور أبنائهم للمدارس والآثار المترتبة على غيابهم، وأضاف أن المدارس لو عملت على وضع برامج تحفيزية للطلاب في الأيام التي تسبق الإجازات الرسمية سيسهم ذلك في الحد من غياب الطلاب من المدارس حيث إن المدرسة أصبحت بيئة جاذبة للطلاب وليست طاردة لهم. وقال الصخيري: «نحن في كل عام نعمل على إعداد تقارير متكاملة مزودة بإحصائيات المدارس وغياب الطلاب، ويتم رفعها لمدير عام التربية والتعليم، كما أننا سنكرم في هذا العام المدارس المتميزة في ضبط الطلاب والأقل غيابا لديها. عملية تكاملية وقال مدير مكتب التربية والتعليم بالحوية ناصر الشهري: إن قضية غياب الطلاب عن المدارس قبيل الاختبارات والإجازات الرسمية ليست وليدة اللحظة بل هي قضية سابقة وأصبحت ثقافة مجتمع وإن كانت بدأت تزداد في السنوات الأخيرة، ولكن عملية ضبط غياب الطلاب والحد منه إنما هي عملية تكاملية بين البيت والمدرسة وإدارات التربية والتعليم متى ما قامت كل جهة بدورها الصحيح ستنتهي مشكلة غياب الطلاب من المدارس قبيل الإجازات والاختبارات، ولو نظرنا إلى الأسرة لوجدنا أنها تؤدي دورًا هامًا في توجيه سلوك أبنائها وتساعدهم على اكتساب العادات الحميدة. كما أن المدارس يقع على عاتقها دور كبير في ضبط الطلاب باعتبارها مؤسسات تربوية والأساليب التربوية التي تطبقها. وقال إن الخطة الإجرائية لتعزيز انتظام الطلاب والتي أقرتها وزارة التربية والتعليم مؤخرا ستقلل من غياب الطلاب بشكل كبير في المدارس وقد بدأنا في مكتب التربية والتعليم بالحوية في تفعيلها على أرض الواقع من خلال الاجتماعات المكثفة بمدراء المدارس وكذلك الوكلاء. التواصل من جهته أكد مشرف الإدارة المدرسية بمكتب التربية والتعليم بالحوية سعود بن سعد الوذيناني أن لغياب الطلاب قبل وبعد الاختبارات والإجازات الرسمية أسباب عدة أبرزها الثقافة المتراكمة لدى الكثير من طلاب المدارس وكذلك عدم تطبيق اللوائح وعدم متابعة الإدارات للائحة السلوك والمواظبة والانتهاء من خطة توزيع المنهج قبل بداية الاختبارات بفترة زمنية، وكذلك خلو بعض المدارس من برامج رياضية وترفيهية وتثقيفية . تواجد أمني وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة الطائف أن الجهات الأمنية تعمل على حفظ الأمن بشكل عام ومنع وقوع الجريمة في كافة الأوقات، وذلك من خلال الانتشار والتواجد الميداني لدوريات الأمن بكافة الأحياء والمواقع، وأضاف أنه يتم الأخذ في الاعتبار الأوقات والأيام التي تسبق الإجازات الرسمية والاختبارات، وتحرص الجهات الأمنية بالطائف على حفظ الأمن بمتابعة من مديرها اللواء مسلم بن قبل الرحيلي. زرع مرور سري وقال مدير إدارة المرور بالطائف العميد عبدالله الشهراني: إن ادارة المرور دائما تضع خطة قبل الاختبارات وقبل اي اجازة وقبل اي مناسبة رسمية وذلك للحد من مخالفات وعرقلة للحركة، ونحن الآن مقبلون على إجازة للطلاب فقد وضعنا خطة وخاصة في الاسبوع الذي يسبق الاجازة بتتبع الشباب خاصة من طلاب المرحلة الثانوية وبعض طلاب المرحلة المتوسطة الذين يمكن ان يحصل منهم تجمع في المخططات للتفحيط او في الميادين والطرق والمنتزهات بزرع المرور السري وكذلك دوريات المرور. مشكلة تربوية وقال مشرف الإرشاد والتوجيه بتعليم الطائف عبدالرحمن عبدالله الشهري يعد الغياب من الملاحظات التي ظهرت في الآونة الاخيرة حتى اصبحت تشكل مشكلة تربوية تحتاج الى العلاج من عدة أوجه ومن اهمها وزارة التربية والادارت والمدارس والاسر. خمسة أقسام وقال الشيخ الدكتور صالح اللحيدان المستشار القضائي الخاص فيما يتعلق بهذا الموضوع فهو يعد حيويا وقد انتشر في هذه الفترة انتشارا بشكل سري، والمشكلة أنها تزداد تصاعدا، وأضاف: أقسمها الى خمسة أقسام وقد طغت على السطح وأقرب ما تكون الى أن تصبح ظاهرة، فالقسم الأول بعض المدارس يجتاز الطلاب فيها الاختبار دون رسوب، والقسم الثاني هناك من يبيع الشهادات خاصة الحاسب، والقسم الثالث ان بعض المعلمين يشير للطلاب بطريق مباشر ان يتغيبوا ولكنه لا يصرح، والقسم الرابع يوجد بعض المدرسين من يطبع المذكرات الخاصة ويبيعها على الطلاب ويضع منها الاختبارات، والقسم الخامس بعض المعلمين يعقدون دروسًا خصوصية والذين يدرسون عندهم لعلهم يساعدونهم في النجاح. ويستطرد اللحيدان «وهذه مؤشرات أقدمها لسمو وزير التربية والتعليم شخصيا ونائبه، لا سيما أن المردود العلمي عند الطلاب في الثانوية والكفاءة ضعيف، ولعلي أنصح بأمور ثلاثة: الأمر الأول ان تشكل لجنة سرية لتقصي الحقائق، الأمر الثاني ان يكون هناك بحث ميداني لكافة مدن المملكة وقراها، الأمر الثالث أن تشكل لجنة ذات صبغة مسؤولة مستقلة وألا تتعجل النتائج، لأن الحال في هذه الفترة خاصة عند قرب الاختبارات ان تحتاج الى الوضع المنجز لعلاج هذه الحالة، ولو أخذنا من كل مدرسة ثلاثة من الطلاب ومن كل فصل وأجرينا معهم التساؤلات والنقاش لاتضحت هذه الأمور، وأنا شخصيا أعرف سمو الأمير فيصل بن عبدالله، إنه رجل فاضل وجاد ومركز فلعله يضع هذا في الاعتبار. رصد إليكتروني مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الطائف الدكتور محمد بن حسن الشمراني، قال: إنه تم إلزام كافة المدارس بتسجيل الطلاب والطالبات الغائبين من خلال برنامج «نور» بحيث تتولى المدارس التسجيل اليومي للغياب أو الحصص الدراسية أو التأخر الصباحي في النظام نفسه وإشعار أولياء الأمور بذلك، كما يتم التعامل مع غياب الطلاب والطالبات وفقا لنظام السلوك والمواظبة، لافتا إلى ان وزارة التربية والتعليم وضعت آلية لانتظام الطلاب والطالبات قبل الإجازات وبعدها وقبل الاختبارات تطبق خلال ثلاث سنوات اعتبارا من العام الحالي، بحيث يتم تخفيض نسبة الغياب في العام الحالي بنسبة 15% والعام القادم 10% والذي يليه 5% لافتا إلى أن الآلية تنص على تشكيل لجان في داخل كل مدرس ولجان على مستوى مكاتب التربية والتعليم ولجنة رئيسية في الإدارة لدراسة هذه الظاهرة وإيجاد الحلول المناسبة، وتحتاج الآلية الى تكافل وتكاتف الجميع مع الإدارة والمدرسة لتغيير ثقافة المجتمع حول هذه الظاهرة.